تخطي إلى المحتوى
اسدال الستار على معرض مسقط الدولي للكتاب وسط مكتسبات فكرية وثقافية وأدبية اسدال الستار على معرض مسقط الدولي للكتاب وسط مكتسبات فكرية وثقافية وأدبية > اسدال الستار على معرض مسقط الدولي للكتاب وسط مكتسبات فكرية وثقافية وأدبية

اسدال الستار على معرض مسقط الدولي للكتاب وسط مكتسبات فكرية وثقافية وأدبية

ساهم فـي زيادة الوعي ونشر المعرفة وترسيخ تقاليد القراءة...محافظة الظاهرة .. سردت نصوصها التاريخية

مسقط ـ العُمانية: اسدل الستار امس على فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ28 بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، بعدما قدم مكتسبات فكرية وثقافية وأدبية غذت ذائقة القاريء المحب للعلم والثقافة والمعرفة والاطلاع على الكتب، التي احتضنتها أروقة دور النشر المشاركة بالمعرض، حيث كانت أيامه فرصة أمام المثقفين والأدباء والمفكرين والكتاب لترسيخ تقاليد القراءة، وشهدت أيام المعرض تقديم عدد كبير من المحاضرات والجلسات والأمسيات المتنوعة وكانت خير رفيق لزوار المعرض.

ومن هذا المنطلق نظّمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ممثلة بدائرة التعريف بالإسلام والتبادل الثقافي بمكتب الإفتاء امس الأول ندوة بعنوان (أثر الإيمان في مواجهة التحديات الفكرية)، بمشاركة الدكتور إبراهيم بن ناصر الصوافي والدكتور ناصر بن علي الندابي، ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ28 بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض. تناولت الندوة عدة محاور، من بينها: المحور الإيماني العقدي والمحور التاريخي التي عرجت على التحديات الفكرية التي مرت على الحضارات الإنسانية ودور الإيمان والعقيدة في مواجهة التحديات الفكرية وأبرز التيارات الفكرية التي ظهرت في العصور الإسلامية وردة فعل العلماء اتجاهها والسبل الكفيلة لمواجهة التلوث الفكري، والتيارات الفكرية في التاريخ الحديث والمعاصر وسبب خروجها على الساحة ومدى تأثيرها على الشباب.

وتطرق المتحدثون في الندوة إلى جملة من القضايا المعاصرة الشائكة التي تواجه الجيل الحالي ومن أبرزها ما هو متصل بالجانب الإيماني من خلال التواصل مع العديد من الموضوعات على مستويات ملموسة، والكيفية التي من الممكن إيجاد تواصل حضاري في التفاعل معها، بدءا من استقبال مفاهيمها وتناول أفكارها، مرورًا بإيجاد حلول ناجعة لتجاوز الوقائع وخاصة السلبي منها، أو تلك التي لا تتوافق مع طبيعة الشريعة الإسلامية السمحة.

وتناولت الندوة التيارات الفكرية في التاريخ، بما فيها التي نشأت في العصور والحضارات القديمة التي كانت مناهضة الديانات، مع تناول بعض الأفكار والشرائع في الحضارات الفرعونية والإغريقية والهندية، كما تطرقت الندوة إلى التيارات الفكرية في العصور الإسلامية بدءا من العصر الجاهلي الذي سبق بداية دعوة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - أو التي تزامنت مع بعثته، كما تم التطرق إلى التيارات الفكرية التي ظهرت في العصر ما بعد الخلافة الراشدة والعصر الأموي والعصر العباسي وأسباب ظهور هذه التيارات، والتي أثرت بشكل أو بآخر في طبيعة التفكير البشري للإنسان المسلم، بالإضافة إلى نشوء تيارات أخرى لاحقة ومدى تأثيرها في المجتمع الإسلامي.

 

وأقيمت جلسة حوارية بعنوان (النقد الغائب في الانفجار السردي) شارك فيها فهد الهندال من دولة الكويت الشقيقة وأدارتها الدكتورة فوزية الفهدية. تناولت الجلسة واقع السرد في الوقت الراهن خليجيًا وعربيًا حيث تم استعراض حالة السرد في المنطقة الخليجية والعربية، كما ناقشت أنواع النقد ومتابعة المشهد الأدبي والسردي، والتطرق إلى أنواع النقد المختلفة ودورها في متابعة الأعمال الأدبية والسردية ودور النقاد الحاليين في تقييم ومتابعة الإنتاج الأدبي والسردي. كما أقيمت ندوة حول (الرواية والذكاء الاصطناعي) شارك فيها من اليمن حبيب عبد الرب سروري البروفيسور في علوم الحاسوب والكاتب والمُترجم المغربي محمّد جليد وأدارها الكاتب والمترجم أحمد المعني. في الندوة تحدث حبيب عبد الرب عن تعريف الذكاء الاصطناعي ونشأته وتطوره وأهمية معرفة تاريخه، مشيرًا إلى أنه علم من علوم الحاسوب ومهمته محاكاة الدماغ البشري، وأن تاريخ الذكاء الاصطناعي مرتبط بتاريخ الحاسوب وتاريخ الآلة النظرية كما تحدث عن آلان تورينج ونيومان.

