تخطي إلى المحتوى
سندريللا" وأدب الطفل سندريللا" وأدب الطفل > سندريللا" وأدب الطفل

سندريللا" وأدب الطفل

تعتبر قصة “سندريلا” واحدة من أهم قصص الأطفال على مستوى العالم، هذا فضلا عن كونها أيقونة هذا الفرع من الأدب، فكثير من الروايات الأدبية تأثرت بأي شكل من الأشكال، بعنصر من عناصر القصة، وصنعت منه حدثًا مختلفًا، لكنه في الأساس قائم على القيم والمبادئ التي حاولت القصة أن تقدمها بصورة بسيطة، عرضت من خلالها كل فئات المجتمع ، هذا فضلًا عن كونها خاطبت كل المراحل العمرية، ونظرًا للكثير من المميزات الأدبية التي حظيت بها القصة العالمية، عاشت واستمرت وانتقلت من ثقافة إلى أخرى، و عبر العصور المختلفة والحضارات المتنوعة.

ولأنها جسدت. كل الآمال في مستقبل أفضل عبر تحقيق الكثير من الأمنيات التي تبدو أمام البعض أنها مستحيلة، لكنها بالتأكيد مع بعض الأمل والثقة في الله، ستتحقق بشكل معجز يصعب استيعابه في العالم الحقيقي، لكن يمكن تقبله في الخيال.

سندريلا في اللغة تعني (الحذاء الزجاجي الصغير) وبالمجاز الشخص الذي يحقق نصرًا وإنجازًا بعد معاناة بصورة غير متوقعة.

كذلك ‘فتاة الرماد’ وصفًا للرماد الذي كان عالقًا بثيابها الرثة أثناء عملها. تحاول القصة، تقديم عناصر الظلم والإجحاف التي تتعرض لها البطلة وبالمقابل تُظهر مكافأة المظلوم المنتصر في النهاية، مؤكدة على أن الظلم مهما قويت شوكته، سيأتي يوم وينتصر العدل عليه وهذا ما تحقق لبطلة القصة. عرفت سندريلا حول العالم بصور مختلفة.

وسجلت للمرة الأولى بواسطة المؤرخ اليوناني الشهير سترابون في القرن الأول قبل الميلاد، وهي تروي عن فتاة جميلة من العبيد، تزوجت ملك مصر في النهاية كمكافأة على صبرها.

عادة ما يشار إليها باعتبارها أقدم نسخة معروفة من قصة سندريلا، ووردتْ مع اختلاف في بعض التفاصيل في كتابات هيرودوت المؤرخ اليوناني عن تاريخ مصر، وغيره من الكتاب الإغريق فى عصور متتالية، ونقلها الكاتب «بروكسبانك» إلى اللغة الإنجليزية في كتابه «قصص الفراعنة عبر العصور».

هذا وتعتبر قصة ” Ye Xian” الصينية، التي ورد ذكرها لأول مرة في حوالي 860 م، نسخة أخرى قديمة للقصة الأصلية .

وبمرو الزمن ومع ارتباط القصة بالأثر الشعبي، تم نشر أول نسخة أوروبية أدبية لها في إيطاليا على يد جيامباتيستا باسيل في كتابه” حكاية الحكايات “عام 1634؛ وتم نشر النسخة المعروفة الآن على نطاق واسع في العالم الناطق باللغة الإنجليزية باللغة الفرنسية بواسطة الكاتب الفرنسي والمربي شارل بيرو عام 1697.

ونشرت نسخة أخرى، في وقت لاحق من قبل الأخوين غريم في مجموعتهم القصصية الشعبية “حكايا خرافية “من ألمانيا عام 1812. واكتفتْ الأوبرا الأوروبية في تناولها لـ«سندريلا» بالإطار الشكلي للقصة، أي البنت يتيمة الأم التي تعيش مع زوجة أبيها التي تعاملها على أنها خادمة، ثم موضوع الحفلة وفقدانها لفردة الحذاء ثم زواجها من الأمير، وذلك دون التركيز على المعاني الإنسانية الواردة فى الأصل القصصي.

قدمت القصة في إطار من التسامح والأمل وإنكار الذات والصبر والرضا وغيرها، كلها معانٍ رسخت للعديد من الأفكار التي ساهمت في أن تعيش الفكرة، وتتناقل عبر العصور والأزمنة المختلفة دون تحريف أو تبديل يسيء إلى المحتوى الرئيسي .

وعليه تعتبر سندريلا من النماذج الأدبية رفيعة المستوى عالية الجودة في الإنتاج، تقدم الفكرة والمحتوى بصورة بسيطة سهلة، يتقبلها المتلقي ويحاول أن يتقمص دور البطلة ويجسدها ويؤمن بما تقدمه وتحمله من معان ٍطيبة، وعليه مما لا شك فيه أن المحتوى القصصي الهادف بالتأكيد، سيستمر ويؤثر ويصل لمبتغاه، طالما حرص المبدع على أن يحقق فيه كل عناصر اكتمال النص الأدبي المميز والمختلف للطفل.

المصدر: 
مجلة الملتقى