صدر عن دار الفكر ببيروت قبل أيام قليلة طبعة جديدة من كتاب: “وثائق مالك بن نبي في الأرشيف الوطني الفرنسي”، للباحثين: رياض شروانة (طالب دكتوراه بجامعة السربون) وعلاوة عمارة (أستاذ التعليم العالي بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة)، وصدّر لها المفكر والوزير اللبناني السابق عمر كامل مسقاوي، وكانت الطبعة لأولى للكتاب قد صدرت بالجزائر عن دار الهدى بعين مليلة سنة: 2020، ونفدت بسرعة بسبب الإقبال اللافت على اقتنائها، لما يمثله فكر مالك بن نبي من أهمية لدى قطاع واسع من الجزائريين، بل ومرجعية لجزء هام من النخبة في الجزائر المستقلة.
جاء الكتاب في مقدمة و4 ملفات أرشيفية، وقد تضمنت المقدمة تعريفا مختصرا بأهم الأعمال التي كتبها بن نبي كأحد أشكال السيرة الذاتية أو تدوين لوقائع في حياته؛ ويتعلق الأمر بكتاب “مذكرات شاهد القرن (Mémoires d’un témoin du siècle)”، وكتاب: “العفن Pourritures“، بالإضافة إلى مفكرته: “الدفاتر (Les carnets)”، كما تضمّنت إحالات إلى أهم الدراسات حول فكر بن نبي داخل الجزائر وخارجها، وعرفت القارئ بالأرصدة الأرشيفية التي تم الاشتغال عليها في إخراج هذا الكتاب، ويتعلق الأمر بـرصيد مصلحة الاتصالات الشمال إفريقية (SLNA)، بالإضافة إلى: ملف قضائي “مجلس قضاء السان”، وقد عمد المؤلفان إلى تقديم عرض تاريخي حول تشكيل فرنسا للـ (SLNA)باعتبارها “مركز استعلاماتي هدفه جمع كل الأخبار المتعلقة بالأوساط السياسية والفكرية والدينية الجزائرية ووضعها في متناول السلطات المدنية للاحتلال على مستوى الحكومة العامة أو العمالات الثلاث”، وفقد تم تحصيل الملفات الخاصة بمالك بن نبي من فرنسا بالأرشيف الوطني لما وراء البحار في مدينة آكس أون بروفونس في الأرصدة الخاصة بمحافظات قسنطينة والجزائر ووهران، أما ملف مجلس قضاء السان فصوره الباحثان من مقر الأرشيف الوطني الفرنسي الواقع ببيار فيث سير سان.
في المقدمة سنكتشف أن المهتمين بمالك بن نبي على موعد مع وثائق جديدة ستحملها طبعة أخرى قيد الإعداد، وتشمل ملف وضعه رهن الاعتقال الإداري بمعتقل بتيفيي الواقع بمقاطعة لواري في الفترة الممتدة من أوت 1944إلى غاية 29 أفريل1945، وملفه في المدرسة المختصة في الميكانيك والكهرباء بباريس، وتقارير الشرطة الفرنسية عن نشاطه بباريس، والوثائق المتعلقة بدراسة مالك بن نبي وبنشاطه في جمعية الطلبة المسلمين الشمال إفريقيين أو حتى في نادي الشبيبة المسيحية الواقع بشارع تريفيز، بالإضافة إلى المعطيات التي توفرها الملفات الأمنية للّذين يذكرهم بن نبي في مذكراته أو الذين ذكرتهم الوثائق مثل: الشيخ العربي التبسي والدكتور عبد العزيز خالدي والشيخ محمد الزواني المعروف بالفزاني وأوجان باتستيني وموريس سعدان.
يختص الملف الأول من الكتاب بوثائق (SLNA) في قسنطينة، وكان ملف مالك بن نبي يحمل رقم: FR ANOM93/4249، وهو أكبر ملفَّات مصلحة الاتصالات الشمال إفريقية الثلاث، إذ يتضمن 58 وثيقة موزعة بين بطاقات أمنية وتقارير ومراسلات وقصاصات جرائد، بعضها بخط مالك بن نبي، ونجد فيه تقاريرَ تعرّف ببن نبي وعائلته ومساره الدراسي وأعماله، ومراسلات بين مسؤولين فرنسيين أمنيين ومدنيين لأجل إيجاد منصب عمل لبن نبي في محاولة منهم لتقريبه واستغلاله، والحالات التي تم توقيف بن نبي فيها، والانطباعات التي شكلتها المصالح الأمنية الاستعمارية عن شخصيته وطموحاته ونشاطه السياسي وموقفه المعادي للاستعمار، كما ترصد نشاطه الثقافي والأصداء التي خلفتها كتاباته في أوساط الطلبة والنخبة والطبقة السياسية الجزائرية، ونتأكد من خلال هذا الملف أن كل حركات بن نبي كانت مرصودة، إذ يتم تدوين الأفكار التي يعبِّر عنها في كتاباته الصحفية ومحاضراته التوعوية وفي لقاءاته مع مختلف الشخصيات الجزائرية النشطة ثقافيا وسياسيا، ونجد في هذا الملف نسخة من رسالة بن نبي إلى وزير العدل الفرنسي بتاريخ 12 جويلية 1952 مرفَقة بسيرة ذاتية له، ورسالة له إلى الرأي العام مؤرخة في: 11أفريل 1953، ونكتشف في هذا الملف أيضا طبيعة العلاقة التي ربطت بن نبي بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين والاتحاد الوطني للبيان الجزائري (UDMA).
