تخطي إلى المحتوى

الصحوة - النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية

مباع
السعر الأصلي $13.00
السعر الأصلي $13.00 - السعر الأصلي $13.00
السعر الأصلي $13.00
السعر الحالي $10.40
$10.40 - $10.40
السعر الحالي $10.40

حقائق مذهلة تميط اللثام عن خفايا التأثير اليهودي على السياسة الأمريكية، وسياسة كم الأفواه التي تمارسها إسرائيل على السياسيين الأمريكيين، والضغط المتواصل على الإعلام الأمريكي، والإرهاب المنظم داخل أمريكا.

المؤلف
إبراهيم يحيى الشهابي ترجمة
التصنيف الموضوعي
480 الصفحات
24×17 القياس
2002 سنة الطبع
1-59239-094-3 ISBN
0.7 kg الوزن

كلمة الناشر

إن مسألة الانحياز الغربي الفاضح إلى جانب (إسرائيل) في صراع العرب معها، كانت وماتزال مسألة محيرة للإنسان العربي والمسلم..

فقد استقر في وجدانه أن قيم الحرية والعدالة والمساواة، قيم إنسانية مشتركة بين البشر على اختلاف أعراقهم وألوانهم وألسنتهم وأديانهم، لا تتلون ولا تتجزأ ولا تتوطن..

وبهذا الوجدان تعايش أهل فلسطين متسامحين، آمنين مطمئنين، لم يفرق بينهم دين ولا لون، حتى دهمتهم الحركة الصهيونية بعصاباتها؛ تقتل وتذبح وتطرد وتشرِّد وتهجِّر وتحتل وتنشر الذعر بلا هوادة؛ تفعل ذلك كله مستندة إلى وعد إلهي بزعمها، حاشا لله -وهو رب العالمين جميعاً- أن يقطعه لشعب دون آخر من عباده. ومستندة كذلك إلى وعد شيطاني قدمه لها بلفور متبرعاً لها بما لا يملكه.

وضَرَع أهل الأرض إلى الأمم المتحدة يلتمسون لديها العدل والنَّصَفَة فلم يؤوبوا إلا ببضعة قرارات انتزعت بصعوبة من براثن التواطؤ الدولي، ولم ينفذ منها -على الرغم من هشاشتها- إلا ما كان في صالح الطرف المعتدي.

وحين لجؤوا إلى مقاومة العدوان بما يملكونه من وسائل، فوجئوا بالقنابل الذكية تتصيدهم غيلة من طائرات الأباتشي، وبالقنابل الأخرى الغبية تنهال عليهم من الـ F16 ، تلتهم الأخضر مع اليابس؛ اليد يد إسرائيلية، لكن الطائرات المتطورة أمريكية..

وإذ توجهوا إلى البيت الأبيض الذي نصب نفسه وسيطاً محايداً وراعياً لعملية السلام، أوصد أبوابه في وجوههم، وأصمّ آذانه عن الاستماع لشكواتهم، وأغشى بصره عن مآسيهم اليومية، وفتح أبوابه على مصراعيها لعدوهم، وأنصت وصرف نظره إليه، فإذا تذكرنا ما وعته ذاكرة الشعوب من سلوك اليهودي كيف يُعمل السكين في رقبة ضحيته ويتولى الصُّراخ نيابة عنه فيمثل الجلاد والضحية في آن واحد، عرفنا ما يعنيه صرف السمع والبصر إليه وإهمال شكوى الضحية..

وعلى الرغم من أن الحجر الفلسطيني (الرَّمز) مايزال منضبطاً لا يجاوز خوذة الجندي الإسرائيلي الذي يطلق عليه النار، والدبابّة التي تحاصره، والجرافة التي تهدم منزله فوق رأسه ورؤوس أطفاله، فإن الانحياز الأمريكي الذي استعلن أخيراً بلا حياء مايزال يتفاقم، مما جعل الإنسان العربي والمسلم يتساءل:

ما سر هذا الانحياز؟،

ولم أصبحت أميركا تكيل بمكيالين؟، ولماذا قلبت مدلولات القيم الإنسانية، فغدت تسمي الاحتلال حقاً، والظلم عدلاً، والتهجير أمناً، والقتل حياة، والهدم بناءً، والدفاع عن النفس إرهاباً؟،

هل استبدلت أميركا بقيم الحق والعدل والمساواة والحرية -التي قدسها بناة الحضارة الأميركية وأقاموا لها نصباً- قيماً جديدة، بمعايير جديدة، وقاموس جديد؟،

ولماذا تضحي أميركا بقيم الآباء المستقرة في ضمير الإنسان على مدى تاريخه الطويل الحافل بالكفاح من أجل التخلص من سفك الدماء والإفساد في الأرض؟،

لماذا تعزل نفسها عن العالم، وتنأى بالضمير الأميركي عن المشاركة الإنسانية والإحساس بوطأة الظلم والعدوان على الإنسان أياً كان من دون تمييز؟،

لماذا تبذل أميركا كل هذا الجهد لقلب الحقائق والتغطية على الجرائم، حتى ليخيل للمرء وهو يستمع إلى إعلامها المضلِّل، أنَّ هذا الإعلام قادمٌ من عالمٍ آخر -غير عالم الإنسان- تقوده الشياطين؟،

في غمرة هذه التساؤلات الحائرة يأتي صوت ديفيد ديوك، ليؤكد للإنسان وهو يستشرف الألفيّة الثالثة، أن القيم الإنسانية مشترك إنساني ثابت لا يتزعزع، وأن الإنسان سيبقى هو الإنسان في كل مكان، لا فرق أن يكون أبيض أو أسود وفي غرب أو شرق، وأن مسيرة التقدم الإنساني ماضية في طريقها الصاعد المتسامي، ولن تضيرها كثافة الحجب، وزيف الإعلام، وأحابيل الشياطين، وأنها قادرة على إقالة عثراتها، وتصحيح مسارها.

