تخطي إلى المحتوى
الهزات الأرضية في سوريا.. ما أسبابها وهل المقبل أخطر؟ الهزات الأرضية في سوريا.. ما أسبابها وهل المقبل أخطر؟ > الهزات الأرضية في سوريا.. ما أسبابها وهل المقبل أخطر؟

الهزات الأرضية في سوريا.. ما أسبابها وهل المقبل أخطر؟

عادت الهزات الأرضية لتثير قلق السكان في سوريا مجدداً، بعد أن ضربت هزة أرضية منطقة السلمية في ريف حماة الشرقي، ومع هذا الحدث تجددت المخاوف من إمكانية حدوث زلزال مدمر مشابه للزلزال الكبير الذي وقع في 6 شباط 2023، والذي خلّف دماراً واسعاً وأدى إلى سقوط آلاف الضحايا والمصابين.

ومع كل هزة جديدة، تتزايد الهواجس بين السكان، خصوصاً في المناطق التي لم تتعافَ بعد من آثار الزلزال السابق، وعلى الرغم من محاولة بعض المراصد والجهات المعنية بهذا الشأن طمأنة المواطنين، إلا أن الاستعدادات الفعلية على الأرض تبدو محدودة جداً، فالعديد من المباني المتضررة لم تُعالج بشكل صحيح، والموارد المتاحة للتعامل مع الزلازل شحيحة خاصة في منطقة شمال غربي سوريا المنكوبة أصلاً.

وفي ظل محدودية الإمكانيات في البلاد، وعجز مراكز الرصد العالمية عن التنبؤ بالكارثة، تجد الجهات المعنية نفسها عاجزة عن تقديم أي ضمانات لطمأنة الناس، ما يفاقم من حالة التوتر وعدم اليقين بين أوساط السكان، ووسط هذا المشهد المعقد، يبقى السؤال المُلِح: هل تعاد الكرّة، ويشهد السوريون كارثة جديدة تُضاف إلى سجل معاناتهم الطويل؟

كيف تحدث الزلازل؟

قبل الحديث عن أسباب الهزات الأرضية التي شهدتها سوريا مؤخراً، والسيناريوهات المحتملة، لابد من شرح كيفية حدوث الزلزال، والعوامل التي تؤدي إلى وقوعها.

وفي هذا الإطار يقول المهندس عدنان المبيض الحائز على ماجستير في الهندسة الزلزالية، إن هناك ثلاثة أسباب لحدوث الزلزال، هي الأسباب التكتونية، ونشاط البراكين، والنشاط البشري.

ويوضح المبيض في حديث لموقع تلفزيون سوريا أن الأسباب التكتونية تشكل ما يقارب 95% من الزلازل، وهي تحدث نتيجة لتفريغ الحمولة الناتجة من الجهد الميكانيكي والذي يحدث نتيجة لتحركات قطاعات الليتوسفير (القشرة الأرضية والجزء العلوي من المعطف)، حيث تؤدي قوى الاحتكاك الناتجة عن هذه التحركات دورين هامين، فهي من جهة تحاول أن تحد من الحركة، وتساهم من جهة أخرى في تراكم الطاقة الكامنة.

وعندما تصل الطاقة الكامنة المتراكمة إلى قدر كاف، فإن قوى التحريك تتغلب على القوى الممانعة للحركة فيحدث خلال فترة زمنية قصيرة تفريغ لجزء من الطاقة المتراكمة، فتتحرك القطاعات الأرضية وفق تكسرات عميقة مسببة انقطاعات في القشرة الأرضية.

وأشار المبيض إلى أنه من الممكن أن تشاهد الانقطاعات بوضوح كبير على سطح الأرض، كما أن تفريغ الحمولة يترافق مع تشكل أمواج اهتزازية تنتشر في جميع الاتجاهات اعتباراً من بؤرة الزلزال.أما عن دور نشاط البراكين في حدوث الزلازل، فيقول المبيض إنه يمكن للزلازل أن تحدث نتيجة للانفجارات العميقة للغازات المتحررة من الماغما (الصخور المنصهرة مع المواد الصلبة المتطايرة من البراكين)، مضيفاً أن "الضربات الهيدروليكية للماغما المتحركة في قنوات وقطاعات صخرية معقدة، تسبب الزلازل البركانية وهي من حيث العمق تعتبر زلازل ذات عمق قليل".

وبخصوص دور النشاط البشري في حدوث الزلازل، أوضح المبيض أنه يشمل تفريغ الضغط من الأرض نتيجة سحب البترول والغاز، وكذلك تخزين المياه خلف السدود، وتفجير القنابل الذرية أو الهيدروجينية كما حدث في أميركا عام 1964.

