تخطي إلى المحتوى
الكون الـمغلق  نقض نظرية الانفجار الكبير  المكان قبل الزمان الكون الـمغلق  نقض نظرية الانفجار الكبير  المكان قبل الزمان > الكون الـمغلق  نقض نظرية الانفجار الكبير  المكان قبل الزمان

الكون الـمغلق نقض نظرية الانفجار الكبير المكان قبل الزمان

مقدمة

 

يدور البحث في هذا الكتاب حول محورين أساسيين:

- المحور الأول: تناولت فيه بعض مقولات أصحاب المذهب العلماني المادي في نظرتهم إلى الكون مشيراً إلى النتائج التي توصل إليها كبار علماء الفلك والفيزياء الفلكية، وكذلك الباحثون الفلكيون المعاصرون منهم.

وتتلخص هذه النظرة بموضوع نشأته وتطوره ومصيره. يقولون:

- لقد بدأ الكون بانفجار كبير في لحظة محددة من الزمن كثر الجدال حولها إلى أن استقر رأي العلماء على أن الكون له بداية وأن المادة ليست أزلية. لكن أغلبهم عاد ليصف الكون بأنه وليد عدد آخر من الأكوان، أو أنه استمرار زمني سبق وجود المكان، وأن المكان لا يزال قيد التشكل حتى هذا اليوم.

- وقد لازم مسيرة تطوره توسع مستمر وتشكل للمجرات والنجوم والكواكب وكل الأحداث تجري فيه بتلقائية أي دون تدخل أي قوة خارجية.

- وفي حديثهم عن مصير هذا الكون لم تكن لديهم نظرة واضحة ترسم نهاية محددة له. وكل ما قدم في هذا الشأن كان عبارة عن ثلاث فرضيات أو احتمالات وضعت نهاية إما إلى كون مغلق أو كون مفتوح أو كون مسطح...!

- لقد خاض عدد من العلماء في تخمينات متفاوتة لعمر هذا الكون وفي حدود عشرة أو عشرين ملياراً من السنين تعددت لديهم وسائل القياس التي تم بها تخمين هذا العمر وكانت كلها عبارة عن فرضيات وادعاءات ليس لها أساس في الواقع... ثم انتهوا بعد ذلك إلى اتفاق حول عمر محدد بلغ 13.800 ملياراً من السنين. وقد تبين أن هذا التقدير الأخير اعتمد بحوثاً لها صلة حتمية بما ورد في القرآن العظيم.

- لقد تركت نظرية الانفجار الكبير أثراً خادعاً ليس في ساحة الانفجار المزعوم فحسب وإنما في مجمل أفكار المثقفين في كافة أرجاء العالم وعلى وجه الخصوص في القارتين الأوروبية والأمريكية بدعم من وسائل الإعلام والدعاية المضللة التي لم تترك فرصة لأحد ليعيد النظر في معطيات هذه النظرية.

أما المحور الثاني فقد تناولت فيه ما جد من بحوث في علم الفلك، ولكن من خلال مقولات غلب على أصحابها الطابع الإسلامي لما تضمنه القرآن العظيم من حقائق صحيحة عن الكون لم يرد لها ذكر في كتابي العهد القديم والعهد الجديد، إلا القليل، وقد تم الكشف عن مزيد من هذه الحقائق بعد أن اتبعت منهجاً في القرآن لفهم القرآن يعتمد المتشابهات المثاني واللوحات القرآنية المؤلف كل منها في غالبيته، من سبع آيات قرآنية ألقت الضوء على حقائق لم تكن معلومة من قبل.

لقد كانت البحوث لدى أصحاب هذا الاتجاه الإيماني في بداياتها ترنو إلى إثبات وجود خالق لهذا الكون يدبر أمره. وقد سخره من أجل الإنسان الذي يحيا في الأرض بعد أن تبين بالتحقيق أن الأرض التي يحيا فيها هي فعلاً مركز الكون. لكنه مركز في بعده الروحي وليس المكاني. ذلك أن مصير الكون من منطلق إيماني سوف ينتهي بالتزامن مع مصير الإنسان بوقوع حدث جلل عند قيام الساعة.

أما بيان الحكمة من الخلق الإلهي فإن المناقشة ستبقى قائمة حول هذا الموضوع بين كبار الفلاسفة والعلماء المسلمين.

- إن اكتشاف الخلفية الإشعاعية في صفحة السماء الأولى أظهر من الحقائق ما لم يكن في حسبان أصحاب نظرية الانفجار الكبير. لقد انقلبت الموازين السابقة لديهم رأساً على عقب رغم التكتم الشديد الذي مارسه العلماء لإخفاء نتائج هذا الاكتشاف الكبير. إذ تبين بالتحقيق أن الانفجارات النجمية التي تزامنت مع بدء التوسيع الإلهي في بناء السماء الأولى لم تقلع إلا بعد تمام الخلق في الأيام الستة؛ أي بعد أن خلق الله تعالى السموات والأرض في أربعة أيام وخلق (ما بينهما) في اليومين الأخيرين. فلفظ (ما بينهما) يعبر عن خلق الغلاف الغازي وخلق كل متطلبات الحياة في الأرض؛ أي أن النظام الكوني بكامله لم يقلع بالحركة في آخر لحظة من أيام الخلق إلا بعد أن ألقى خالق هذا الكون الأمر لكل من السماء والأرض بأن تأتيا طوعاً أو كرهاً. وكانت هذه الحقيقة مفاجئة لكلا المذهبين العلماني المادي والإيماني. أما مصير الكون فسوف يكون بيد خالقه عندما تقوم الساعة.

- لقد توزع الاهتمام بنظرية الانفجار الكبير في مجتمعاتنا العربية بين مؤيد ومعارض، وكذلك الأمر في بقية بلاد المسلمين ولم تكن لدى أي من الاتجاهين القدرة على حسم موضوع هذه النظرية للأسباب التي سيرد تفصيلها في صفحات هذا الكتاب.

أكتفي بهذا القدر لعدم التمكن من عرض كل الحقائق التي توصلت إليها ولأنتهي بعد هذه اللمحة الموجزة إلى القول بأن الغاية من إعداد هذا الكتاب وتقديمه للقراء بعنوان (الكون المغلق) لم تكن للبحث في الأجرام السماوية وأنواعها وأسمائها والتشكيلات المؤلفة منها. فهذا عمل يدخل في صلب اختصاص مهني ساهم فيه علماء الفلك والفيزياء الفلكية وصدر به العديد من المؤلفات العلمية. وكل ما ورد من آراء مختصرة حول هذا الموضوع فإنه منقول عن كتب بعض هؤلاء العلماء أو عن مجلات علمية. ولم يتجاوز هذا النقل ذكر آراء عدد قليل من مشاهيرهم خوفاً من الإطالة.

المؤلف: صلاح الدين خليل الكلاس