إن اللغة العربية لغة القرآن، وهي لغة العرب… ولهذه اللغة أربع مهارات أساسية وهي: الاستماع والقراءة والتحدث والكتابة، وهي ضرورية لمن يتعلم اللغة العربية حتى يكون مجيداً لها.
إن الحديث عن القراءة والكتابة لا تسعه السطور، لكننا نقول إنهما غذاء العقل والروح، هما النافذتان اللتان يطلع بهما الإنسان على العالم الخارجي وثقافاته.
وهذا البحث يلقي الضوء على مهارتين أساسيتين وهما القراءة والكتابة، وسبب التركيز عليهما أن أكثر الضعف لدى الطلاب يكون فيهما فإذا ما صلحتا صلحت اللغة لديهم.
وهاتان المهارتان متصلتان ومرتبطتان ببعضهما البعض فلا يمكن أن تكون كاتباً ما لم تقرأ ولن تكون قارئاً ما لم تقرأ شيئاً مكتوباً، لذلك من الضروري أن يجيدهما كل متحدث باللغة العربية وعلى كل طالب علم أن يحسن استخدام وممارسة هاتين المهارتين.
الضعف القرائي
تعريف القراءة:
هي القدرة على تقوية الحواس والذاكرة والعقل للحصول على الكثير من المعرفة، هي استرجاع منطقي أو عقلي للمعلومات في الدماغ، وتكون المعلومات على شكل رموز، حروف أو صور)
تعريف الضعف القرائي:
هو القصور في فهم المقروء أو التعبير عنه، أو البطء في القراءة، أو التلفظ الخاطئ للكلمة.
عملية الكشف عن مشكلة الضعف القرائي:
هنا الطفل لا يجيد نطق الحروف بشكل صحيح، أو يترك بعض الحروف ويحذف بعض الحروف أثناء القراءة، ويُضيف بعض الأحرف غير موجودة أثناء القراءة أو يتلعثم أثناء القراءة، حيث يقرأ من سطر لسطر آخر (يعني يقرأ كلمتين من السطر الأول وينتقل للسطر الثاني)…
وقد يعود للأسباب التالية:
1-قلة التركيز مع المدرس في الحصة، وقلة التركيز مع الأهل أثناء القراءة (كثير التشتت)، وانحراف النظر (مشاكل في الإدراك البصري).
2-عدم فهم الطالب لبعض الكلمات، الخوف من العقاب أهل أو المعلم إذا لم يُجد القراءة بشكل صحيح، وضعف الذاكرة لدى الطالب.
3-عدم متابعة الطفل من قبل الأهل (الإهمال والتقصير).
4-وقد تكون عنده مشكلة في أعضاء النطق.
كيفية معالجة مشكلة الضعف القرائي لدى الطلبة:
يُمكن للطالب أن يُجيد قراءة الكلمات بصورة صحيحة بعد التخلص من الأسباب السابقة، وتتحسن قراءة الطالب بصورة ملحوظة وجيدة بعد القيام بالإجراءات التالية:
1- إخراجه من جو الخوف الذي يعيش فيه.
2- بث روح الطمأنينة في نفسه.
3- تدريبه وتحفيزه على اجتيازه لبعض الكلمات التي يقرأها.
4- متابعة الأهل.
5- متابعة الفحوصات الطبية المتعلقة بالنظر وأعضاء النطق.
6- استخدام بعض الألعاب التي تنمي التركيز عند الطفل للتخلص من السرحان.
7- استخدام بعض الاستراتيجيات التعليمية التي تنمي القراءة مثل استراتيجيات التعلم النشط وغيرها الكثير.
أربع استراتيجيات للتشجيع على القراءة:
الاستراتيجية الأولى: الاقتداء
يجب على المعلمين مشاركة ما يقرؤونه، ليظهروا للطلاب كيف يمكن للقراءة أن تكون هواية تستمر لمدى الحياة خارج الفصول الدراسية.
الاستراتيجية الثانية: النظر في النصوص البديلة
هذه الفكرة هي الأكثر شيوعاً لتشجيع القراء الممانعين، ولسبب وجيه. الفكرة هنا بسيطة جداً، وهي تعريض الطلاب لمجموعة متنوعة من القراءات، مع إيجاد وسيلة لبناء حرية الاختيار في المناهج الدراسية.
الاستراتيجية الثالثة: الفصل المقلوب او المعكوس
تطرح فكرة مثيرة للاهتمام لم تصادفني مسبقاً.
يقضي الطلاب وقتهم خلال الفصل الدراسي في القراءة لمدة 3-4 أيام في الأسبوع.
الاستراتيجية الرابعة: شجّع على الكتابة
من منطلق شبيه بالفصل المقلوب (المعكوس)، ثمة طريقة رائعة لإشراك الطلاب في القراءة ألا وهي تشجيع الكتابة. شجّع الطلاب على الكتابة بمجموعة متنوعة من التنسيقات والأنماط حتى تتمكن من جذب كل انواع الاهتمامات.
الضعف الكتابي
تعريف الكتابة:
هي عبارة عن إعادةٍ لترميز لغة النطق بشكلٍ خطي على ورق، عن طريق أشكالٍ مترابطة ببعضها البعض وفق نظامٍ وقانونٍ معيّن اتفق عليه علماء اللغة سابقاً.
تعريف الضعف الكتابي:
هو عدم القدرة على الكتابة بخط واضح في الوقت المناسب.
عملية الكشف عن مشكلة الضعف الكتابي:
يعاني كثير من الطلبة من صعوبة كتابة بعض الكلمات أو الجمل التي تُملى عليه في المدرسة من قبل المدرس أو التي يقوم بنسخها عن السبورة، و نجد أيضاً تقصيرا وإهمالا في كتابة الواجب البيتي من خلال شكوى بعض المدرسين.
ويمكن أن يعود ذلك إلى الأسباب التالية:
أولاً/ أسباب جسمية صحية، ومنها:
1-وجود مشكلة في عصب اليد، حيث أن الطالب يجد صعوبة في إمساك القلم أثناء الكتابة.
2-وجود ضعف في النظر عند الطالب مما يعيق في رؤية الكلمات التي يكتبها.
ثانياً/ أسباب نفسية، ومنها:
1-عدم الثقة بالنفس، مما يجعله يهمل في المتابعة المدرسية.
2-الشعور بالنقص في جانب معين، مما يترك أثر سلبي عليه.
3-كره الطالب للمادة نتيجة موقف معين من المدرس، مما يجعله يلجأ إلى التباطؤ في الكتابة.
ثالثاً/ أسباب أسرية:
وتتمثل في عدم متابعة الأهل في تنمية المهارات الكتابية عند الطفل من البداية.
كيفية معالجة مشكلة الضعف الكتابي لدى الطلبة:
تتحسن المهارات الكتابية لدى الطلبة بصورة ملحوظة بعد القيام بالإجراءات التالية، وهي:
1-متابعة الوالدين في تنمية المهارات الكتابية وتدريبه عليها في فترة من الزمن.
2-إجراء الفحوصات الطبية المتعلقة بالنظر وعمل ما يلزم لذلك من نظارة طبية.
3-تعزيز المدرس للطالب أثناء الكتابة في الصف أمام الطلبة الأخرين.
4-تعزيز ثقة الطالب بنفسه من خلال تشجيعه وإظهار الجوانب التي يتميز بها عن الآخرين.
5-استخدام بعض الاستراتيجيات التعليمية التي تنمي الكتابة مثل استراتيجيات التعلم النشط مثل (التعلم التعاوني والدراما والألعاب الإلكترونية).