تحدثت وزيرة الثقافة المصرية د. نيفين الكيلاني عن أبرز ملامح الدورة الـ54 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، التي تنطلق 25 يناير المقبل، وتستمر حتى 6 فبراير، تحت شعار «على اسم مصر- معًا: نقرأ.. نفكر.. نبدع». وجرى اختيار الشعر صلاح جاهين شخصية المعرض، والكاتب كامل كيلاني شخصية معرض كتاب الأطفال، كما وقع الاختيار على دولة الأردن لتكون ضيف شرف الدورة الجديدة التي تقام تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ويفتتحها رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي.
ووصفت الوزيرة، في المؤتمر الصحافي الذي عُقد بهذه المناسبة، معرض القاهرة الدولي للكتاب بأنه «تاريخ من الثقافة، ويحظى بمكانة عظيمة في قلوب القراء والكُتاب على السواء، فالاجتماع تحت سقفه بمثابة عيد ننتظره سنوياً؛ لما له من دور فعال في الحركة الثقافية، وإثراءً للوعي، وبناء الإنسان، من خلال الإصدارات والمؤلفات التي يضمّها للمبدعين من كل أنحاء العالم». وشددت على أن الدورة الجديدة تأتي متسقة مع توجه الدولة المصرية في بناء الوعي وترسيخ الهوية، معتبرة أن «المعرض هو الحدث الثقافي الضخم الذي يجمع الأدباء من مصر والوطن العربي، بل العالم، ويزوره مئات الآلاف من القراء الذين تنصبّ اهتماماتهم على الاطلاع على كل ما هو جديد، ويكون المشهد أشبه بكرنفال احتفالي كبير ومبهج».
ونوّهت الكيلاني بأن المعرض يتمتع بتاريخ حافل ورحلة عطاء منذ دورته الأولى التي انطلقت عام 1969 بالجزيرة «دار الأوبرا المصرية حالياً»، والذي واكب وقتها احتفالات مرور ألف عام على إنشاء مدينة القاهرة، مروراً بأرض المعارض في مدينة نصر، والتي انطلق إليها عام 1982، وصولاً إلى موقعه الحالي في دورته الخمسين «اليوبيل الذهبي» والتي أقيمت في 2019. وأوضحت أن البرنامج الثقافي للدورة الجديدة للمعرض يضم قرابة الـ500 فعالية ثقافية متنوعة، كما بلغ عدد دُور النشر المشارِكة 1070 ناشراً مصرياً وعربياً وأجنبياً، وبمشاركة 53 دولة؛ من بينها دول تشارك لأول مرة مثل المجر، وجمهورية الدومينيكان، وعدد من المؤسسات العربية.
من جانبه قال أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، التي تتولى تنظيم المعرض، إن الدورة 54 تُقام على مساحة 80 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 5 صالات للعرض، مشيراً إلى أن عدد الناشرين ينقسم إلى 707 توكيلات وناشرين مصريين، و340 توكيلاً وناشراً أجنبياً.
ولفت بهي الدين إلى أنه التزاماً بخطة الدولة؛ متمثلة في وزارة الثقافة والهيئة المصرية العامة للكتاب لدعم صناعة النشر، والناشرين المصريين بشكل عام، جرى تخصيص جناح لدُور النشر الناشئة المتقدمة للمشاركة بالدورة الحالية، ولم تستوفِ شروط الاشتراك من حيث عدد الإصدارات، وتبلغ مساحة الجناح 45 متراً، ويضم 9 دُور نشر مصرية.
وأشار إلى أنه جرت مشاركة أغلب المتقدمين الجُدد على منصة المعرض، ومن المشاركات الجديدة لمؤسسات مصرية لأول مرة المجلس القومي للمرأة، والهيئة العامة للرقابة المالية. ومن المؤسسات المصرية التي استأنفت المشاركة في المعرض بعد غياب «هيئة سكّ العملة» التي تتبع وزارة المالية، وجهاز شئون البيئة، فضلاً عن استئناف بعض الدول والجهات الحكومية الدولية المشاركة في المعرض بعد انقطاع سنوات مثل إريتريا، والهند، وغانا، والكويت، والمغرب، واتحاد الناشرين الأفارقة.
وأضاف رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أنه اتساقاً مع التطور التقني والرقميات الجديدة، استحدث المعرض، هذا العام، محور صُناع المحتوى «اليوتيوبرز»، والذي يستضيف، طوال أيام المعرض، مجموعة من الشباب الذين حققوا نجاحات إيجابية من خلال تجاربهم عبر السوشيال ميديا، لوضعها بين يدي الحضور من جماهير المعرض، بوصفها خطوة لمن يريد صناعة مشروعه الخاص بمحتوى مفيد للبشرية.
وذكر بهي الدين أنه تحقيقاً لـ«رؤية مصر 2030»، في دور الشراكات المؤسسية والمجتمعية، جرى إطلاق مبادرات ومشروعات عدة مع مؤسسات رسمية ضمن فعاليات المعرض؛ مثل مبادرة «دويّ» مع المجلس القومي للمرأة؛ بهدف تمكين الفتيات وتوصيل أصواتهن وحصولهن على المهارات والخدمات الرئيسية، ومبادرتي «حياة كريمة» و«ريحانة» مع وزارة الشباب والرياضة، ومشروع «وعي» مع دار الإفتاء المصرية الذي يتضمن توفير «دليل مرجعي لمواجهة التطرف».