وبالعموم تكون بؤر الزلازل الناتجة عن هذا السبب سطحية جداً، ونادراً ما يكون مقدارها كبيراً، كما أن هذه النشاطات لا يكون لها دور هام في توازن أو اختلال في وضع القشرة الأرضية، بحسب المبيض.

أسباب عودة النشاط الزلزالي إلى سوريا

تتباين آراء الخبراء حول هذا الأمر، بين من يرى الهزات الأخيرة حدثاً طبيعياً وبين من يراه ارتداداً لزلزال السادس من شباط 2023، وبين من يعتقد أنها حدث آخر منفصل تماماً عن زلزال كهرمان مرعش.

ويشير الجيوفيزيائي علي الشاهر، نقيب الجيولوجيين والجيوفيزيائين السابق في سوريا، إلى أن الهزات الأرضية في سوريا لم تتوقف وبالأخص في المنطقة التي حدثت فيها الهزات الأخيرة وزلزال 6 شباط، موضحاً أنه قد يكون هناك ارتباط بين هذا الهزات وبين الزلزال كون المنطقة تنتمي للصدع العربي الإفريقي العملاق والذي تم من خلاله انفصال الصفيحة العربية عن الإفريقية وتشكل البحر الأحمر والميت والأغوار وسهل الغاب.

 
وقال الشاهر في حديث لموقع تلفزيون سوريا إنه من الناحية العلمية بعد زلزال 6 شباط لا تكون المنطقة ولا جوارها القريب مهيأة لزلزال مماثل لعقود أو حتى قرون، إلا أنه من الممكن أن تحصل فيها هزات أرضية قوية لا تزيد على 6.4 درجات على مقياس ريختر.

من جانبه، يقول المهندس المهتم بعلم الجيولوجيا أنس الرحمون إن سوريا بطبيعة الحال منطقة نشطة زلزالياً، ومن غير المستغرب أن تعود الهزات الأرضية إلى المناطق السورية وبشكل خاص الشمالية الغربية والوسطى في أي وقت من الأوقات، لاسيما أن المنطقة كانت على موعد مع زلزال السادس من شباط 2023 الذي أدى إلى تراكم الطاقة على بعض الصدوع المحيطة بالصدع الرئيسي الذي حصل عليه الزلزال، وبالتالي عودة النشاط الزلزالي متوقع وضمن الإطار العام للهزات الارتدادية، مشيراً إلى أن ما حدث مؤخراً هو هزات جديدة على صدع مغاير.

وأضاف الرحمون في حديث لموقع تلفزيون سوريا: "الهزات التي تشهدها منطقة السلمية وريف حماة الشرقي ليس لها أي علاقة بزلزال السادس من شباط من ناحية التموضع على الصدوع، فزلزال 2023 وقع على صدع شرق الأناضول، أما ما يجري في السلمية فيقع على فوالق الطي التدمري المعزولة تكتونياً عن صدع شرق الأناضول وقد تكون معزولة عن صدع البحر الميت وفقاً لبعض الفرضيات".

بدوره، قال المهندس عدنان المبيض إن"المنطقة في حال اختزان للطاقة الزلزالية منذ آخر زلزال حدث، ومنذ ذلك الوقت كانت المنطقة هادئة من ناحية النشاط الزلزالي مع حدوث بعض الزلازل المتفرقة وبشدات صغيرة وتأثير محدود، وبالتالي تتصف الطبيعة الزلزالية للمنطقة بأنها تمر بفترة نشاط زلزالي عنيف تتبعها فترة راحة طويلة نسبياً تتبعها فترة نشاط زلزالي آخر".

خطورة الهزات الأرضية الأخيرة في سوريا

في الوقت الذي كانت فيه الذاكرة الجماعية للسوريين تحاول التعافي من أهوال زلزال السادس من شباط، جاءت الهزات الأرضية الأخيرة لتعيد إلى الأذهان المخاوف من تكرار مشهد الفقد والدمار، وهذه العودة المفاجئة زادت من حدة القلق لدى الأهالي الذين باتوا يتساءلون في كل مجلس عن مدى خطورة هذه الهزات وتأثيرها على حياتهم.

وفي هذا السياق، يقول المهندس أنس الرحمون إنه "إذا بقيت هذه الهزات في إطار فوالق الطي التدمري فإننا نبقى في حالة تفاؤل حذر، ولكن إذا انتقلت إلى صدع البحر الميت قد تنذر بشيء بعدها، علماً أنه لا يمكن لأحد النفي أو الإثبات".