من جانبه تحدث محمد جليد عن قدرة الذكاء الاصطناعي في مساعدة الكاتب والجانب السلبي والإيجابي لهذا الذكاء، وتساءل عن الذي يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي على مستوى البناء السردي للرواية، وهل يمكنه التفوق على الروائي في مجال التخيل والمشاعر؟، وهل يستطيع الانسجام مع الذات والشعورَ بما تشعر به تجاه العالم وتجاه نفسها، وقال في هذا الجانب: (لا أعتقد أن الذكاء الاصطناعي قادر على تقديم شيء مميز فيه، خاصة فيما يتعلق بالخصوصيات المحلية).

وأضاف: مقترحات الذكاء الاصطناعي لا تخرج عما هو موجود لدى الأدباء، أما على مستوى الكتابة فيمكنه أن يقدم الكثير لكن على مستوى الإبداع لا أعتقد ذلك خاصة على المستوى الرمزي في النظر إلى العالم.

 

ونظم شؤون البلاط السُّلطاني ممثلًا في الهجانة السُّلطانية ندوة عن (تاريخ الإبل) شاركت بها مجموعة من الباحثين والمختصين في شؤون الإبل في سلطنة عمان من خلال تناول 3 محاور؛ المحور العلمي (دور المختبرات والبحوث الحيوانية في صحة الإبل) والمحور التاريخي (تاريخ الإبل العُمانية) والمحور الاجتماعي (أهمية الإبل في المجتمع العُماني)، والمحور الثقافي (التراث الثقافي للإبل). تهدف الندوة للتعريف بالإبل العُمانية وتاريخها وأصالتها ودورها في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وقدم الدكتور محمد بن علي العبري أستاذ مساعد بقسم العلوم الحيوانية والبيطرية بكلية الزراعة والعلوم البحرية بجامعة السُّلطان قابوس بعنوان (التوصيف الجيني للإبل العُمانية باستخدام التنميط الجيني لتسلسل الحمض النووي). فتناول الباحث أنسال الإبل المختلفة وسلالاتها والتداخل بين السلالات المحلية والخارجية، واستعرض دراسة تم فيها تجميع عينات من الشعر والدم لاستخلاص الحمض النووي، كما تم تجميع قياسات جسمية للإبل بغرض مقارنتها، وأظهرت نتائج الدراسة تطابقًا بين إبل السباق من سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، أما ظاهرياً فقد أظهرت النتائج تقاربًا بين إبل ظفار وإبل الإنتاج من جهة وإبل المزاينة من جهة أخرى بينما تميزت إبل السباق بصفات ظاهرية مميزة عن بقية الأنواع.

كما قدم الدكتور سليم بن محمد الهنائي أستاذ مساعد بكلية العلوم والآداب بجامعة نزوى، الورقة العلمية الثانية في البعد التاريخي بعنوان (أهمية الإبل عند أهل سلطنة عُمان) وتناول ثلاثة محاور ركز المحور الأول على مسميات الإبل عبر التاريخ وأبرز الألقاب التي أُطلقت عليها وأهميتها عند العرب، فيما تناول المحور الثاني الإبل في التاريخ وارتباط الإنسان بها من خلال استعراض بعض النقوش الأثرية في سلطنة عُمان وأنحاء الجزيرة العربية، وركز المحور الثالث على أهمية الإبل عند أهل سلطنة عُمان واستخداماتها في نواحي الحياة المختلفة. وتناولت ورقة العمل الثالثة المحور الاجتماعي قدمها الدكتور مسلم بن سالم الوهيبي أستاذ عقيدة وفلسفة بكلية العلوم التطبيقية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية ورقة عمل هدفت إلى استنتاج الأبعاد الفلسفية للعمل التطوعي في ميادين سباقات الهجن الأهلية بسلطنة عُمان، ميدان الأبيض نموذجًا وإبراز دور العمل التطوعي في إحداث تنمية شاملة للمجتمع العُماني حيث اختار الباحث «ميدان الأبيض الأهلي لسباقات الهجن» نموذجًا، محدداً أنشطة 2019م كعينة زمانية، لكونه آخر موسم متكامل ما قبل تداعيات جائحة كورونا. وختمت الندوة أوراق عملها بالبعد الثقافي بورقة عمل (الثقافة الموسيقية المرتبطة بالإبل) قدمها ناصر بن محمد الناعبي مساعد مدير مركز عُمان للموسيقي التقليدية بديوان البلاط السُّلطاني، وناقشت محورين رئيسين، تناول المحور الأول خصائص الثقافة الموسيقية في البادية العُمانية (الفنون المرتبطة بالإبل)، فيما ركز المحور الثاني على الأنماط الموسيقية التقليدية العُمانية (مجتمع البادية العُمانية نموذجًا).

المصدر: 
جريدة " الوطن" العمانية