تخطي إلى المحتوى

أطفالنا وعصر العلم والمعرفة

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $3.00
السعر الأصلي $3.00 - السعر الأصلي $3.00
السعر الأصلي $3.00
السعر الحالي $2.40
$2.40 - $2.40
السعر الحالي $2.40

فصول أكثر حداثة، تحاول أن تسير للعاملين في ميدان الثقافة العامة للطفل مادة تعينهم على المزيد من البحث والدراسة، واكتساب الخبرة، لبناء ثقافي شامخ على أساس متين.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
216 الصفحات
20×14 القياس
2002 سنة الطبع
9781575479835 ISBN
0.23 kg الوزن

مستقبل ثقافة الطفل

بين الكتاب المطبوع والكتاب الإلكتروني

تمهيد

هذه القضية تواجه عقبة، تجعل مناقشتها من الصعوبة بمكان، لأن الأجيال المتعلقة بالكتاب المطبوع منحازة له، وهي تمارس الكتابة له وعنه.. أما الأجيال الجديدة المتجهة إلى الكتاب الإلكتروني - إن صحت هذه التسمية - تعمل في مجاله، وتتحمس له، وتكتب عنه..

نحن أمام جيلين بينهما هوَّة متسعة، وما من جسر بينهما، لذلك تحتاج القضية إلى جيل قديم يستطيع أن يمد ببصره إلى المستقبل، وجيل حديث قادر على ألا يقطع صلته بالماضي والتراث، ومن هنا فإنني أجد في خوض هذه التجربة نوعاً من الجسارة، لا أحسد عليها، وأطرحها لكي تناقش، فما أظن أن هناك كلمة نهائية ورأياً حاسماً إزاءها..

هل يعيش الكتابان جنباً إلى جنب؟

من الواضح أن صراعاً سوف تدور رحاه بين هذين الكتابين على مدى السنوات القليلة القادمة، ويجب علينا أن نتنبه لها، وأن نتابعها باهتمام ويقظة..

لقد تمنيت يوماً لو استطاع الكتاب أن يمنح نفسه لقارئه في لحظات مثلما تفعل اللوحة الفنية، ورجوت أن يصل الإنسان إلى اختراع تلك الملعقة التي يسقون بها الطفل المعرفة والعلم، وتصورت في واحد من أعمالي أننا استطعنا أن نفتح رأس الإنسان ونسكب إلى داخله ما نرغب فيه وما نشاء من معلومات، ولا أظن أن شيئاً من ذلك يمكن أن يتحقق، لكن الذي يحاولونه الآن تقديم الكتاب ليُقرأ من خلال الكمبيوتر، أو أن يستمع إليه من خلال شريط أو أسطوانة.. أي إن التطوير لا يأتي من خلال المطبعة وحروفها، والورق، والأحبار، والألوان، وما قد يضاف إلى ذلك من استخدام للطباعة على رقائق النيلون الشفافة وما يشبه هذا، بجانب ما حدث معه تطور في استخدام الكمبيوتر في جميع الحروف.

والسؤال الذي يطرح نفسه إزاء ما توصلت إليه الإنسانية من تقدم في هذا المجال:

هل انقضى عصر الكتاب المطبوع على الورق؟ هل بدأ عصر جديد تعتمد فيه القراءة على الكمبيوتر فحسب؟ أو سيعيش الكتابان معاً، جنباً إلى جنب يعطي كل منهما الآخر، دون صراع أو منافسة؟

إنَّ التقدم المذهل في مجال الكمبيوتر والإلكترونيات يجعلنا أمام عصر جديد، يحاول أن يقوم بثورة على المطبعة وجوتنبرج، لتعتمد القراءة على الشاشة الصغيرة، وعلى الأذنين، وبهذا تنتهي المكتبات العملاقة، وإن بقيت فسوف تصبح كتبها في حيز ضيق، توضع في أسطوانات مسجلة عليها آلاف الكتب، ويستطيع القارئ أن يتعامل معها ببراعة ودقة، مستغنياً عن الأوراق - مكتفياً بما يمنحه إياه الكمبيوتر. عارضاً المادة بشكل جديد، وبأسلوب يتفق مع هذا الجهاز، فضلاً عن استخدام السيناريو والرسوم.. والتساؤل قائم..

- هل يستسلم الكتاب التقليدي؟ وهل يصبح التعليم المدرسي الأولي للقراءة والكتابة تدريباً عليها من خلال الكمبيوتر؟!..

ثم، ترى هل يختفي خط اليد الإنساني؟! وهل يُكتَفَى بتعليم الطفل الكتابة على الكمبيوتر فحسب، وقراءة صفحاته؟ هل يجيء عصر يختفي فيه الورق ولا يعتمد عليه، خاصة وقد أهدرنا ملايين الأشجار في صناعته؟

إن الطفل لن تصبح لديه كراسة، وكتابٌ وقلمٌ، وممحاة.. سينتهي كل ذلك، ويصبح ذكرى كما أصبحت ريشة الطائر التي كانوا يكتبون بها، كما تختفي إمبراطورية قلم الرصاص والبرّاية والممحاة. كما انتهى اللّوح والاردواز، واللوح الخشبي، والحبر؟ والقلم الأبنوس؟! من منا لديه زجاجة حبر في بيته الآن؟!

هناك أمور عفا عليها الزمن، وما من سبيل للإبقاء عليها إذ يجتاحها الجديد، ولا يبقي عليها..

