تخطي إلى المحتوى
المناخ بين الثقافة الشعبية والدراسة العلمية المناخ بين الثقافة الشعبية والدراسة العلمية > المناخ بين الثقافة الشعبية والدراسة العلمية

المناخ بين الثقافة الشعبية والدراسة العلمية

من الكتب المهمة التي تصحح مفاهيم مغلوطة نتناولها جميعا كتاب قضايا مناخية معاصرة تأليف الدكتور علي حسن موسى صدر عن دار الفكر بدمشق حديثا ..في الكتاب يقدم وهو الأستاذ في الجغرافيا يقدم الأدلة على خطا الكثير مما نتداوله وليس هذا فقط بل يكشف كيف يتم العمل على استغلال القضايا المناخية من قبل الغرب .
من الكتاب نختار سؤاله هل نحن على عتبات عصر جليدي قادم ؟
متى يأتي العصر الجليدي؟
يطرح السؤال ؛هل نحن نعيش الآن في فترة بين جليدية من فترات العصر الجليدي الرباعي؟
وهل هذه الفترة ستستمر طويلا بحيث يعيش الإنسان حياته بأمان واستقرار دون خوف مما سيعقب ذلك؟
ام أنها أوشكت على النهاية؟

إن آخر الفترات الجليدية التي شهدها كوكبنا الأرضي انتهت منذ نحو عشرة آلاف سنة مضت وأن الفترة بين الجليدية التي نعيش ذروتها الحرارية في الحقبة الممتدة بين عام (٦٠٠٠_٢٠٠٠ ق .م) هي الحقبة التي تكونت خلالها أغلب صحارى العالم المعروفة اليوم (الصحراء الكبرى_وصحراء شبه الجزيرة العربية وصحراء منغوليا…. الخ).

وفي هذه الفترة (٦٠٠٠_٢٠٠٠ ق. م) التي تدعى بالفترة الأطلسية كما تعرف أيضا بفترة المناخ الأمثل لمرحلة ما بعد الجليد ارتفعت درجة الحرارة وإزداد ذوبان الجليد وارتفع مستوى مياه البحر وتشكل بحر ليتوريا وكان المتوسط السنوي لدرجة الحرارة في الجزر البريطانية يزيد بنحو (٣_٤م)عما هو عليه في أيامنا الحالية.

والمناخ كما يقول غدا حديث العامة أكثر من الخاصة بل بات حديث الفنانين والسياسيين و… و…. وهم وغيرهم نقلة من أولئك المتاجرين به الذين لا يعرفون ماذا ينطقون ولا دلالة على ما يتحدثون
وهم لا يدرون أن التغير المناخي هو تغير حراري بما له من انعكاسات على عناصر المناخ المختلفة وقد يكون إيجابا (احترارا ووجهة نحو التسخن) أو سلبا (تبردا واتجاها نحو التجلد). والاحترار الأرضي لعبة وتجارة أكتسبت البعض المال الوفير والسلطان الجليل ولكنها لعبة مكشوفة لعلماء المناخ وأوراقها تتساقط يوما فأخر منذ منتصف القرن الثامن عشر وحتى يومنا الحالي وما بعد كما ينجمون بمستقبله القادم وتزايد (co2) بفعل الإنسان فأين تغير المناخ في الولايات المتحدة وأوروبا وجنوبي المتوسط وشرقه _وفي ذلك سورية_.

نعم هناك تذبذبات وتقلبات في الأحوال الجوية على مدى العقود والسنوات (أسبابها أرضية وفلكية أكثر منها بشرية) وما يقال عن التغير في المناخ نحو الاحرار لم ينكره أحد وهذا ما حدث في عصور قديمة دون أن ينسب للإنسان كون معظم العلماء متفقين على عدم ثبات المناخ الأرضي وأنه في تغير على مدى دورات متباينة المدة ما بين الاحترار (عصور دفيئة) وبين التبرد(عصور جليدية) وان كنا نعيش اليوم في فترة دفيئة فهي فترة بين جليدية والقادم من القرن(١٠٠_٢٠٠سنة)سيشهد تغيرا في المناخ الأرضي باتجاه التبرد إلى عصر جليدي أصغري.

المصدر: 
جريدة الثورة