الملف الثاني من الكتاب يقدم لنا الوثائق المتعلقة بمالك بن نبي في (SLNA) بوهران، وهو الملف الذي يحمل رقم: 925I/7FR ANOM، ويحتوي على 4 وثائق فقط، تتعلق بسيرته الذاتية وتقرير شرطة الاستعلامات العامة بمستغانم حول إحدى المحاضرات التي ألقاها بن نبي وباع فيها كتابه “الظاهرة القرآنية”، بالإضافة إلى مراسلتين بين الأجهزة الاستعمارية حول تقدير الموقف بخصوص مصادرة كتاب “شروط النهضة” ومنع تداوله، وأثر الكتاب السلبي عند الأحزاب الاستقلالية الجزائرية.
أما الملف الثالث فيتعلق بوثائق (SLNA) في الجزائر: وهو برقم FR ANOM914I/117، ويقع في 13وثيقة، معظمها قصاصات من جرائد فيها مقالات منشورة لمالك بن نبي إضافة إلى تقارير استعلاماتية ومراسلات وبطاقة أمنية حول سيرته، وتداول أمني استعماري حول الكمية المسموح بها من الورق المطلوب لطباعة كتاب “شروط النهضة” ورصد الجدل حول الأفكار التي تضمَّنها، وتقريرا عن محاضرة لبن نبي بمليانة، إضافة إلى رصد ما تعلق بالتبرعات التي جُمعت له من الجزائريين.
الملف الرابع من الكتاب هو ملف قضائي لمجلس قضاء السان، يخص بن نبي وزوجته بولاث فليبون، وهومصنف تحت رقم Z/6NL/690، الملف رقم 16794 ويقع في 294 صفحة ما يمثل 124وثيقة تشمل مختلف محاضر التحقيق الأمنية والقضائية والمراسلات المتعلقة ببن نبي في الفترة الواقعة ما بين جويلية 1945 و16 أفريل 1946، خصوصا فترة الاعتقال التي قضاها بسجن شارتر من 29 سبتمبر 1945 إلى 17 أكتوبر 1945 بالنسبة لزوجته (إفراج مؤقت)، ومن 9 أكتوبر 1945 إلى 13أفريل 1946بالنسبة له شخصيا.
ضمن هذا الملف الضّخم سنعثر على كل ما يتعلق باتهام مالك بن نبي بالتعاون مع النازيين، ومحاضر الاستماع إلى الشهود، والتحقيقات معه واستجوابه من طرف قاضي التحقيق، والمراسلات التي تطلب معلوماتٍ عنه وخاصة عن طبيعة علاقاته بحزب الشعب الجزائري، وما قدمته السلطات الاستعمارية عن سيرته وتوجّهاته وكتاباته، ونعثر على شهادات لزوجته ووالدتها تكشف عن الحياة الاجتماعية لبن نبي وظروفه المادية الصعبة والتحقيقات حولهما من المصالح الأمنية، ويتضمن هذا الملف رسالة طويلة من بن نبي إلى قاضي التحقيق بتاريخ 21أكتوبر 1945، ومحضر مواجهته مع الشهود حول الاتهامات الموجَّهة إليه، وتتابع الوثائق سير هذه القضية إلى غاية الإفراج عنه وعن زوجته وإسقاط المتابعة القضائية عنهما.
إن هذا الكتاب يعدّ بمثابة “فتح” في التأريخ لمالك بن نبي، وهو ما سيسمح لنا بموضعة أعماله ضمن ظروفه وأنشطته السياسية وعلاقاته برجالات الإصلاح والمناضلين السياسيين في مختلف الأحزاب والحركات بالجزائر وفرنسا، وصراعه مع الإدارة الاستعمارية وجواسيسها وأجهزتها التي كانت تترصد كل حركاته، كما سيسمح للمهتمين بعقد مقارنة بين السيرة الموجودة في كتاب “العفن” وتلك التي دوّنها في مذكرات “شاهد القرن”، وسندرك عبر التمعن في هذه الحوادث سريعة الإيقاع على ما كان يحيط بعقل خلّف للجزائر كتاباتٍ كثيرة لا تزال تمارس تأثيرا في بارزا على المهتمين بسؤال الحضارة ومشكلة التخلف داخل الجزائر وخارجها، وسيكون القراء على موعد مع الكتاب في الطبعة المقبلة من معرض الكتاب الدولي شهر مارس المقبل.