وهذا الكتاب، إنما هو جزء من كتاب ديفيد ديوك عن الأعراق، سارعنا إلى ترجمته لما فيه من حقائق مذهلة تميط اللثام عن خفايا التأثير اليهودي على السياسة الأميركية، تجاوز فيها المؤلف -بجرأة غير مسبوقة- كل المحرمات التي نجحت الصهيونية العالمية في فرضها على العالم عامة والولايات المتحدة خاصة، ضمن سلسلة من عمليات الإرهاب المنظم لكمِّ الأفواه وقطع الألسنة وإخفاء الحقائق حتى لم يعد عضو في الكونغرس الأميركي يجرؤ على الكلام، ولا باحث جامعي أن يلامس قضية الهولوكوست أو الباخرة ليبرتي، ولا قناة إعلامية أن تعرض مشاهد القتل والاغتيال والتدمير الذي تمارسه إسرائيل يومياً في فلسطين..

إنه ليس جهداً علمياً مميزاً فحسب، بل هو شجاعة فائقة أشبه ما تكون بإخراج الحصاة من الفم (كما في أمثالنا الشعبية)، عندما تكشفت لصاحبها الحقيقة فلم يعد يطيق أن يكتمها {وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} [البقرة: 2/283].

أو قل هي أشبه ما تكون بـ ((كلمة حق عند سلطان جائر)) عدَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم

مقدمة المترجم

ليس هذا الكتاب مجرد سيرة ذاتية ساحرة لشخص مثير للجدل جداً، بل هو كتاب يتجرأ على مواجهة أكثر القضايا تحدياً في العصر الحديث بأمانة فائقة.

ليس كتاب ديفيد ديوك (الصحوة) لضعاف القلوب، أو لأولئك المعتدّين بنظم معتقداتهم، بل لأولئك الذين لا يخشون من أن تحفزهم الحقائق والأفكار التي ربما تضع المعتقدات الراسخة موضع تساؤل. إنه كتاب ثوري تطوري ربما (يهز الحضارة من الأعماق) كما يقول غليد ويتني (Glade Whitney) العالم البارز في علم الوراثة السلوكي.

يكرس ديفيد ديوك معظم كتابه لوجهة نظره في الأعراق وتضميناتها المجتمعية والتطورية، ولكنه حكاية مثيرة لرجل عرف بوصفه صورة كاريكاتورية رسمتها له وسائل الإعلام المعادية.

يقدم ديفيد ديوك، وهو يدفع بأطروحته القوية قُدماً، بحثاً غزيراً وشواهد مذهلة اقتبسها من رجال التاريخ ومن المعاصرين على حد سواء، إنه يقدم أكثر من ألف مرجع وفهرساً موسعاً ليفيد منه الباحث.

سواء كرهته أم أحببته، لا بد لك وأن تتأثر باندفاعه الصريح والمفتوح على مصراعيه عبر المشهد المقوم سياسياً في عصرنا، بأقصى سرعة.

بعد قراءة كتاب (الصحوة) لن تعود كما كنت أبداً.

((..إنه أكثر من مجرد كتاب، إنه عمل موثق علمياً بصورة رائعة وبجهد كبير، يبحث في التاريخ السياسي، البيولوجي، الاجتماعي والذي من المحتمل أن يثير جدلاً هائلاً، وأن يغير مسار التاريخ نفسه)).

من مقدمة الأستاذ غليد ويتني (الباحث الرائد في مجال علم الوراثة السلوكي) لهذا الكتاب (الصحوة).

د. إبراهيم يحيى الشهابي

مقدمة المؤلف

يُعد كتاب (الصحوة) أطروحة بهيئة سيرة ذاتية. إنه حكاية مساري إلى الفهم العرقي الذي بدأ مذ كنت شاباً في أواسط ستينيات القرن العشرين. لقد رسا معظم فهمي الجوهري بحلول نهاية ذلك العقد، بيد أن معرفتي العرقية قد تمت بصورة أعمق خلال الثلاثين سنة الماضية. كما توافر لديَّ الكثير من المادة العلمية والسياسية الجديدة منذ ستينيات القرن العشرين. وبالحديث عن مساري نحو الفهم، لا أحاول أن أعطي القارئ انطباعاً بأن المواد أو الدراسات التي اقتبستها واستشهدت بها كانت متوافرة في ستينيات القرن العشرين. إنني أشق طريقي عبر هذه المعطيات السردية المعاصرة والوثائق كي يفيد القارئ من أحدث المعلومات.

كما أنني سأكون مهملاً إن لم أقل إنني (أتعلم) أو (أكتشف) عندما أكتب، فأنا لا أدعي أصالة البحث، لأن ثقافتي في هذه الموضوعات مستقاة من مؤلفين لا يحصون ومن كتبهم ومقالاتهم. إني مدين لهم وللعديد ممن ساعدوني، ولأصدقائي الذين زودوني بما اكتسبوا في يقظتهم من بصيرة ومعرفة. إنني أجمع وأنظم وأحلل، وأعلق على المواد التي جمعها علماء وكتاب منذ قديم الزمان حتى الآن.

ربما يتحدى هذا الكتاب العديد من معتقدات القراء الراسخة الحالية. ولهذا أضمن الشواهد المباشرة الكثيرة المأخوذة من مصادر كبرى بدلاً من مجرد الإشارة إليها. فهذه الشواهد أقوى بكثير من تعليقاتي، لذلك أوثقها وأضعها بحروف بارزة. أما فيما يتعلق بالمسألة اليهودية المثيرة للجدل أبداً، فإني أستخدم عن عمد وبصورة أولية شواهد ووثائق من المصادر اليهودية. وأشجعك على مراجعتها بعناية لأنها ستذهلك.

ولدى سرد (صحوتي) فيما يتعلق بالعرق، فإني أقدم لك وجهة نظر عالم واقعي طمسته وسائل الإعلام. عسى أن يشكل هذا الكتاب أساساً علمياً وطبيعياً لمن يعيش من شعبنا، وعلامة هادية على مسارهم التطوري نحو النجوم.

ديفيد ديوك

الفصل الحادي عشر

الغزو الغريب بقيادة اليهود

أعطني جماهيرك المحتشدة المتعبة

تواقين للتنفس بحرية.

النفاية البائسة لشواطئك المزدحمة.

