تخطي إلى المحتوى

القواعد والضوابط الفقهية والأصولية

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $10.00
السعر الأصلي $10.00 - السعر الأصلي $10.00
السعر الأصلي $10.00
السعر الحالي $8.00
$8.00 - $8.00
السعر الحالي $8.00
لعل الأصل في كتاب " زاد المعاد في هدى خير العباد" للعلامة ابن قيم الجوزية ــ رحمه الله تعالى ــ أنه يعرض سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعبرها، والدروس المستفادة منها، والاحكام الفقهية التي تؤخذ منها، والمواعظ والحكم التي تشير إليها، والتوجيه للنفوس، والتربية للقراء، ويعد الكتاب رائداً في فقه السيرة. ومن هنا اهتم به الدكتور محمد الزحيلي، فاستخرج منه القواعد الفقهية والأصولية والضوابط التي استخدمها ابن القيم، وعرضها على نحو علمي أكاديمي.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
288 الصفحات
17x24 القياس
2018 سنة الطبع
9789933360849 ISBN
0.62 kg الوزن

نشأة القواعد الفقهية والضوابط وتطورها: بدأ التشريع الإسلامي في العهد النبوي، ومع نزول القرآن الكريم، وبيانه في السنة النبوية، لمعرفة أحكام الشرع في جميع شؤون الحياة، ثم بدأت الحركة الفقهية بالظهور، والاتساع، والتطور، والنضوج، والكمال، ولا تزال مستمرة إلى اليوم، وإلى أن تقوم الساعة بإذن الله تعالى. وانطلقت القواعد الكلية من القرآن الكريم، بما ورد فيه من مبادئ عامة، وقواعد فقهية، وضوابط شرعية، فكانت مناراً وهداية للعلماء في التفاصيل التي تحقق أهداف الشريعة، ومقاصدها العامة، وتتفق مع مصالح الناس، وتطور الأزمان، واختلاف البيئات، ولا غرابة في ذلك فالآيات الكريمة كلام الله تعالى العليم، الحكيم، الخبير، المشرّع، المعجز للإنس والجن في بلاغته وفصاحته، وأسلوبه وبيانه، وهذا حقق الهدف من الكمال في دين الله، وبيان ميزة المرونة في التشريع لمسايرة جميع العصور والبيئات، وصلاحية التطبيق في كل زمان ومكان، مثل قوله تعالى: وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ [الشورى: 42/38]، وقوله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ [البقرة: 2/228]، وقوله تعالى: إِلاّ أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ [النساء: 4/29]. ثم جاءت القواعد الكلية في السنّة النبوية التي تضمنت جوامع الكلم، والكلام المختصر، والحكمة القصيرة التي تخرج مخرج المثل، فتكون قاعدة كلية، ومبدأً عامّاً ينطوي على الأحكام الكثيرة، والمسائل المتعددة، والفروع المتكررة، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «المسلمون على شروطهم»، وقوله: «إنما الأعمال بالنّيات»، وقوله: «الدّين النصيحة»، وقوله: «الخراج بالضمان»، وقوله: «الحلال بيِّن والحرام بيِّن»، وغير ذلك كثير، وإن بعض القواعد الفقهية ترجع في أصلها واستنباطها إلى الأحاديث الشريفة. ثم جاء اجتهاد الصحابة والتابعين والعلماء والأئمة باستنباط القواعد الكلية من الأصول السابقة، من مبادئ اللغة العربية، ومسلمات المنطق، ومقتضيات العقول، وتجميع الفروع الفقهية المتشابهة، يضمنونها في كلامهم، وأثناء عرض الأحكام، والتعليل لها، والاحتجاج لإقرارها، ومناقشة الخلاف، والردّ على المخالف، مثل قاعدة: «الأمور بمقاصدها»، وقاعدة: «الضرر يزال»، وقاعدة: «المرء مؤاخذ بإقراره»، وقاعدة: «السؤال معاد في الجواب»، وقاعدة: «الأصل في الكلام الحقيقة»، وقاعدة: «التابع تابع»، وقاعدة: «إذا تعذر إعمال الكلام يهمل»، وقاعدة: «إذا زال المانع عاد الممنوع». وساهم علماء أصول الفقه في وضع القواعد الأصولية الكثيرة، وانضمت إلى القواعد الفقهية في الكتب والبحوث، وتحقق في القرن الثاني الهجري صياغة كثير من القواعد الفقهية والأصولية، ولكنها لم تُفرد في التأليف والتصنيف والتدوين بفصل مستقل إلا بعد قرنين، وأول من جمع قواعد مذهب أبي حنيفة أبو طاهر الدّباس في سبع عشرة قاعدة، والقاضي حسين حدّد أربع قواعد أساسية للمذهب الشافعي، وانتقل العمل إلى بقية المذاهب، وظهرت كتب القواعد، كالأشباه والنظائر، والفروق، في جميع المذاهب ، وأشادت بها مجلة الأحكام العدلية في التقنين والتطبيق، وانتقلت إلى كثير من القوانين المستمدة من الشريعة، وتفتحت الأنظار على دراسة القواعد وجمعها والتأليف فيها وتدريسها في القرن العشرين الميلادي والرابع عشر الهجري، حتى وصلت إلى القمة في «مَعْلَمَة القواعد الفقهية» في جمع القواعد الفقهية والأصولية والضوابط من جميع الكتب التي سبقت، إضافة إلى استخراج القواعد من معظم كتب الفقه، وتنسيقها وترتيبها وتنقيح صياغتها، وبيان أدلتها، وشرحها، والاستثناء منها، والقيود الواردة عليها، لجمع أكبر مجموعة من القواعد الفقهية في التاريخ الإسلامي، وطبعت في 42 مجلداً بعنوان «مَعلمة زايد في القواعد الفقهية والأصولية»، ومعها (قرص مرن) بالأجزاء جميعاً، وتم توزيعها، مع الوعد بإعادة الطباعة والتوزيع على أوسع نطاق . رابعاً - أنواع القواعد: ظهر في التاريخ الإسلامي ثلاثة أنواع من القواعد، وهي: 1- قواعد الاستنباط والاجتهاد التي يعتمد عليها المجتهد، ويستعين بها في معرفة الأحكام من المصادر التشريعية، وهي قواعد علم أصول الفقه، أو القواعد الأصولية، والتي وضع نواتها ودوّنها الإمام الشافعي، رحمه الله، المتوفى سنة (204هـ) في كتابه «الرسالة»، ثم تابع المسيرة فيها علماء الأصول في المذاهب الأربعة. 2- قواعد التخريج التي وضعها العلماء لرواية الأحاديث، وتدوين السّنة، وضبط الروايات، وقبول الأسانيد، والحكم فيها، والجرح والتعديل للرجال، وتتمثل في علم مصطلح الحديث، أو قواعد التحديث، أو أصول الحديث، وظهرت في القرن الثاني الهجري، ونضجت واكتملت في القرن الثالث الهجري. 3- قواعد الأحكام التي صاغها العلماء والمجتهدون لجمع الأحكام الفقهية المتماثلة، والمسائل المتناظرة، وربطها في عقد منظوم يجمع شتاتها، وهي القواعد الفقهية .