وأضاف: "هذه الهزات الأرضية خطرة إذا زاد تواترها وبقيت الشدات عالية، فعند حدوث هزة بشدة 5.2 ريختر ثم تتلوها هزات ارتدادية بشدة 4.9 ريختر متكررة وبوتيرة عالية ومتقاربة تصبح خطرة، وقد تنذر بكارثة أو زلزال قادم، أما إن بقيت ضمن إطار 2 و 3 ريختر كهزات أرضية ارتدادية فتبقى ضمن الاحتياط، ولا يمكن لأي مركز عالمي أن يطمئن أو يصعد ويتوقع لأن موضوع الزلازل والتبنوء بها علم غيب ولم تستطع البشرية الوصول إلى طريقة للتنبوء بها".

من جانبه، قال المهندس عدنان المبيض إن حدوث زلزال وتولد الهزات الارتدادية على نفس الفالق والصفيحة التكتونية يعتبر في علم الزلازل أمراً طبيعياً، ولكن أن ينتقل التحريض الطاقي إلى فالق قريب ومختلف بالإضافة إلى صفيحة تكتونية مختلفة، فهذا الأمر نادر جداً.

وأردف: "وكأن المنطقة المجاورة لزلزال شباط قد تأثرت على مستوى الصفائح التكتونية وكذلك الفوالق الرئيسية في المنطقة، وأن طبقات الأرض قد حدث فيها تأثير كبير، وأن الزلزال التي تحدث ناتجة عن الأثر التكتوني التاريخي والتموضع الجديد للوصول إلى حالة التوزان النهائي للفوالق وكذلك الصفائح التكتونية".

ومن الممكن، أن يكون زلزال شباط 2023 قد أحدث تغييراً في منطقة الحدوث وهي المنطقة الحدودية بين الصفيحة الأناضولية والصفيحة العربية على مستوى طبقات الأرض وكذلك على مستوى الفوالق وقد يكون التغير على مستوى الصفائح التكتونية، وفقاً للمبيض.

وفي حال التغيير على مستوى الطبقات فمن من خلال التوزان وإطلاق الهزات الارتدادية يكون قد وصلنا إلى حالة التوازن، وأما إذا كان على مستوى الفوالق فممكن تحدث زلزال متوسطة مع هزات ارتدادية للوصول إلى حالة التوازن، وأما في حال كان التغير على مستوى الصفيحة التكتونية وتموضعها فالأمر سيتطلب وقتاً طويلاً مع حدوث زلازل كبيرة وهزات ارتدادية كثيرة جداً.

وتتعلق الخطورة بعاملين رئيسين، هما مقدار الزلزال من طرف ونوعية وطبيعة البناء (العمران)، فكل ما كان مقدار الزلزال صغيراً يكون التأثير قليلاً، وكلما كانت المباني ضعيفة المواد والجملة الإنشائية كلما كان التأثير الزلزالي كبيراً.

هل تمهد هذه الهزات لزلزال جديد في سوريا؟

مع تكرار الهزات الأرضية، يشعر السوريون بأن الكارثة لم تنتهِ بعد، بل قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة من التهديدات الطبيعية، فالهزات الصغيرة التي أصبحت تحدث بشكل متكرر، سواء في السلمية أو في مناطق أخرى من سوريا، تُذَكِّر الجميع بالخطر الكامن تحت أقدامهم، حتى إن السكان باتوا يراقبون الأرض بقلق، يتساءلون عن إمكانية تكرار مشهد 6 شباط المأساوي.

ويوضح المهندس عدنان المبيض أنه في علم الزلازل وتصميم المباني تنص الكودات على أنه في حال حدوث زلازل في منطقة ما، يتم اعتماد التسجيل الزمني لها في تصميم المباني لهذه المنطقة، ووفقاً لهذه الفكرة وبالرجوع إلى زلزال كهرمان مرعش، فقد حدث الزلزال الأول في الساعة 4:27 صباحاً بشدة 7.8 ريختر، وتبعه زلزال قوي بشدة 7.6 ريختر في الساعة 1:24 أي بعد 9 ساعات من حدوث الأول.

وفي السلمية حدث الزلزال الأول في الساعة 11:56 وبشدة 5.5 ريختر، وتبعه زلزال شدته متقاربة 5.2 ريختر في الساعة 1:13 أي بعد 13 ساعة تقريباً، وكان قريباً من منطقة الزلزال الأول، وكما حدث في صدع نارلي حدث في الصدع قرب السلمية.