إما لازاروس

أدى تدفق الأوربيين إلى أمريكا الشمالية إلى اقتلاع السكان الهنود من أرضهم وحصرهم في محتجزات. وبالمثل كانت الهجرة اليهودية إلى فلسطين ضد مصالح الشعب الفلسطيني بلا رحمة، ولكنها كانت ضرورية للاحتلال اليهودي للمنطقة، إذ أرست أسس الدولة الصهيونية.

أي قبيلة، أو عرق أو أمة ترغب في الاحتفاظ بثقافتها ومصالحها الجماعية وسيادتها لا بد لها من الاحتفاظ بهيمنتها على المنطقة الجغرافية التي تقيم فيها. لقد فهمت غالبية الأمم هذه الحقيقة منذ أقدم الحضارات، كما تسعى كل أمة حديثة لإحكام مراقبة حدودها والهجرة إليها ومنها.

ينظر الأمريكيون إلى سجل مقاومة الهنود التاريخية للاستعمار الأوروبي على أنه مسوغ أخلاقياً، بيد أنه من خلال منظور الأخلاق المنحرفة هذه الأيام يرى البعض أن المحاولات الأمريكية الأوروبية للحفاظ على جيناتنا الفريدة وثقافتنا وحمايتهما من هجرة غير الأوروبيين أمرٌ يستحق الشجب والإدانة. ومع ذلك فقد أظهرت استطلاعات الرأي في أمريكا معارضة كاسحة لإطلاق العنان للهجرة بلا قيود، رغم الدعاية المستمرة المروجة للتعددية الثقافية ومناهج التنوع المعززة بالإعلام. والواقع أن مثل هذه المشاعر تسود في كل أمة أوروبية.

ولم يتجاهل الكونغرس الأمريكي رغبات الأكثرية إلا بعد صدور قانون الهجرة لعام 1965، وبدأ يتبع سياسة تمييز ضد المهاجرين الأوروبيين المحتملين. ومند ذلك الحين أخذت الحكومة الفيدرالية تبدي اهتماماً أقل بفرض قوانين الهجرة الأمريكية وحراسة حدودنا. وأسفرت هذه السياسات عن طوفان من المهاجرين غير البيض بصورة شرعية وغير شرعية. حولت الهجرة ومعدلات الولادة المرتفعة عند غير البيض نسبة الأوربيين في الشعب الأمريكي من 90% في مطلع ستينيات القرن العشرين إلى أقل من 70% في نهاية القرن. ويتنبأ مكتب الإحصاء الأمريكي أن الأمريكيين الأوروبيين سيغدون أقلية في أمريكا بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين، أي في زمن يدركه الكثير ممن يقرؤون الآن هذه الكلمات. ونحن الآن أقلية بالفعل في معظم المدن الأمريكية الكبرى، وسرعان ما سنغدو كذلك في ولايتي كاليفورنيا وتكساس. كما أن اتباع مثل هذه السياسات أدى إلى دخول أعداد كبيرة من غير الأوروبيين إلى كندا، ومن الزنوج إلى بريطانيا، ومن سكان شمال إفريقية وآسيا إلى فرنسا، ومن الأتراك إلى ألمانيا، ومن مزيج من الأعراق إلى إسكاندينافيا وإسبانيا وإيطاليا.

وكلما نمت مداركي العرقية يتأكد لي بوضوح أن سياسات الهجرة المتبعة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبة ستلحق أضراراً بالمجتمعات الغربية. ولم يمض وقت طويل على تغيير سياسة الهجرة حتى تصاعدت الإشكالات الجنائية في جميع الدول ذات العلاقة المتأثرة بتلك السياسات. وأصبح التعليم يعاني من انخفاض في نوعيته، إضافة إلى تفاقم إشكالات الرفاه الاجتماعي. وبتسارع هذا التحول العرقي المخطط سوف تصل هذه الأمراض إلى حد الكارثة.

أي الجماعات تكسب شيئاً من هذه المعركة الديمغرافية الفاصلة ؟ فالأجانب الأفراد الذين ينتفعون من الفرص الاقتصادية التي تقدمها لهم المجتمعات الغربية ليس لهم خارج الدول الغربية من الفرص الاقتصادية والسياسية إلا قليلاً. لدى اطلاعي على نضال الأمريكيين ضد قوانين الهجرة خلال مئة السنة المنصرمة ظهرت لي القوة الكامنة وراء فتح الحدود الأمريكية، بوضوح. إنها القوة اليهودية المنظمة، ممثلة بالشاعرة إما لازاروس التي اقتبست أبياتاً من شعرها في رأس هذا الفصل.

وما أن وصلت إلى السنين الأولى من المرحلة الثانوية في المدرسة حتى كانت قد تشكلت لدي قناعة بأن هجرة غير الأوروبيين الهائلة تعرض أمريكا التي أحب إلى الخطر، سواء على المدى البعيد، أو حتى على المدى القريب. ورأيت أن قانون الهجرة لعام 1965 سوف يدق في النهاية أجراس نعي بلادي، ما لم يُلغ. وتشير الكثير من المواد التي قرأتها إلى تاريخ طويل من الجهود اليهودية المنظمة لتغيير قوانين الهجرة تغييراً جذرياً. اتصلت بـ(درو سميث) وهو محام كهل في ولاية نيو أورليانز ألف كتاباً بعنوان (ميراث القدر المنصهرة) الذي علمني كثيراً عن قضية الهجرة .

التقيت بالسيد سميث في يوم ماطر بعد الانصراف من المدرسة في مكاتب مجلس المواطنين. شرح لي تاريخ قانون الهجرة الأمريكي. وبعد اقتباس أبيات لازاروس من قاعدة تمثال الحرية سألني:(من صاحب المصلحة في أن تغمر أمريكا بالنفاية البائسة؟) وأجاب هو نفسه على السؤال فوراً بقوله:(إنها مصلحة شعب متماسك يستخدم التضامن العرقي سلاحاً لهم وحدهم، وليس لسواهم. اليهود هم الذين يقودون الجهود المتواصلة لتغيير قانون الهجرة الأمريكي وقلب ميزان الأكثرية الأوروبية لتصبح أكثرية غير أوروبية.)