ومن عاداتنا التي درجنا عليها ألا نبدأ من حيث انتهى الآخرون.. وجدير بنا أن ننفض عنا هذا، ولا بد لنا من أن نواكب التقدم، وقد أصبح من الضروري الشروع في اقتحام العصر الجديد.. وقد يرى البعض أن كل ذلك لا يزيد على أن يكون تغييراً شكلياً، لأن المعول عليه في هذا هو المضمون والمحتوى سواء كان ذلك الكتاب مطبوعاً على الورق أو على أسطوانة ليزر.. المهم هو أن نستوعب ما فيه، سواء كان أدباً، أو معزوفة..

والعناد والتشبث بالماضي أو بما هو قائم، وتصور أنه باق خالد في المستقبل أمر لم يعد مجدياً، إذ إن ذلك لا يتفق مع التطور الحادث في هذا الكون، وعلى كوكب الأرض.. ولنا أن نتصور أن الذين كانوا يقفون في وجه استخدام التليفون قد نجحوا في ذلك، ترى كيف كان سيصبح حالنا نحن الآن، وها نحن نرى الذين يمسكون التليفون المحمول، وكيف أصبح اعتمادنا عليه أساسياً في كل منحى من مناحي الحياة، وكيف يعتمد عليه الكمبيوتر نفسه.. والإنترنيت.. والطائرات المحلقة في السماء.

لا جدوى من التشبث بما هو قائم، ولا فائدة من الوقوف في وجه التيار، وكدت أكتب ورقتي هذه عندما بدأتها تحت عنوان: (دفاع عن الكتاب المطبوع) واكتشفت خلال رحلتي مع العصر أن الدفاع سيكون واهياً وضعيفاً ومتهافتاً..

- لماذا أقف في وجه التغيير والتطوير؟ ما جدوى الجمود، والعالم في تقدم مذهل؟ إننا إذا ما وقفنا أمام عجلة التقدم بالغة السرعة فسوف تمر من فوقنا غير عابئة بنا وهي لن تغيِّر مسارها، ولن تتفادانا، وإذا كان قد فاتنا عصر البخار والكهرباء فهل نترك عصر الذرة والإلكترونيات يفوتنا؟!

هذه الفصول ثمرة خبرات طويلة وقراءات على مدى ربع قرن. ونشرها يستهدف مواكبة ما يجري في الساحة الواسعة العربية والعالمية.

ثم إنها فصول أكثر حداثة، تحاول أن تيسّر للعاملين في ميدان ثقافة الأطفال مادة تعينهم على المزيد من البحث والدراسة، وتمكنهم من إضافة هذه الخبرة.

وهي أبحاث ليست وليدة مراجع وكتب بقدر ما هي ثمرة خبرة. والأفكار فيها ليست منقولة، بل أصيلة. وفيها من الإبداع ما يفوق الاتباع بمراحل وتتفرد بتفاصيل تحتاج إلى المزيد من الإيضاح.

وهي أخيراً بحوث ترسي الأسس التي يمكن أن يقوم البناء شامخاً من فوقها، لذلك لا بد لها من أن تحفر عميقاً وأن تفحص بدقة، وأن تتطلع للمستقبل برؤية وروية.

أطفالنا وعصر العلم والمعرفة

يتناول الكتاب واقع التعليم في بلادنا خلال عصر المعلومات وانفجار المعرفة. ويركز نقده على أسلوب توصيل المعرفة لأطفالنا، وعدم تحديد المعلومات الأساسية التي لابد لنا من تقديمها لهم. فضلاً عن أننا لا ندربهم للحصول على المعرفة عن طريق جهودهم الخاصة والذاتية. بل إنهم قاصرون عن بلوغ المستوى المطلوب من المعرفة، لأنهم تعوّدوا على الحفظ وحده.

ثم يعرض الكتاب إلى الآفاق الثقافية للطفل العربي مع قدوم الألفية الثالثة. ودخولنا إلى عصر جديد. يدعو إلى الإبداع والابتكار في مجال التربية، لأنهما سيسودان الألفية الجديدة. فلا جدى من النقل والتقليد.

بعد ذلك ينتقل الكتاب إلى مسألة ثقافة الطفل العربي بين الكتاب المطبوع والكتاب الالكتروني؛ ذلك أن صراعاً سوف تدور رحاه بين الكتابين على مدى السنوات القليلة القادمة، ويجب علينا أن ننتبه له، وأن نتابعه باهتمام ويقظة.

ثم يتحدث عن أهمية الإنترنت في التثقيف الذاتي للطفل. وأهمية الكمبيوتر في البيت. فلم نعد بحاجة إلى اقتناء الكتب التي تشغل حيزاً كبيراً في بيوتنا. فالاعتماد على الكمبيوتر أسهل وأيسر كثيراً في مساعدتنا على تثقيف أطفالنا واختيار مواد البحث التي تروق لهم دون الحاجة إلى الآخرين.

كما يتعرض الكتاب لدور الأسرة القارئة ويبيّن كيف تجعل من القراءة حباً وغراماً لأطفالها، ثم ينوه بدور الإعلام في العملية التربوية. فهو ينمي العقول ويثري الوجدان. فالصورة والصوت والحركة واللون في التلفاز، والكلمة في الإذاعة، ووسائط أخرى مثل التعليم والتعليم التسجيلي خاصة، ثم المسرح والتمثيل كل ذلك له دور بالغ في العملية التربوية.