ويضيف المبيض: "نفهم من هذه المقارنة، أن ما حدث في الفالق قرب مدينة السلمية يشابه ما حدث في الفالق عند مدينة غازي عينتاب، وأن ما حدث من تنشط للزلازل في الصفيحة الأناضولية والأحداث التي تبعتها، من المتوقع حدوثها في الصفيحة العربية والفالق الزلزالي للبحر الأحمر، وأن ما ينبه علماء الزلازل من زلزال كبير في الشمال الغربي من الصفيحة الأناضولية يوازي ما سيحدث في الجنوب الغربي من الصفيحة العربية، وتوقع زلزال كبير يكون ضمن المراكز خليج العقبة والبحر الميت، والثاني في سهل الغاب وسلسلة الجبال اللبنانية، والثالث في هاتاي وحلب".

وتابع: "المستقبل لا يعلم به إلا الله، ولكن لتوقع المستقبل من ناحية الزلازل يجب إجراء قراءة زلزالية تاريخية قديمة معمقة، والتي بالنتيجة تقول إن المنطقة نشطة من الناحية الزلزالية، وإن زلزال كبيرة المقدار والشدة قد تحدث حول فالق البحر الأحمر وصولاً إلى هاتاي".

وأضاف: "ومن حيث شدة الزلزالين الذين حدثا بالقرب من السلمية، هما زلزالان ذوا شدات متوقعة وفقاً لنقطة تولد الزلازل والتي هي على الطرف الشرقي من صدع البحر الأحمر، وتعتبر أقوى شدة ممكن تتولد في هذه النقطة، وكلما اقتربنا من فالق سهل الغاب كلما ازدادت الشدة الزلزالية، وبالتالي باعتبار أن الفالق في مراحله الأخيرة من تخزين الطاقة، وأنه في بداية التفريغ، فالمعتقد أن تتولد زلزال ذات شدات أكبر، تكون مناطق تولدها على هذا الفالق، وبالتالي المعتقد أن مرحلة التفريغ للطاقة قد بدأت والمتوقع حدوث زلازل في المستقبل القريب والخط المتوقع هاتاي- سهل الغاب- سلسلة جبال لبنان- البحر الميت- خليج العقبة".

شائعات الزلازل ونظرية العالم الهولندي فرانك

مع كل هزة أرضية، تنتشر الشائعات بين السوريين انتشار النار في الهشيم، وتكثر التنبؤات التي تستند على منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي لطالما شكلت مصدر رعب وقلق للمدنيين.

وحول إمكانية التنبوء بالزلازل، والمنشورات التي ينشرها العالم الهولندي فرانك هوغربيتس والذي باتت متابعة صفحته من أولويات السوريين، قال المهندس أنس الرحمون إن الشائعات تنتشر مع كل حدث زلزالي، ولكن مطالبة السكان بالنزول إلى الشوارع يحتاج إلى أفق زمني محدد.

وأوضح الرحمون أن الزلزال في التوقعات والتنبؤات إحصائياً تكون محصورة في إطار زمني قد يكون سنة أو سنتين وربما ثلاثا، حيث يقول العلماء إن زلزالاً قد يضرب المنطقة (س) خلال الأعوام القادمة، وقد يأتي وقد لا يأتي، مضيفاً: "حتى الآن لا يوجد مركز عالمي ولا خبير جيولوجي يستطيع إعطاء أفق زمني ليقول إن هذا الشهر سيحدث زلزال ومن بعده سيكون الوضع آمناً".

وأشار إلى أن العالم الهولندي فرانك يعتمد على طريقة هندسية وحساب اقتران الكواكب وتأثيرها على الأرض، وعندما يحصل اقتران كوكبي بين كوكبين يحسب قوى الجذب بين هذين الكوكبين والأرض، ويقول إن هناك قوى شد وجذب تؤثر على الأرض وتؤدي إلى حدوث الزلازل.

وبإجماع معاهد ومراكز الرصد الزلزالي في العالم فإنه لا توجد قوى جذب معنوية أي تؤثر على الكرة الأرضية، مع الإقرار بأن هناك قوى جذب لجسمين كرويين يسبحان في الفضاء، لكن قوى جذب تصل إلى درجة حدوث زلزال لا توجد، وأكبر دليل على هذا هو أنه لو كان الأمر كذلك فالشمس أكبر وأضخم نجم من هذه الكواكب مجتمعة، فلماذا قربها من الأرض كل يوم ودوران الأرض حولها لا يحدث زلزال وهذه الكواكب الصغيرة إذا اجتمعت أحدثت زلازل، وفقاً للرحمون.