قال سميث: إن لازاروس -كغيرها من النشطاء في مجال الهجرة-من الأنصار اليهود الذين دعموا خلق دولة صهيونية يهودية حصراً في فلسطين، ولكنها في الوقت نفسه تدعم (التنوع السكاني) في أمريكا. وبين كيف أن اليهود ، مثل لازاروس، قد غيروا معنى تمثال الحرية. ليس للتمثال الضخم الملون بألوان الأحجار الكريمة أية علاقة أصلية بالهجرة، بل هو سابق لإنشاء مركز الهجرة في جزيرة أليس. جاء هذا التمثال هدية من فرنسا إحياء لذكرى الثورة الأمريكية، وليس لتكريم وصول (النفاية البائسة) إلى شواطئ أمريكا.

اشتهرت إما لازاروس بشجبها العنف لبرامج روسيا بعد ذبح القيصر الكسندر الثاني عام 1881. والسخرية هنا غنية: امرأة كرست نفسها لخلق دولة نخبة يهودية في فلسطين، تبدي اهتماماً كبيراً بتحويل أمريكا إلى ملجأ للمنبوذين من العالم. كان المحامي درو سميت يملك كتباً عديدة تتعلق بقضية الهجرة، بما فيها كتب ألفها يهود، حدد فيها بعض الصفحات الهامة. فاستعرت هذه الكتب وغصت فيها بحماس.

مازالت المنظمات اليهودية مثل المؤتمر اليهودي العالمي يقود الجهود الرامية إلى تحرير الهجرة الأمريكية، ودحر التشريعات المقيدة لها. حاول الكونغرس في الأعوام 1921، و1924، 1952 مجرد سن قانون يحافظ على الوضع العرقي الحالي في أمريكا. ومن المدهش تماماً أن الأنكلو ـ أمريكان الذين كانوا يشكلون أكثرية كبيرة في المجتمع الأمريكي وفي الكونغرس كذلك لم يحاولوا زيادة نسبتهم المئوية في الشعب الأمريكي، بل سعوا بكل بساطة إلى المحافظة على النسب السكانية لكل جماعة وإبقائها على حالها. وكان اليهود يقودون حملات أثناء المعارك التشريعية الأولى لفتح الهجرة ومعارضة أي تشريعات يمكن أن تحافظ على كون الأمة الأمريكية أمة مسيحية من عرق أوروبي. ففي مجلس النواب البرلمان قاد (أدولف سابات) و(صموئيل ديكشتاين) و(إمانويل سيلر) المعركة من أجل هجرة مفتوحة غير مقيدة، في حين قاد المعركة ذاتها في مجلس الشيوخ (هيربرت ليهمان) وساهم في السنوات الأخيرة في هذه المعركة (جاكوب جافيتز).

ولخص النائب (ليفيت) بوضوح التورط اليهودي في ملاحظات طرحها أمام الكونغرس: (لا تدان غريزة المحافظة على العرق أو القومية. ولا أحد يستطيع فهم رغبة الأمريكيين في أن تظل أمريكا هي أمريكا أكثر من رجل من ولاية الينوي، وهو السيد سابات، الذي يقود الهجوم على هذا المعيار، أومن السادة القادمين من نيويورك مثل السيد ديكشتاين، وجاكوب شتاين وسيلر وبيرلمان.

فهم أناس تاريخيون صانوا هويتهم وعرقهم عبر القرون لأنهم يؤمنون بإخلاص بأنهم شعب مختار يحمل مثلاً معينة لا بد من المحافظة عليها، ويعلمون علم اليقين أن تغيير الهوية العرقية يعني تغيير المثل. تلك الحقيقة يجب أن تسهل لهم وللأكثرية المعادية لهذا المعيار في الحوار الكلامي الاعتراف والتعاطف مع وجهة نظرنا، التي هي في واقع الأمر ليست متطرفة جداً كتطرفهم العرقي، بل إن ما نطلبه هو أن يظل المزيج السكاني في أمريكا على ما هو وبالكميات التي لا تغير الخصائص العرقية للشعب بسرعة أكبر من سرعة احتمال تمثل أفكار الحكومة ودمها).
يقتبس عالم الاجتماع (إدوارد أ.روس) في كتابه المؤثر الذي صدر عام 1914 بعنوان (العالم القديم والعالم الجديد: مغزى الهجرة الماضية والحاضرة للشعب الأمريكي) قول زعيم الحركة المؤيدة للهجرة (إسرائيل زانغويل) بأن أمريكا تعد مكاناً مثالياً لتحقيق المصالح اليهودية. ثم كتب روس بفظاظة عن النفوذ اليهودي: (لذلك فإن لليهود مصلحة قوية في سياسة الهجرة: ومن ثم كانت محاولات اليهود للسيطرة على سياسة الهجرة في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن هجرتهم تشكل سُبع هجرتنا الصامتة، فإنهم يقودون النضال في قائمة لجنة الهجرة.. أما الحملة المنظمة التي تشن في الصحف والمجلات لتحطيم الحوار الذي يصب في صالح تقييد الهجرة ولتهدئة مخاوف المواطنين إنما تثار من قبل عرق واحد ولمصلحته هو فقط. المال العبري وراء عصبة الهجرة الحرة القومية ووراء مطبوعاتها العديدة).

بين عضو الكونغرس (نود ويفاد) الروابط الشيوعية للمهاجرين اليهود، وقال: إن الكثيرين من اليهود (لا يشعرون بأي تعاطف مع مثلنا القديمة): (لقد غدت قيادة حياتنا الفكرية في جوانبها وأطوارها العديدة بأيدي هؤلاء القادمين الجدد الأذكياء ممن لا يتعاطفون أبداً مع مثلنا الأمريكية القديمة.. الذين يتحرون مواضع ضعفنا ويروجون لها ويُثرون بفضل الإساءات التي يقدمونها لنا.

لقد تم الاستيلاء على نظامنا الترفيهي برمته من قبل أناس جاؤوا هنا على رأس موجة الهجرة من الجنوب ومن أوروبة الشرقية. فهم ينتجون حكايات أفلامنا المرعبة، وهم الذين يؤلفون الكتب التي نقرؤها، ويحررون صحفنا ومجلاتنا).

