تخطي إلى المحتوى

القواعد المؤسسة للسعادة والنجاح / كن سيد قرارك

مباع
السعر الأصلي $3.00
السعر الأصلي $3.00 - السعر الأصلي $3.00
السعر الأصلي $3.00
السعر الحالي $2.40
$2.40 - $2.40
السعر الحالي $2.40

يتحدث الكتاب عن مبادئ أساسية للنجاح في العمل والحياة، وكل من يلتزم بها في حياته اليومية يصل لمبتغاه، خاصة إذا شحذ ذهنه وخطط لعمله وبذل الجهد في تنفيذه والإعداد له. عندها سيكون قدره في انتظاره ويوصله للنجاح والسعادة.

المؤلف
أسامة بديع جناد- جانبوت حافظ ترجمة
التصنيف الموضوعي
132 الصفحات
12x20 القياس
2014 سنة الطبع
978-9933-511-02-9 ISBN

السبب والنتيجة في سلوك الإنسان
من البديهي بالنسبة إلى العلماء أن كل أثرٍ مرتبطٌ بسبب. طبق هذا على سياق سلوك الإنسان، وسينكشف لك مبدأ العدالة. يعرف كل عالمٍ (ويؤمن الجميع الآن) أن التناغم الكامل يسود كل جزء من الكون الفيزيائي، من ذرة الغبار إلى أعظم الشموس.
يوجد تنظيم دقيق في كل مكان. ففي عالم الفلك بملايين الشموس التي تسبح بفخامةٍ في الفضاء حاملةً معها أنظمتها التابعة لها من الكواكب التي تدور حولها، وسديمها الشاسع، وبحار نيازكها، وجيوش نيازكها التي تسافر في الفضاء غير المحدود بسرعات لا يمكن تصورها، يسود مع ذلك نظام مثالي، ومرةً أخرى في العالم الطبيعي بأشكال الحياة التي لا تنتهي، وتنوعها فإن من الواضح وجود حدود لقوانين دقيقة، يعمل كل منها دون أي فوضى، وبتوحد وتناغم أزليين. إذا أمكن لهذا التناغم الكوني أن يُـكسر اعتباطاً ولو في جزيء ضئيل منه فسيتوقف الكون عن الوجود، ولن يكون هناك فضاء بل فوضى كونية.
ليس من الممكن في مثل هذا الكون الخاضع للقانون أن يكون أي موجود ذي قوة شخصيةٍ أعلى منه أو خارجه أو متفوق على هذا القانون من حيث قدرته على تجاوزه، أو تنحيته جانباً. لأنه مهما يكن هذا الكائن الموجود، فهو موجود ضمن هذا القانون، وأرفع الموجودات وأفضلها وأكثرها حكمةً سيظهر حكمته الكبرى من خلال إطاعته لهذا القانون الذي تتجسد فيه الحكمة نفسها، والكمال ذاته.
كل الموجودات سواء المرئية أو غير المرئية خاضعةٌ لهذا القانون للسببية، وتقع ضمن نطاق سلطته. وكما تطيعه كل الأشياء المرئية كذلك تطيعه كل الأشياء غير المرئية وأفعال الإنسان وأفكاره سواء في السر أو العلن، وترتبط به.
"افعلِ الصواب تنلْ ثوابه، وافعل الخطأ ولابد من قصاص معادلٍ له". تحكم الكون عدالة مطلقة، وهي تنظم حياة الإنسان وسلوكه. وكل ظروف الحياة المتنوعة في العالم اليوم ما هي إلا نتائج هذا القانون وتفاعله مع سلوك الإنسان.
يستطيع الإنسان أن يختار (وهو يختار) الأسباب التي يضعها قيد الفعل، لكنه لا يستطيع تغيير طبيعة النتائج. يمكنه أن يقرر الأفكار التي يفكر فيها، والأفعال التي يفعلها، لكنه لا يملك القوة للتأثير في نتائج تلك الأفكار والأفعال، فهي تابعة للقانون الأعلى الحاكم. يملك الإنسان كل القدرة على التصرف، لكن قوته تنتهي مع الفعل المرتكب. أما نتيجة الفعل فلا يمكن تغييرها، أو إلغاؤها، أو الهروب منها، فهي مبرمة.
تولِّـدُ الأفكار والأفعال الشريرة ظروفَ المعاناة، أما أفكار الخير وأفعاله فتحدد ظروف النعيم. من هنا فقدرة الإنسان على تحديد نعيمه أو بؤسه محددة بتصرفاته. وبمعرفة هذه الحقيقة تصبح الحياة بسيطةً، وواضحة، لا يمكن الخطأ فيها. وتستقيم كل الدروب المعوجة، وتتكشف أعالي الحكمة، ويُـدرَك الباب المفتوح للخلاص من الشر والمعاناة ويُـعبَر.
يمكن ربط الحياة بمجموع حسابي. وهي صعبةٌ جداً بالنسبة إلى أشخاص لم يمسكوا بعدُ بمفتاح حلها الصحيح. لكنها عند إدراك هذا المفتاح والإمساك به تتحول إلى بساطة مذهلة بقدر ما كانت معقدةً في السابق.
يمكن فهم شيء من هذه البساطة النسبية وتعقيد الحياة من خلال تمييز حقيقة وجود أكثر من مجموع حسابي، وربما المئات من الطرق للتوصل إلى مجموعٍ خطأ، ولكن ثمة طريقة واحدة فقط للتوصل إلى الحساب الصحيح، وعندها يزول التعقيد، ويعرف أنه سيطر على المشكلة.