وزاد بالقول: "العالم مجمع على أن سبب الزلازل هو حركة الصفائح لا حركة الكواكب، وهناك نظرية تسمى نظرية تكتونية الصفيح أي الحركة التكتونية للصفائح الموجودة في العالم، وهناك أكثر من 9 صفائح، تتحرك بشكل دائم بنسب بسيطة جداً، ومع الزمن تؤدي هذه النسب إلى تراكم الطاقة في أطراف هذه الصفائح عندما تصطدم مع بعضها أو تتباعد، وتتراكم هذه الطاقة على الصخور التي تحدد الفوالق ومن ثم تتكسر الصخور على شكل زلازل وهزات أرضية، وعندما تكون الكسور ضخمة يحدث زلزال، وعندما تكون بسيطة على تكون هزات أرضية".

تاريخ الزلازل في بلاد الشام

قدم الدكتور عدنان المبيض خلال حديثه  شرحاً لتاريخ الزلزال في منطقة بلاد الشام، قائلاً: "بالرجوع إلى تاريخ المنطقة نجد سجلاً حافلاً بالأحداث الزلزالية التاريخية فهو يمتد إلى ما قبل عهد الحضارة والكتابة وحتى عصرنا الحالي، ويبين السرد التاريخي للزلازل التاريخية في منطقة بلاد الشام في القرن الثاني عشر الميلادي السادس الهجري وفق النصوص التاريخية":

  • عام 508 هـ/ 1114م في يوم 10 آب حدث في أنطاكيا ومدن عديدة.
  • عام 510 هـ/ 1117م.
  • عام 517 هـ/ 1123م.
  • عام 533 هـ/ 1138م كان مروعاً وحدث في شهر شوال حيث تهدمت في حلب الكثير من الدور ولحقت به عدد من الهزات التوابع يقدر عددها بـ 80 هزة.
  • عام 534 هـ/ 1140م.
  • عام 1156 ويعتبر من الزلازل العنيفة التي أصابت المنطقة وقد حدث بالتحديد في يوم الأربعاء 9 شعبان 551 هـ 27 أيلول، وتبعه هزات استمرت حتى 22 شوال / 8 تشرين الأول.
  • عام 552 هـ/ 1157م وقع على مدى سبعة أشهر متتالية من جمادى الآخرة وحتى ذي القعدة، وتوالت الهزات الزلزالية وفاقت زلازل العام الفائت وبلغ عددها 31 هزة
  • عام 553 هـ/ 1158م تركزت الهزات في شهري ربيع الأول ورجب وكان عددها 4 فقط.
  • عام 554 هـ/ 1159م تركزت الهزات في ثلاثة شهور وكان عددها 9 فقط ولم تحدث خسائر بشرية.
  • عام 565هـ/ 1170م وهو من أعنف الزلازل التي حدثت في القرن الثاني عشر الميلادي ومن صفته أنه تركز في يوم محدد وهو يوم الإثنين 12 شوال الموافق لـ 29 حزيران.
  • عام 1179م دمار في طرابلس، دمشق، أنطاكيا.
  • عام 1182م دمار في بصرى، دمشق، نابلس، أنطاكيا.
  • عام 597/1201م وقع في شهر شعبان - أيار وقد كانت دائرة التأثير لهذا الزلزال قد شملت الموصل ومصر وبلاد الحجاز بالإضافة لبلاد الشام، وعلى إثره تعرضت مدينة دمشق إلى دمار كبير، وكذلك حمص وحماة والمناطق الساحلية وأنطاكيا.
  • عام 598/1202م امتد هذا الزلزال على مدى يومين هما 26 و27 شعبان 598هـ/ 21 و22 أيار.

كما حدثت زلزال عنيفة ضمن فترات زمنية متفرقة هي:

  • 1287م   دمار في مدينة اللاذقية.
  • 1457م   خراب في بعض المدن السورية.
  • 1640م   خراب في مدينة دمشق.
  • 1656م   دمار كبير في مدينة طرابلس.
  • 1666م   خراب في مدينة حلب و44 قرية مجاورة.
  • 1752م   دمار في مدينتي طرابلس واللاذقية.
  • 1759م   دمار كبير في بعلبك ودمشق وفي المدن الساحلية ويافا وأنطاكيا.
  • 1802    خراب هائل في مدينة بعلبك.
  • 1837    دمار في مدينة بيروت، صيدا، جبيل، صفد، وطبريا.
  • 1872    دمار في مدينة أنطاكيا والسويداء.

وبالتالي، يقول المبيض: نستنتج أن المنطقة تمر بفترات هدوء طويلة ولكن عند حدوث الزلازل تكون بأعداد كبيرة وشدات قوية،