كان آخر التشريعات الهامة التي أصدرها الكونغرس لحماية الوضع القائم في أمريكا هو قانون (وولتر ماك كارن) لعام 1952. قاد المعارضة في الكونغرس ضد هذا القانون، الثلاثي اليهودي سيلر وجافيتس وليهمان. واصطف إلى جانبهم في المعارضة جميع المنظمات اليهودية الكبرى (إضافة إلى الحزب الشيوعي الأمريكي) بما في ذلك المؤتمر اليهودي العالمي، واللجنة اليهودية الأمريكية، وعصبة مناهضة التشهير، والمجلس القومي للمرأة اليهودي، وعشرات غيرها. قال فرانسيس وولتر: إن المنظمة المدنية الوحيدة التي عارضت القانون بأكمله هي منظمة المؤتمر اليهودي العالمي. قال النائب سيلر: (ينبغي ألا يبالغ وولتر بالتأكيد على أن شعبنا ذا العقيدة الواحدة هو الذي يعارض هذا التشريع).

عندما شهد القاضي اليهودي (سيمون ريفكند) ضد القانون في جلسة استماع مشتركة، أكد أنه بدعم تحطيم قانون الهجرة الأمريكي قد مثل (الفكرة الدينية الدنيوية الكاملة للمجموعة اليهودية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار).

اقشعر بدني عندما سمعت ملاحظات عضو الكونغرس عن ولاية المسيسبي، (جون رانكن) الجريئة أثناء النقاش: إن تعليقاً واقعياً كهذا يدلي به أي عضو منتخب من أعضاء الكونغرس يجلب عليه تياراً من الشتائم والتشهير لا يستطيع أحد الصمود أمامه.

إنهم يندبون التمييز. فهل تعرفون من الذي يُمارس التمييز ضده ؟ هم سكان أمريكا من المسيحيين البيض، أولئك الذين أوجدوا هذه الأمة... إنني أتحدث عن الشعب المسيحي الأبيض في الشمال وفي الجنوب.

الشيوعية عرقية . إذ أمسكت أقلية عرقية بزمام الأمور في روسيا وفي جميع الدول التي تدور في فلكها مثل بولونيا وتشيكوسلوفاكيا وسواهما من البلدان التي أستطيع ذكر أسمائها.

لقد قضي على المسيحيين في كل بلد من بلدان أوروبة عملياً في السنوات المنصرمة الأخيرة، وإذا ما تابع هؤلاء إثارة المشاكل العرقية في هذا البلد وفرض البرنامج الشيوعي على الشعب المسيحي الأمريكي فلا أحد يستطيع التنبؤ بما سيحدث لهؤلاء المسيحيين.

وأخيراً تحقق الهدف الذي رسمته المنظمات اليهودية في ستينيات القرن التاسع عشر بتمرير الكونغرس قانون الهجرة في عام 1965. وأسفر عن كون 90% من المهاجرين من غير الأوربيين. فانتقلت أمريكا من برنامج للهجرة يهدف إلى التمثيل النسبي لجميع الجماعات البشرية في الولايات المتحدة إلى برنامج تمييز عنصري ضد الأوروبيين. والذي قاد هذا الهجوم للوصول إلى هذا الهدف هو أعضاء البرلمان وأعضاء مجلس الشيوخ من اليهود ومنظمات اللوبي اليهودي، كما حصل في إصدار تشريعات سابقة أخرى. ونجحت هذه الحملة، لأن القوة اليهودية تعاظمت خلال الإحدى والأربعين سنة منذ عام 1924 بصورة درامية في جميع مجالات الحياة الأمريكية تقريباً.

كتب السناتور جاكوب جافيتس مقالة عام 1951 بعنوان (لنفتح بواباتنا) يدعو فيها إلى فتح باب الهجرة الجماعية دون أي قيود. برز دور جافيتس وسيلر تماماً في تمرير لائحة 1965. فقد اقترح المؤتمر اليهودي الأمريكي العناصر الجوهرية لهذه اللائحة قبل تسع سنين من صدورها، وامتدح الرئيس أيزنهاور لـ (معارضته الواضحة لنظام الحصة القومية). وفي عام 1956 امتدحوه في مقالة افتتاحية لاتخاذه موقفاً متقدماً على العديد من دعاة سياسة الهجرة الحرة وتبنيه موقفاً كان المؤتمر اليهودي الأمريكي وغيره من الوكالات اليهودية يحثون عليه.

الدوافع اليهودية وراء الهجرة

لو اعترفت المنظمات اليهودية التي دفعت بالأمور لفتح الحدود بأنها فعلت ذلك بدافع الصراع بين مصالح اليهود والأوروبيين غير اليهود لكانوا أغبياء ولأعاقوا مهمتهم. لقد روجوا للهجرة المفتوحة تحت شعار(الوطنية). إذ شرعوا منذ مطلع القرن العشرين يعلنون أن التعددية القومية والتنوع البشري مفيد للولايات المتحدة، وأخذوا يروجون لهذه الفكرة مخفين وراءها دوافعهم الاستراتيجية بذكاء.

ويعد إصدار لائحة قوانين الهجرة لعام 1965 شعر بعض الكتاب اليهود مثل ناعومي دبليو. كوهين بأمان أكثر فكشفوا عن بعض الأسباب اليهودية الحقيقية للترويج لمثل هذه السياسات وتعزيزها. فقد كتبت ناعومي كوهين تقول: (إنه بدءاً بالإعدامات في روسيا في ثمانينيات القرن التاسع عشر مروراً بالاحتلال النازي لأوروبة وانتهاء بويلات الحرب الباردة، أصبحت الهجرة المفتوحة إلى البلدان الغربية تخدم المصالح اليهودية لأن نزعة البقاء تملي على اليهود أن يبحثوا عن ملاذ آمن في بلدان أخرى).

وكتبت كوهين تقول: إن سياسة الولايات المتحدة الأجنبية العالمية تخدم مصالح اليهود لأن (أمريكا إذا كانت ذات ذهنية عالمية تكون أكثر حساسية لمشاكل اليهود الأجانب). كما صرحت كوهين بأن اليهود يرون في سياسات الهجرة المفتوحة تحطيماً لتجانس أمريكا بوحدتها، الأمر الذي يولد مجتمعاً تعددياً يستطيع اليهود أن يزدهروا فيه.

