تخطي إلى المحتوى
رمضان السوريين في فرنسا.. العادات والتقاليد الشامية تترك أثرا جميل في باريس رمضان السوريين في فرنسا.. العادات والتقاليد الشامية تترك أثرا جميل في باريس > رمضان السوريين في فرنسا.. العادات والتقاليد الشامية تترك أثرا جميل في باريس

رمضان السوريين في فرنسا.. العادات والتقاليد الشامية تترك أثرا جميل في باريس

 يصادف رمضان السوريين في فرنسا هذا العام مع رفع جميع قيود الحجر الصحي، التي كانت متخذة إثر جائحة كوفيد 19، الصلاة والقيام والتضرع أشياء غابت عن المساجد المغلقة في وجه المصلين في العام الفائت، الآن سيرجع السوريين والمسلمون بشكل عام لرحاب المساجد، وهذا مصدر للسعادة لدى جميع المسلمين في فرنسا هذا العام.
لا هاجس يؤرق السوريين في فرنسا بما يخص عاداتهم وتقاليدهم الرمضانية، هذا الهاجس الموجود في البلدان غير المسلمة، نجده لا يؤرق المسلمين في فرنسا لعددهم الضخم الذي يناهز 10 ملايين مسلم في فرنسا.
بعد تزايد أعداد المسلمين في فرنسا مع قدوم موجات اللجوء السوري ، في الأمس كان تأمين احتياجاتهم الرمضانية، صعب المنال، لكن اليوم يبدو أكثر سهولة، ولأن الجالية التركية كانت الأقدم بين الجاليات المسلمة، فقد كان لها دور بارز وأساسي في تأمين هذه الاحتياجات المتنوعة، وبعد تزايد أعداد السوريين أصبح لهم دور بارز في تأمين الاحتياجات الرمضانية التي تعود عليها السوريون في بلدهم الأم قبيل اندلاع الثورة.
في إقليم الشمبان أردن وتحديداً في مدينة رانس، التقت «القدس العربي» بياسر أحمد، صاحب محل «أرابيسك» للمنتجات والبضائع السورية، وروى لنا من أين تأتيه البضائع وكيف يسعون لتأمين احتياجات الجالية السورية في منطقة تضم أكبر تجمع للسوريين في فرنسا.
فيقول: «إن البضائع تأتيه من المعامل السورية التي انتقلت أو افتتحت في تركيا ولبنان والأردن ومصر، إضافة إلى أن هناك معامل حديثة يتم إنشاؤها في السودان، ومن البلدان التي تأتي منها البضائع بلجيكا وألمانيا التي تحتوي على مخازن ومستودعات ضخمة للمنتجات السورية، بالإضافة لأمريكا وكندا.
أما بالنسبة للخبز السوري الذي يعاني السوريين في بعض مناطق فرنسا من صعوبة الحصول عليه، فيأتي من مخابز في بلجكيا، ويضيف ياسر أن المحلات التركية والعربية تقوم بتأمينه أيضاً، ويرى أحمد أن هناك ضرورة لفتح مخبز في هذه المدينة لأن عدد العوائل يستلزم إنتاجية مخبز على غرار ما حصل في إقليم اللورين وتحديداً نانسي التي أعداد العوائل فيها لا يتفوق على نظيرتها رانس.

الخيرات الرمضانية الشامية

يروي ياسر من وسط الخيرات الشامية، مساعيه لتأمين احتياجات ورغبات السوريين في شهر رمضان، و هو يرى أن صيام شهر رمضان في فرنسا «شاق بعض الشيء» حسب تعبيراته، فالصيام يمتد لأكثر من 18 ساعة، لذلك يجب تأمين كل ما ترغبه أنفس الصائمين وكل ما تشتهيه.
يوفر ياسر في متجره في شهر الرحمة كل البضائع الشامية التي تعود عليها السوريين في بلدهم الأم، انطلاقا من مشروبات «السوس» و «التمر هندي» حتى بعض المأكولات ذات العراقة الشامية مثل»المعروك» إضافة لحلويات شامية، وهنا لفت ياسر إلى دورة اقتصادية بين السوريين أنفسهم، حيث تقوم بعض العوائل بصنع الحلويات والأطعمة السورية في منازلها ثم تقوم بعرضها للبيع.
يلبي محل ياسر قسماً كبيراً من احتياجات السوريين، بالإضافة إلى المحال التركية التي يعتبر ياسر منافستها إلى جانب سلاسل المحلات الكبرى الفرنسية والأوروبية وغيرها ممن تقوم ببيع المنتجات الحلال وتقديم عروض في شهر رمضان.

مائدة رمضانية تمزج الثقافات

لا شك أن تعدد الجنسيات المسلمة في المنطقة الواحدة سيخلق شراء منتجات متنوعة وصداقات تجمعها تقاليد المائدة، هكذا يتحدث أحمد خيرات أبو حسين لـ«القدس العربي» في أحد المحلات السورية في المدينة أبو ماريا اللاجئ الفلسطيني السوري يرى أن أعداد المسلمين في فرنسا كبير وزاد مع قدم السوريين الذين تركوا «أثرا جميلا» ومصدر الجمال في رأيه عادات وتقاليد الرمضان الشامي، ويعتبر في الوقت نفسه أن السوريين يحتاجون بعض الوقت والخطوات الأكثر ليكون الأثر الرمضاني الشامي في أبهى صوره. سحر سوريا تقيم في رانس تقول لـ«القدس العربي»: «بالتأكيد رمضان أختلف بعض الشيء في فرنسا، لكن ليس في اتجاه السلبية، كانت مائدتي الرمضانية تحتوي على مأكولات وحلويات شامية، اليوم تجد أطباقا تركية وأخرى عربية وخاصة المغرب العربي، ومثلما علمتني صديقاتي الحلويات التركية والمغربية، تعلمنا صناعة الحلويات الشامية».

المصدر: 
القدس العربي (بتصرف)