تخطي إلى المحتوى
بعد مرور 54 عامًا.. من أين جاءت فكرة إنشاء معرض القاهرة الدولي للكتاب؟ بعد مرور 54 عامًا.. من أين جاءت فكرة إنشاء معرض القاهرة الدولي للكتاب؟ > بعد مرور 54 عامًا.. من أين جاءت فكرة إنشاء معرض القاهرة الدولي للكتاب؟

بعد مرور 54 عامًا.. من أين جاءت فكرة إنشاء معرض القاهرة الدولي للكتاب؟

مع بدء فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب ، وهو الحدث الثقافي السنوي الأهم الذي ينتظره محبي القراءة، وتحل دورته رقم 54، إذ ينطلق معرض الكتاب خلال الفترة من 24 يناير 2023 وحتى 6 فبراير 2023، في مقر مركز مصر للمعارض الدولية في التجمع الخامس.

وتزامنًا مع مرور 54 عامًا على أول فاعلية للمعرض الأكبر في المنطقة والثانى عالميا، «المصري اليوم» يوضح في هذه السطور التالية كيف بدأت أولى دورات معرض الكتاب التي شهدتها القاهرة قبل 5 عقود كاملة.

لمحة تاريخية عن معرض الكتاب الأول

ويوافق اليوم الإثنين 23 يناير، ذكرى الاحتفالية الأولى بمدينة القاهرة، عام 1969، بمناسبة مرور ألف عام على تأسيسها، والتي يتزامن معها انطلاق أول معرض للكتاب، والذي يعتبر وليد فكرة احتفالية ألفية القاهرة، وهو القرار النابع عن الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة وقتها، بعد أن عرض عليه الفنان عبدالسلام الشريف فكرة إقامة المعرض في هذا التوقيت، ليرتبط بـ احتفالية القاهرة.

رحب «عكاشة» بالفكرة حينها، وعهد إلى الكاتبة والباحثة سهير القلماوي، الإشراف على إقامة أول نسخة لمعرض الكتاب، وفي مساء 22 يناير 1969، جرى افتتاح أول معرض للكتاب، بأرض المعارض بالجزيرة، «دار الأوبرا المصرية حاليا»، وتمت بمشاركة 5 دول أجنبية، وحوالي 100 ناشر، على مساحة 2000 متر، ذلك حسب تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات.

واستمر المعرض لثمانية أيام، واشترك فيه 46 ناشرًا يمثلون 32 دولة من أوروبا وأمريكا وآسيا والدول العربية، وتفرع عن هذا المعرض معارض كتب أخرى متخصصة، مثل معرض القاهرة الدولى لكتب الأطفال، الذي بدأ سنة 1984، ويقام في شهر نوفمبر من كل عام.

على غرار معرض ليبزج

يروي الدكتور «ثروت عكاشة»، وزير الثقافة حينها، أنه بعدما قدم الفنان «عبدالسلام الشريف» اقتراح إنشاء معرض دولى للكتاب في مصر، رحب بالفكرة وشعر بالحماس، فيقول: «اتصلت بسوق الكتاب الدولى المعروف في ليبزج، وأرسلت مندوب وزارة الثقافة الأستاذ إسلام شلبي للتمهيد إلى إقامة معرض شبيه به على النطاق العربي».

وبحسب كتاب «حكاية أول معرض دولى للكتاب» للكاتب والباحث في التاريخ الثقافى محمد سيد ريان، وهو كتاب مزود بالوثائق والصور النادرة التي ترصد تفاصيل قصة إنشاء معرض القاهرة الدولي للكتاب، ذكر الدكتور فؤاد زكريا تفاصيل اليوم قائلًا: «كان يوم الافتتاح مكفهر الجو منهمر المطر شديد البرودة».

وكنت أحسب وأنا مدعو إلى يوم الافتتاح أنى لن أجد إلا نفرًا قليلًا من المتجلدين الذين لن يملكوا بسبب أو لآخر أن يرفضوا الدعوات الموجهة إليهم لحضور الافتتاح. بل لقد بلغ بى التشاؤم حدا ظننت معه أنى قد أعود بعد دقائق من حيث أتيت وأن الافتتاح قد يؤجل إلى وقت آخر أنسب، في جو أفضل.. وما أن اقتربت من أبواب المعرض حتى شاهدت ما لم أكن أتوقع ومالم يكن يتوقعه أشد الناس تفاؤلًا بنجاح هذا المعرض«.

أسبوع الكتاب

يذكر أن الدورة الأولى للمعرض في عام 1969 لم تكن المحاولة الأولى لاقامة المعرض، بل سبقتها محاولات آخرى ذكرها الكتاب نفسه، من أهمها أول معرض للكتاب العربى والذي تم افتتاحه في إبريل 1946، بحضور وزير المعارف العمومية وقتها، ونخبة من كبار رجال الدولة بالإضافة لرواد العلم والفكر والأدب.

واحتوى المعرض وقتها على قسم للكتب العربية، بالإضافة لقسم للكتب العربية المطبوعة في أوروبا وأمريكا، وكان الاسم الافتراضي لمعرض الكتاب عند آذ «أسبوع الكتاب»، هو الأب الروحي لمعرض الكتاب بشكله الحالي، وقد تم افتتاح أسبوع الكتاب العربى الأول في القاهرة في أكتوبر 1963، وكان المعرض يسمى في تلك الفترة بـ «مهرجان الكلمة العربية» أو «عيد الثقافة».

بعد أن لاقى معرض الكتاب الأول تفاعلًا غير متوقع كما ذكر الكاتب، قامت جريدة الأهرام بنشر بعض المواضيع المتعلقة به، مثل دراسات احصائية عن أنواع الكتب الموجودة في المعرض، وعناوين أشهر الكتب التي كانت محط أهتمام الناس حينها ومنهم تحت المظلة لنجيب محفوظ، وللزمن بقية لمحمد عبد الحليم.

أما عن أسعار الكتب فتراوحت بين الـ 50 قرشًأ والـ15 قرشًأ، وهي الأسعار التي احتلت صفحة كاملًأ من ملحق الأهرام بعنوان خترنالك من الكتب الإسلامية بمناسبة افتتاح المعرض الدولي للكتاب، وتعددت المواضيع والإعلانات المنشورة في ملحق الأهرام بمناسبة افتتاح أول معرض للكتاب في القاهرة عام 1969.

المصدر: 
المصري اليوم