يرى هوارد ساخار في كتابه الضخم(تاريخ اليهود في أمريكا) أن التعددية تعزز (شرعية الاحتفاظ بثقافة أقلية وسط مجتمع الأكثرية المضيف) وعملياً، يستطيع اليهود تعزيز تكاملهم وتلاحمهم فيما بينهم وزيادتها بفضل تفكيك تكامل أمريكا وتماسكها. ويستمر ساخار مبيناً بوضوح أن التعددية تعزز التضامن اليهودي: ولكن نفوذ كالين امتد في الواقع إلى جميع اليهود المثقفين: إذ كانت مسألة تشريع الاحتفاظ بثقافة الأقلية ضمن مجتمع الأكثرية المضيف، والتعددية ملاذاً فكرياً للجيل اليهودي الثاني من المثقفين، صان لهم تماسكهم ومحاولاتهم الطائفية المتلاحمة بفضل قسوة الكساد الاقتصادي واللاسامية المنتعشة، وصدمة النازية والهولوكوست، إلى أن ظهرت الصهيونية في سنوات ما قبل الحرب العالمية الثانية، واكتسحت يهود أمريكا بحمى الدعوى للخلاص والتحرر .

يبين العالم الاجتماعي كيفين ماك دونالد في كتابه (شعب ينبغي أن يسكن وحيداً) أن حركات لاسامية كبيرة تظهر عادة في شعوب متجانسة عرقياً، وأن التعددية العرقية والدينية تخدم مصالح اليهود الخارجية لأن اليهود يصبحون مجموعة من المجموعات العرقية العديدة... ويغدو من الصعب، بل من المستحيل تطوير مجموعات موحدة متماسكة من غير اليهود وموحدين في موقفهم المعارض لليهودية.

يقول تشارلز سيلبيرمان في كتابه (شعب معين: اليهود الأمريكيون وحياتهم اليوم) الصادر في عام 1985 إن:(اليهود الأمريكيين يلتزمون بالتسامح الثقافي بسبب عقيدتهم العميقة الجذور في التاريخ، وإن اليهود يشعرون بالأمان فقط في مجتمع يقبل مدى واسعاً من المواقف والسلوكيات، وتنوعاً للجاليات العرقية والدينية. إن الذي يدفع الأكثرية الساحقة من اليهود الأمريكيين إلى فرض (حقوق الاستهتار) واتخاذ مواقف ليبرالية تجاه معظم ما يسمى (بالقضايا الاجتماعية) هو هذه العقيدة، وليس استحسان الشذوذ الجنسي).

يقول جون هايهام في كتابه (أرسل هؤلاء لي: المهاجرون في أمريكا المدينية) بعبارات واضحة أن التغيرات التي طرأت على قانون الهجرة برعاية من اليهود تعد هزيمة للتمثيل السياسي والثقافي لعامة سكان الجنوب والغرب.

كانت الجماعات اليهودية تقول أثناء العقود الزمنية التي أدت إلى فتح الحدود عام 1965: ينبغي ألا يكون هناك تمييز ضد أي مجموعة بشرية في الهجرة، وأن ذلك هو في مصلحة أمريكا. ولكن ريتشارد آرنيز مدير لجنة مجلس الشيوخ الفرعية التي صاغت قانون وولتر ماك كاران، أوضح أن القوى اليهودية نفسها التي كانت من أنشط المروجين لفتح الحدود عارضت الهجرة العرقية التي يظنون أنها ليست لصالحهم، الأمر الذي يفضح نفاق اليهود.

(من أغرب الأمور فيما يتعلق بأولئك الذين ادعوا بصوت عال أن قانون 1952 ¢عنصري¢ وأنه لا يسمح بالعدد الكافي ممن يزعم أنهم لاجئون بدخول أمريكا، هو أنهم هم أنفسهم يعارضون عودة حوالي مليون لاجئ عربي يعيشون في مخيمات في ظروف تثير الشفقة بعد طردهم من إسرائيل).

إن اليهود المنظمين لا يحولون دون عودة اللاجئين العرب إلى بيوتهم في إسرائيل فحسب، بل يعارضون قدومهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية. فهل يرون الفلسطينيين المطرودين من ديارهم خصماً سياسياً محتملاً لهم ؟ تقوم المجموعات اليهودية بتعزيز أشكال التعددية الثقافية التي تدمر تماسك غير اليهود، ولكنها لا تعزز تلك التي يمكن أن تهدد قوتهم الخاصة.

لقد دعمت المؤسسات الإعلامية والسياسية التي يهيمن عليها اليهود الغزو الديمغرافي لأمريكا وتفكيك مجتمعها، منذ زمن طويل. ففي حين أن الإعلام اليهودي يصم أولئك الذين يعارضون طوفان هجرة غير البيض إلى أمريكا وكندا وكل الدول الأوروبية بالشياطين، فإنه يغفر لسياسة الهجرة الإسرائيلية استثناء غير اليهود من دخول إسرائيل. لقد هرب مليون فلسطيني من بيوتهم غداة الاستيلاء الإسرائيلي الخاطف على فلسطين، ولا يستطيعون العودة إلى أرض آبائهم وأجدادهم، وأجبر الكثيرون منهم على السكن في مخيمات لاجئين لا تَفْضل كثيراً معسكرات الاعتقال فقراً وقذارة.

يُعد (أ.م. روزنتال) الذي شغل منصب رئيس تحرير أكبر صحيفة نفوذاً في أمريكا وهي صحيفة نيويورك تايمز التي يملكها اليهود، لزمن طويل، من الصقور المؤيدين لإسرائيل، ويشكو فقط أن الدولة الصهيونية ليست صهيونية بما فيه الكفاية حسب ذوقه. ومع ذلك يشعر روزنتال في افتتاحية عام 1992 أنه مضطر لانتقاد بلد آخر يرغب في الاحتفاظ بسلامته العرقية وتراثها الثقافي: خير لهم أن يطبقوا نظام الحصص على المهاجرين ولينشئوا مجتمعاً أكثر تعددية بفضل تبني صيغة للمواطنة تقوم على السكن وليس على الروابط الدموية. ومن المحزن كذلك فشل (بون) بتعديل قانون الجنسية المتأصل في العرقية. ففي ظل النظام القائم، يحرم عامل تركي ضيف عاش في ألمانيا ثلاثين سنة ويتكلم الألمانية بطلاقة من الحصول على الجنسية، وفي حين تمنح الجنسية بصورة آلية إلى مهاجر يتكلم الروسية يثبت أنه من أصل ألماني.