صحيح أن التلميذ أثناء قيامه بالحسابات الخطأ قد يعتقد (وكثيراً ما يفعل) أنه قام بالحسابات الصحيحة، لكنه يبقى غير واثق، وتبقى حيرته قائمة، وإذا كان تلميذاً جاداً ذكياً فسيميز خطأه عندما يشير إليه أستاذه.
كذلك هي حال الحياة؛ فقد يعتقد الناس أنهم يعيشون بشكل صحيح، في حين أنهم مستمرون من خلال الجهل بالعيش في الخطأ. لكن وجود الشك، والحيرة، والتعاسة هي مؤشرات مؤكدة أن الطريق الصحيحة لم توجد بعد. ثمة أشخاص حمقى وغير مبالين يودون اعتبار المجموع صحيحاً قبل أن يحصِّـلوا المعرفة الحقيقية بالأرقام، لكن عين الأستاذ الخبيرة قادرة على تمييز الخطأ.
لا يمكن تزوير النتائج في الحياة إذن، فعين القانون الأسمى تكشف، وتعرض. سيبقى مجموع خمسة وخمسة مساوياً عشرة إلى الأبد، وليس هناك مقدار من الجهل أو الحماقة أو الوهم يمكن أن يرفع المجموع إلى أحد عشر. إذا نظر المرء سطحياً إلى قطعة قماش فسيرى قطعة قماش، لكنه إذا تعمق أكثر في صنعتها، وتفحصها عن قرب وانتباه فسيرى أنها مكونةٌ من مجموعة من الخيوط المفردة، وفي حين أن كل الخيوط متكاتفة إلا أن كل خيط منها يشق طريقه الخاص دون أن يختلط بخيط آخر من إخوته. إن هذا الغياب الكامل للالتباس بين خيط وآخر هو ما يشكِّـل قطعة القماش المكتملة؛ أي امتزاج غير متناغم من الخيوط ستنتج عنه كومة مخلفات أو أسمال بالية عديمة الجدوى.
الحياة شبيهةٌ بقطعة القماش، والخيوط التي تتشكل منها هي الحيوات المنفردة. والخيوط في الوقت الذي تتكامل فيه فإنها لا تختلط بعضها ببعض. يتبع كل خيط منها مساره، وكل فردٍ يعاني ويتمتع بعواقب أفعاله الخاصة، وليس أفعال الآخرين. مسار كل فردٍ بسيطٌ ومحدد، ويشكل الكلُّ تركيبةً معقدةً، لكن متناغمة من العواقب.
هناك فعل ورد فعل، وفعلٌ وعاقبة، وسبب ونتيجة، وكل قوةٍ معاكسةٍ موازنةٍ سواء كانت رد فعل أو عاقبة أو نتيجة هي معادلٌ دقيقٌ للدافع المؤسس لها. لا يمكن صنع قطعة قماش قويةٍ ومرضيةٍ من مواد رديئة، وخيوط الأفكار الأنانية والأفعال السيئة لن تنتج حياة مفيدة وجميلة. حياةً تلبس لباساً لائقاً، وتمرُّ من الرقابة الدقيقة.
يصنع كل إنسان حياته أو يدمرها، وليست تصنع أو تدمر بأفعال جاره، أو بأي شيء خارج نفسه. كل فكرة يفكر فيها، وكل فعلٍ يفعله، هو خيط آخر - متين أو ضعيف - يُـحاك في نسيج حياته، وكما يَـصنعُ الرداء فإن عليه أن يلبسه. وهو ليس مسؤولاً عن أفعال جاره، وأسيراً لتصرفات جاره. إنما هو مسؤول عن أفعاله الخاصة فقط، وأسير تصرفاته.
تعيش (مشكلة الشر) في أفعال الإنسان الشريرة، وتُـحلُّ عندما تتم تنقية هذه الأفعال. يقول روسو: "أيها الإنسان لا تبحث عن مصدر الشرور، فمصدرها نفسك".
لا يمكن أبداً فصل النتيجة عن السبب، ولا يمكن أن يكون من طبيعة مختلفة. يقول إيمرسون: "العدالة لا تؤجل. إذ تعمل معادلةٌ مثاليةٌ على توازن كل الأطراف في الحياة".
وهناك منطقٌ عميق يخلق التزامن بين السبب والنتيجة، ومن كلٍّ مثالي واحد. من هنا وفي اللحظة التي يفكر الإنسان فيها، أو يقول شيئاً قاسياً، أو يفعل فعلاً قاسياً، في تلك اللحظة تحديداً يكون قد آذى ذهنه، ولم يعد الإنسان نفسه الذي كانه قبل لحظة، وهو الآن أكثر انحطاطاً بقليل، وأكثر تعاسة، ويؤدي عدد من هذه الأفعال والأفكار المتتابعة إلى إنسان قاسٍ وبائس.
ينطبق الأمر نفسه على العكس؛ فالتفكير في أفكار لطيفة، أو القيام بأفعال لطيفة، يضيف شيئاً من النبل والسعادة، ويصبح الإنسان أفضل مما كان سابقاً، ويؤدي عدد من هذه الأفكار والأفعال إلى إنتاج روح عظيمةٍ ومباركة.
إذن يحـدِّد سلوك الإنسان الفرد من خلال قانون السبب والنتيجة المعصوم عن الخطأ، سموَّ الإنسان أو انحطاطه، وعظمته أو حقارته، وسعادته أو تعاسته. ما يفكر فيه الإنسان يفعله، وما يفعله يحدده كإنسان. فإذا كان مضطرباً تعيساً غير مستقر أو بائساً فلينظر في نفسه؛ لأن هناك، وهناك فقط مصدر مشكلاته.