لعل الأصل في كتاب " زاد المعاد في هدى خير العباد" للعلامة ابن قيم الجوزية ــ رحمه الله تعالى ــ أنه يعرض سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعبرها، والدروس المستفادة منها، والاحكام الفقهية التي تؤخذ منها، والمواعظ والحكم التي تشير إليها، والتوجيه للنفوس، والتربية للقراء، ويعد الكتاب رائداً في فقه السيرة. ومن هنا اهتم به الدكتور محمد الزحيلي، فاستخرج منه القواعد الفقهية والأصولية والضوابط التي استخدمها ابن القيم، وعرضها على نحو علمي أكاديمي.


لا أحد يماري في أهمية كتاب الإمام الكبير ابن قيم الجوزية " زاد المعاد في هدي خير العباد"، ولا في عظمة صاحبه الذي حاز علماً عظيماً، أودعه كتباً طارت في الخافقين، وأخلاقاً رفيعة كانت مناراً لمن بعده وحُجة على من لا يعمل. ولقد سلط الدكتور محمد الزحيلي أضواء البحث العلمي على هذا الكتاب، فاستل منه القواعد الفقهية والاستنباطات والضوابط الأصولية التي شاعت في ثناياه، فعرضها، وسلسلها، وشرحها قاعدة قاعدة، وجاء من أجلها بشاهد من القرآن أو السنة.. وكان إن وجد فيها استثناء أو قيداً توقف عنده، وأشار إليه.. ولم ينس في غمرة البحث أن يعرّف بكتاب هذا الإمام وبصاحبه؛ ليثبت له قدره وحقه الواجب على كل طالب علم. كتاب مفيد لا ينبغي أن يخلو من مكتبة باحث.


ليس كتاب " زاد المعاد في هدي خير العباد " لابن قيم الجوزية كتاباً في السيرة وحسب، وإنما أضاف إليه مؤلفه استنباطات في الأحكام الشرعية والاجتهادات الفقهية، غير ما جاء فيه من الأدب والأخلاق والتزكية وما إليها. ومن هنا فقد اهتم به مؤلف هذا الكتاب، فاستخرج منه تلك القواعد الفقهية والأصولية والضوابط التي استخدمها ابن القيم، وعرضها على نحو علمي أكاديمي. قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة مباحث قبلها مقدمة، وذيله بملحقين. جاء المبحث الأول تحت عنوان " تمهيد عن القواعد والضوابط"، عّرف فيه معنى القاعدة والضابط، ثم بين أهمية هذه القواعد والضوابط، ونشأتها وتطورها وأنواعها.. وخصص المبحث الثاني للحديث عن سيرة الإمام ابن قيم الجوزية وحياته، مضيئاً جوانبها الأساسية وفكره. وتوقف في المبحث الثالث عند كتاب " زاد المعاد"؛ فعرفه التعريف اللائق، وقدّمه للقارئ، وبيّن فوائده وغاية مؤلفه منه. بعدئذ تناول سلسلة القواعد والضوابط؛ فبلغت عنده 330 مرقمة بالتسلسل، فكان يقدّم تطبيقاً على كل قاعدة وشاهداً من القرآن أو السنة، وإن رأى فيها استثناءاً أو قيداً ذكره. وفي الملحقين ذكر المؤلف فرائد وطرائف من كتاب زاد المعاد؛ تهم الفقيه والمثقف، وتضع أيديهما على دقائق معرفية هامة دقيقة.. وخُتم الكتاب بفهارس القواعد والضوابط حسب تسلسل صفحاتها.