يشبه روزنتال سياسات الهجرة الألمانية الحالية بسياسات الهجرة النازية. ومع ذلك، هل يختلف قانون الهجرة الإسرائيلي عن ذلك ؟ ليست ألمانيا وحدها مستهدفة لدعوة روزنتال إلى الهجرة المفتوحة، بل جميع الأمم من العرق الأبيض. فقط سياسة الهجرة الإسرائيلية ـ الأكثر وحشية وقسوة ـ هي المحصنة ضد النقد. يعرف روزنتال نفسه، في أمريكا، بأنه ابن مهاجر غير شرعي (والده) ويمتدح هجرة الهايتيين الذين هم من المدمنين على المخدرات والحاملين لفيروس الإيدز:(عندما أقرأ عن الهايتيين الذين يجازفون في عبور البحار قادمين إلى هذه البلاد، ولكنهم يحجزون خلف أسلاك شائكة، أفكر غالباً بمهاجر أعرفه أنا نفسي وبناته وابنه (أنا نفسي)...

حتى لو اعترفنا ببعض القيود الاقتصادية، فإن هذا البلد (أمريكا) يجب أن تتمتع بشهامة أخلاقية بحيث تقبل الجيران الذين يهربون من بلاد يسود فيها الرعب والجوع، حيث تديرها عصابات من القتلة المجرمين. فإذا كانت هذه هي مواصفات من يسمح لهم بالدخول إلى أرضنا الذهبية، فهل ينبغي الترحيب بالهايتيين واستقبالهم بالأناشيد والعناق والذكريات).

بوصفي قارئاً مزمناً لصحيفة نيويورك تايمز، ينبغي أن أقرأ ذات يوم افتتاحية بقلم روزنتال تدعو إلى قبول مليون فلسطيني أو أكثر إلى إسرائيل ممن يعيشون في قذارة مخيمات اللاجئين، أو أن أقرأ ، إلا إذا فاتني ذلك، يوماً مقالة له يدعو فيها اليهود إلى الترحيب بالفلسطينيين العائدين إلى إسرائيل (بالأناشيد والعناق). روزنتال ليس غبياً، ولكنه منافق بعمق. فهو يعرف أن منح الفلسطينيين الموجودين حالياً في إسرائيل والذين هم في مخيمات اللاجئين خارج حدودها حق المواطنة والجنسية سوف يمسح الدولة السياسية الصهيونية تماماً كما سوف تُدمر هجرة غير البيض أمريكا آبائنا وأجدادنا. لكنه لا يقلق على أمريكا لأنه يطابق نفسه مع الغرباء.

يتفاخر روزنتال بأنه وغيره من اليهود غرباء، مثلهم في ذلك كمثل المكسيكيين الذين يدخلون الولايات المتحدة بصورة غير شرعية. إنه يعيش هنا مشاركاً كل ميزات المواطنة الأمريكية، ولكنه لن يكون ـ بل لا يستطيع أن يكون أمريكياً حقيقياً الذي يضع مصالح أمريكا فوق مصالح البرنامج الصهيوني.

بما أن اليهود أصبحوا أكثر وقاحة وصفاقة في ممارستهم لقوتهم، فإنهم يتباهون اليوم بدورهم بطرد الأمريكيين الأوروبيين غير اليهود من أمريكا. يقول (إيرل راب) المدير التنفيذي الفخري لمعهد (بيرلمتر) اليهودي للمحاماة، وزميل لعصبة مناهضة التشهير ـ (باعناي بيريت) والكاتب الصحفي بجريدة سان فرانسيسكو اليهودية، في مقالة له: (لم يتغير قانون الهجرة جذرياً لدرجة إلغاء مثل هذا التمييز، إلا بعد الحرب العالمية الثانية. ومن أولى الدلائل على نضوجه سياسياً أن كان للجالية اليهودية دور ريادي في إحداث تلك التغييرات).

ويتابع راب مشيراً الى ضرورة الاحتفال يومياً بتحول البيض في أمريكا إلى أقلية. وعندما يحدث ذلك فإنه يتطلع إلى (قيود دستورية) (هل يعني قيوداً على حرية الكلام ؟).

(ورد في تقرير لمكتب الإحصاء أن حوالي نصف السكان الأمريكيين سوف يصبحون عما قريب من غير البيض، أو من غير الأوروبيين. وسوف يكونون مواطنين أمريكيين. لقد تجاوزنا النقطة التي سيكون عندها الحزب الآري ـ النازي قادراً على أن يسود هذا البلد.

مازلنا نعمل على ازدهار المناخ الأمريكي المعارض للتعصب العرقي منذ حوالي نصف قرن، لم يكتمل ذلك المناخ بعد، ولكن الطبيعة المتغايرة لسكان أمريكا تميل إلى جعل هذا التوجه غير قابل للنكوص، وتجعل القيود الدستورية ضد التعصب عملية أكثر من أي وقت مضى).

يعمل النشطاء اليهود الصهاينة، الذين دعموا إقامة دولة يهودية حصراً، على ازدهار الهجرة الجماعية اللاتقليدية إلى أمريكا، ويتطلعون إلى الوقت الذي تعكس فيه نسبة المقترعين في الولايات المتحدة هذا التحول.