كلٌّ منا يسعى إلى النجاح ولا شك.. ولكن؟
ما أسبابه؟
ما مقدماته؟
ما الأساليب السليمة التي يجب سلوكها للوصول إليه؟
المؤلف يرسم خطة لذلك..
إنها الكلام الصادق، والعقلية المتزنة، والاستقرار الذهني.. وقواعد أخرى مهمّة يساعدنا فيها المؤلف من أجل نجاح حياتنا.
وينتقل إلى القسم الآخر وهو اتخاذ القرارات الصائبة التي تؤدي كذلك إلى حياة مستقرة، وهذه تتعلق بالسلوك والإرادة والتركيز والتأمل.. وقوة الهدف.
إنه كتاب يرفع من قوة الإنسان نحو بلوغ أهدافه المثلى.

في القسم الأول (القواعد المؤسسة..) يرسم لنا المؤلف صدى لتحقيق طموح الإنسان في السعادة والنجاح؛ فقدم أولاً مبادئ أساسية خمسة هي: (الالتزام- الأمانة- الاستقصاء- السخاء- التحكم بالنفس)، وعرّج بعد ذلك على الأساليب السليمة التي تنبثق عن المبادئ السابقة.
حدثنا بعدها عن الأفعال الأصيلة الصالحة، ثم عن الكلام الصادق الذي هو بداية كل إخلاص، وخاصة الصدى (عقلية الاتزان) والاستقرار الذهني، ليختم بالنتائج الطيبة حصيلة أفكارنا وأفعالنا.
أما القسم الثاني (كن سيد قرارك) فإنه يبدأ بـ (الأفعال والشخصية والقدر)، ويثني بـ (علم ضبط النفس) راسماً خطوات خمساً للمبتدئ في هذا العلم (الاستيطان- تحليل الذات- التعديل- الاستقامة- المعرفة الصارمة). وتحدث من ثم عن (السبب والنتيجة في سلوك الإنسان)، ليبحث بعدها في (تدريب الإرادة) و(الدقة). فصّل بعدها في (بناء الذهن وبناء الحياة). أما النقطة السابعة فهي (ترسيخ التركيز) وتحدث فيه المؤلف عن أهميته وطريقته. وعند اتحاد الطموح بالتركيز تكون النتيجة (التكامل)، فذكر أهميتها، ومؤشراتها، وأوقاتها، وأماكنها. وختم بـ (قوة الهدف)وهي حجر الزاوية في هيكل الإنجاز.