عرف محمد إقبال في الشرق والغرب شاعراً نابهاً وفيلسوفاً معاصراً وعالماً عبقرياً وحقوقياً بارعاً وزعيماً سياسياً مرموقاً، وصاحب نظرية إصلاحية متميزة عرفت بنظرية الذاتية.. ترجم الكثير من أعماله من الفارسية والأردية والإنكليزية إلى أغلب لغات العالم..
وهذا الكتاب يسعى لاستجلاء أسرار إقبال الفكرية والغوص في أعماق فلسفته وحل مغلقاتها وإبراز أسسها وفق مقتضيات المناهج العلمية الحديثة؛ منهج الدراسات التاريخية والمنهج المقارن، للوصول إلى النتائج الصحيحة.
وإذا كان إقبال أحد أعلام الفكر الإسلامي والاطلاع في العصر الحديث من أمثال الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا والكواكبي وخير الدين التونسي.. فإنه من كبارهم إن لم يكن متميزاً منهم، والدراسات التي تقوم عنه لجديرة بالاهتمام.
يتناول هذا الكتاب حياة إقبال وثقافته وآثاره ومنهجه الإصلاحي، ويعرض عصره وملامح الحياة الاجتماعية والثقافية فيه، والواقع التاريخي والسياسي للهند، في العهد الإسلامي، وزمن الاستعمار الإنكليزي ومقاومته، والسعي إلى التحرر والاستقلال.
ويتحدث عن نشأة إقبال وأسرته وتعلمه وشاعريته، ودراسته في أوربة، وعودته إلى وطنه، ليباشر المحاماة والتدريس والسياسة، والمحاضرة في الهند، وليزور باريس وإيطالية وإسبانية ومصر وفلسطين وأفغانستان، ويبين صدى وفاته.
ويوضح ملامح شخصيته ومكانته العلمية ومؤلفاته الشعرية والنثرية ورسائله.
ويبين مسالك رواد الإصلاح والتجديد في الهند، ومنهج إقبال الإصلاحي، ومجالاته الدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية.
ويبحث في وجود الله في القرآن الكريم، وعند إقبال والفلاسفة والمتكلمين واليونان والمتصوفة وفلاسفة الإسلام.
ويوضح توحيد الله ووجوده عند إقبال، بالبراهين والأدلة الكونية والغائية والوجودية والصفات الإلاهية، وحقيقة النبوة إسلامياً.
ويبحث في خلق العالم عند فلاسفة اليونان والغرب والإسلام بدلالة الزمان المكان. ويتناول المعرفة عندهم، وعند إقبال بالإدراكات الحسية والعقلية والقلبية.
ويناقش معهم خلق الإنسان وتكريمه واستخلافه، وطبيعته، وأفعاله بين الجبر والاختيار، وحقيقة النفس وخلودها وحريتها الإنسانية بالاعتماد على القرآن والسنة.
ويتحدث عن فلسفة الذاتية عند إقبال، وإثبات الذات، ونفيها، وأركان الأمة الإسلامية، وتوحيدها ورسالتها ونظامها ونضجها، ومركزها الكعبة، ويوازن بين الدين والفلسفة والتصوف