أتساءل هل يتصور الصهيوني (إسرائيل زانغويل) الذي ابتكر مصطلح (القِدر المنصهرة) دولته اليهودية وقد أصبحت (قدراً منصهرة) لليهود والعرب، وللإسلام واليهودية ؟ ولكن بوجود التمركز العنصري الذاتي لدى الصهيونية أشك في أن يتخيل ذلك. كتب أحد كتاب أفلام الكارتون الأمريكيين قائلاً إن مشكلة القدر المنصهرة هي أن ما في قاعها يحترق دائماً وأن الزبد يطفو على السطح. صحيح أن أمريكا شهدت انصهاراً بين قوميات أوروبية مختلفة ضمن الأكثرية الأمريكية التقليدية، ولكن برغم دعاية الخلط العرقي التي تروج لها وسائل الإعلام اليهودية، لم يحدث هناك انصهار كبير بين البيض والسود، بل كل ما حدث هو انصهار هامشي بين عناصر أنكلو ـ هندية أمريكية. على أي حال، إن ما لم يستطع هؤلاء الصهاينة إنجازه بفضل دعوتهم إلى التمازج العرقي عن طريق التزاوج، يسير في طريق الإنجاز بفضل الهجرة الجماعية والفرق في معدلات التوالد.

لقد روج اليهود من خلال دعاة (السكان ـ الصفر) مثل بول أهرليخ لنشوء الأسر الصغيرة ضمن القادة الطبيعيين للأكثرية الأمريكية. فقد أدى الدعم اليهودي لحركة تحرير المرأة والإجهاض عند الطلب إلى خفض معدلات الولادات في أكثر الطبقات الأمريكية ذكاء وثقافة. إن رغبة اليهود الفظة هي إذابة العرق الأبيض في الغرب بأي وسيلة ضرورية. واستمرار الهجرة الجماعية لغير الأوروبيين يمكن أن يحقق هذا الهدف.

وباختصار، تعد الهجرة الجماعية لغير البيض إلى أمريكا من أكثر الأسلحة الفعالة التي تستخدمها اليهودية المنظمة في حربها الثقافية والعرقية ضد الأمريكيين من أصل أوربي. ولا نستطيع كسب معركة الحياة والموت هذه ما لم نعترف أننا نخوض حرباً، وأننا نتكبد خسائر فادحة. وخسارة هذه الحرب تعني دمار ثقافتنا الأمريكية، وتراثنا، وحريتنا. ويمكن أن تعني أيضاً ليس ما هو أقل من دمار الجينات ذاتها التي كانت سبباً في ظهور كل الإبداعات الاجتماعية والثقافية والروحية التي تميز حضارتنا. لقد كبتت أصواتنا بفضل وسائل الإعلام التي يهيمن عليها أعداؤنا. والكثير منا يشهد إبادة شعبنا ويظل صامتاً. الوقت متأخر. علينا أن نتكلم الآن بصوت مرتفع وندافع عن أنفسنا. علينا أن نناضل من أجل استمرار الثقافة الرائعة التي أورثنا إياها أسلافنا. وعلينا أن نتخذ أي إجراءات ضرورية مهما كانت لتأمين مستقبل أطفالنا وأجيالنا القادمة. وعلينا أن نناضل من أجل حقنا في الحياة، كما هو واجب كل كائن حي.

وإذا ما بقينا صامتين في هذا الزمن الحرج من تاريخ شعبنا، فإن شعبنا سينقرض ويخرس إلى الأبد.

في هذا الكتاب حقائق مذهلة تميط اللثام عن خفايا التأثير اليهودي على السياسة الأميركية، تجاوز فيها المؤلف بجرأة غير مسبوقة، كل المحرمات التي نجحت الصهيونية العالمية في فرضها على العالم عامة وعلى الولايات المتحدة الأميركية خاصة، وذلك ضمن سلسلة من عمليات الإرهاب المنظم لكم الأفواه وإسكات الألسنة، حتى لم يعد عضو في الكونغرس يجرؤ على الكلام، ولا باحث جامعي أن يلامس القضايا الحساسة التي فرضت عليها إسرئيل الحظر .. ولم تعد تجرؤ قناة إعلامية على عرض مشاهد القتل والاغتيال والتدمير الذي تمارسه في فلسطين.
يأتي هذا الكتاب الجريء الموثق صرخة حق أمام الضمير العالمي الغافي، ونذير خطير يتهدد مستقبل الإنسانية إن لم تسارع إلى الصحوة.

يتحدث هذا الكتاب عن خفايا التأثير اليهودي في السياسة الأمريكية من خلال سيرة مؤلفه الذاتية. عرضها بشكلٍ مثيرٍ للجدل.
الكتاب في اثني عشر فصلاً، حملت العناوين الآتية: ((ابن الأمريكي))، ((المسألة اليهودية))، ((التعايش اليهودي))، ((العِرق والمسيحية واليهودية))، ((اليهود والشيوعية والحقوق المدنية))، ((من يدير وسائل الإعلام؟))، ((النفوذ اليهودي في السياسة))، ((جذور اللاسامية))، ((إسرائيل: التفوقية اليهودية تطبيقاً))، ((تحقيق بشأن الهولوكوست))، ((الغزو الغريب بقيادة اليهود))، ((الاستراتيجية التطورية اليهودية، وادعاءات اليهود بالتفوق اليهودي)).
يطرح الكتاب في مجمله معلوماتٍ حول قضايا مشهورة عالمية، أخذت شكل المسَلَّمات، فأعاد عرضها المؤلف من وجهة نظرٍ مختلفةٍ مشفوعةٍ بالأدلة والحجج، يتحدى بها معتقدات القراء الراسخة الحاليَّة، منها قضية المحرقة اليهودية التي أقامتها النازية والطريقة التي روَّجها بها اليهود على نحوٍ ابتزازيٍّ ولاحقوا كل من يتحدث عن بطلانها، وموضوع الباخرة ليبرتي، والعِرق اليهودي المتعالي الذي يدعي التفوق، ومسألة السامية واللاسامية التي يثيرها اليهود، ووعد بلفور والهجرة، والإرهاب المنظم الذي يتولون أمره في فلسطين، ومسألة السيطرة على وسائل الإعلام المختلفة لتوجيه الرأي العام، والأنشطة التجارية اليهودية للسيطرة على المال، وتغيير قصص أنبيائهم .. يوثق ذلك كله بشواهد ووثائق من المصادر اليهودية.
في الكتاب تفصيلاتٌ دقيقةٌ من خلال حياة المؤلف، ومعايشته للأحداث السياسية والاجتماعية والإعلامية والفكرية التي فتح عينيه عليها.