يسافرون في بحور الشعر..يطلقون العنان لمخيلتهم وأحاسيسهم، وما يدفعهم لذلك هو هاجسهم الفكري وقدرتهم على التعبير عما يدور في أعماق ذاتهم, فتأتي الجوائز الأدبية كنوع من التحفيز على الاستمرار بالإبداع.
كما أن للجائزة أثرها الخاص على الكتّاب الشباب شعراء وقاصين، فمنهم من يشارك في المسابقات لتأمين مردود مادي ورفع مستوى المعيشة، وآخرون لتحقيق شيء من الشهرة وتوفير منبر أدبي يؤمن لهم التواصل مع الجمهور.
فهل تضيف المشاركة شيئا ًعلى إبداعهم ونتاجهم الفكري؟.. وماذا تعني لهم الجوائز بعد أن ذاقوا طعم الحصول عليها.. هذا ما سنحاول الإجابة عنه في تقريرنا الذي سيسلط الضوء على بعض المشكلات التي تواجه الكتّاب الشباب، حيث تم جمع الآراء عبر رصد ما يقوله بعض الشعراء الشباب على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي حول موضوع الجوائز الأدبية والمشاركة في المسابقات.
ليسوا بائعي كلمات
يرى بعض الكتّاب الشباب أن المشاركة في المسابقات مهمة لتعريف الوسط الأدبي بالمبدعين ولإيصال أفكار وتطلعات الكاتب للآخرين، والجوائز بنظرهم هي تعزيز لثقة الكاتب بنفسه وتكريم لذاته، ومثل هذه الأشياء تساعد على تنمية الحس الإبداعي خاصة عند الشباب هذا من الناحية المعنوية, وأما بالنسبة للمردود المادي الذي يحصلون عليه من الفوز بالجوائز الأدبية، فهذا الأمر لا يعنيهم كثيراً، لأنهم باختصار ليسوا بائعي كلمات.
استفادة مادية وتحقيق للشهرة
فيما يرى قسم آخر أنه في البداية تكون المشاركة في المسابقات مفيدة، ولاحقاً تصبح لتحقيق شيء من الشهرة والاستفادة، لكن الشعراء الذين يكتبون من أجل الجوائز فقط هم بنظرهم أسوء الشعراء، والشاعر المميز لا يبحث عن الجائزة لأنها ستبحث عنه لاحقاً.
الجانب المعنوي هو الأهم
بينما يقول آخرون، أن الجوائز المادية جيدة، والاحتفاء شيء جميل ومشجع جداً في جميع المسابقات التي شاركوا فيها، ويضيفون أن الجانب المعنوي هو الأهم، فهم وبحكم أنهم شعراء شباب يحتاجون إلى رعاية من قبل وزارات الثقافة واتحاد الكتّاب العرب عن طريق تقديم الدعم المعنوي، وتعريف الساحة الأدبية بالمواهب الصاعدة وتأمين أمسيات للفائزين بالجوائز.
الجوائز الأدبية نوع من التعويض
إن الحصول على الجوائز دائماً ما يكون له أثر إيجابي في رغبة الكتّاب في مواصلة الكتابة، فالفوز بإحدى الجوائز تعطيهم دفعاً معنوياً هائلاً، وبشكل عام هناك اعتقاد سائد لدى الكتّاب الشباب أن الجوائز الأدبية تعوضهم إلى حد كبير عن ميزة كبرى حظيت بها أجيال سابقة وحرموا منها، ألا وهي القدرة على نشر نتاجهم الأدبي في الدوريات الأدبية الكبرى بسبب بحثها دائماً عن أسماء كتّاب نجوم وغزارة ما يقدم للنشر, وبالتالي لا تتاح لها فرصة للنشر في دوريات واسعة الانتشار، وهنا تلعب الجوائز الأدبية دوراً في تعويض الكاتب عن هذا الأمر من خلال طرح اسمه على نطاق معين مهما كان ضيقاً.
عاطلون عن الأمل
هناك قسم كبير من الكتّاب الشباب يرون أنهم جيلٌ عاطل عن الأمل، فهم يشاركون في المسابقات فقط ليقولوا نحن هنا في زحمة الشعر وأزمة الشعور، وينظرون إلى الجوائز على أنها لا تبل رمق الأحلام بقيمتها المادية في بعض البلدان العربية النامية، فيما لو قورنت بالمسابقات المشابهة في بقية الدول المتقدمة، لكنهم في الوقت نفسه يطمحون لبناء مساكن شعرية لأنفسهم يكون أساسها الأمل.. فالأمل شراع المسافرين إلى بحر النهاية.
المسابقات لا تصنع شاعراً
في المقابل يوجد العديد من الكتّاب الذين يرون أن الجائزة تعطي الكاتب دفعا ًحال حصوله عليها وتشجعه.. لكن لفترة قصيرة جدا ًريثما ينتهي مفعول النشوة، وهؤلاء لا يحبذون المشاركة في المسابقات، لأنهم يؤمنون أنها لا تصنع شاعراً, وأن النصوص التي تكتب رغبة ًبدخول المسابقة فقط تكون رديئة للغاية, لكنهم يشاركون في بعض الأحيان في المسابقات الأدبية فقط من أجل حاجتهم لمبلغ من المال يفكّون به كربتهم, وغالباً ما تكون مشاركتهم مرهونة بإيمانهم ومعرفتهم أن لجنة تحكيم المسابقة تحترم نفسها وتعطي كل شاعر حقه.