ومن خلال مقدّمة الكتاب سالفِ الذكر نلاحظ إشارة المؤلفين إلى أن مالك بن نبي المدعو الصديق قد “بلور سرديته الذاتية من خلال نشر مذكراته الموسومة بـ:مذكرات شاهد القرن /Mémoires d’un témoin du siècle التي صدر الجزء الأول منها: الطفل 1905-1930 في النصف الثاني من عام 1965 بعدما كتبه باللغة الفرنسية ما بين 5 ماي و27 جوان 1965، فيما نشر الجزء الثاني منها باللغة العربية: الطالب 1930-1939 خمس سنوات بعد ذلك بدمشق”.
ويواصل المؤلفان أن هذه السيرة قد تدعمت “بنشر الجزء الأول من النسخة الأولى من مذكرات بن نبي الموسومة بـ: العفن /Pourriture1932-1940 إذ يوافق كتاب الطالب من مذكرات شاهد القرن، فيما يغطي الجزء الثاني منها مرحلة “الكاتب” وهي الفترة الممتدة من 1940 إلى 1954. لمذكرات العفن دورٌ هام في إبراز عدد من القضايا المتعلقة ببن نبي؛ خصوصا وأنه باشر تدوينها باللغة الفرنسية في 1 مارس 1951 قريبا من الأحداث التي عاشها وفي سياق خاص تميَّز بمعاناته الاجتماعية واتصال الدوائر الأمنية الفرنسية به على مستوى عمالة قسنطينة”.
ويشير الكاتبان إلى أن الفكر والوزير اللبناني عمر كامل مسقاوي قد قام “بمقارنة شهادة مالك بن نبي الواردة في مذكراته الأولى العفن وفي مذكراته الثانية شاهد على القرن: الطالب، وأرجع الاختلاف بينهما بصفة أساسية إلى سياق التأليف، إذ كانت كتابة الأولى بـمدادٍ من الألم وهو في جوف الحدث في جزائر الاستعمار، أما الثانية فقد استراح من توتر المأساة في ظل جزائر الاستقلال”.
من جهة أخرى ينبِّه شروانة وعمارة إلى أن نشر مفكرة بن نبي: الدفاتر/Les carnets من طرف نور الدين بوكروح “قدّم دون شك إضافة إلى معرفتنا بحياة ونشاط مالك بن نبي، لأن معطياتها عفوية نوعا ما مقارنة مع ما كتبه في مذكراته – الطفل والطالب والكاتب- التي يمكن إدراجها في إطار بناء سرديته الذاتية في فترة متأخرة من حياته، وهي التي جمعها لاحقا نور الدين في مجلد واحد مع تسجيل حذف أشياء من الدفاتر لها علاقة بالحياة الشخصية لبن نبي، وتتقاطع هذه المعطيات بشكل عام مع بعض المعلومات الذاتية التي أوردها بن نبي في ثنايا بعض مؤلفاته على غرار المحاضرات التي جُمعت في كتاب: تأملات وكتاب: الصراع الفكري في البلاد المستعمرة وغيرها”.
تسمح لنا هذه الوثائق المنشورة في هذا الكتاب، والوثائق التي أعلن المؤلفان أنها ستصدر في طبعة جديدة لاحقا، بعقد مقارنة أعمق بين العفن ومذكرات شاهد القرن، وتكشف عن الظروف التي عاشها بن نبي وهو يدوّن سيرته لأول مرة، وتسمح بتقديم قراءات حول الدواعي التي دفعت بن نبي إلى كتابة سيرة جديدة في سياق مختلف تبتعد فيه الذاكرة عن الحوادث التي كان قد رصدها ودوّن انطباعاته حولها وسجّل حالاته النفسية في التفاعل مع المشكلات التي اعترضته، ونعود من جديد إلى المؤلفين اللذين يقرران من خلال المقارنة بين هذه الكتابات أن هذه المادة الوثائقية تتقاطع بشكل كبير جدا مع ما ورد في مذكرات العفن، والتي كتبها “عن ادراك ووعي بأهمية نشر الشهادة أو السيرة الذاتية في حياة المعاصرين لأحداثها رغم الأثر الواضح للوضعية النفسية الصعبة التي كان يعيشها في بداية 1951″، وينقلان عن بن نبي قوله فيها: “إن هذا الكتاب شهادة أنوي تركها للأجيال القادمة. غير أني أكتب بطريقة تسمح لجيلي نفسه أن يعرفها ويناقشها وينتقدها. فهي شهادة لن تكون ذات قيمة إن لم تُعرض على أنظار معاصري كاتبِها. إذ بخلاف ذلك فلن تكون إلا كذبا اختلقه صاحبُها لنشره بعد رحيله أو شهادة مهوس بعقدة الاضطهاد أو طالب شهرة بعد الوفاة. فأنا أرمي هذه الشهادة إذن في وجه الأهالي في بلادي كشهادة احتقار وازدراء”.
ضمن هذا الملف الضّخم سنعثر على كل ما يتعلق باتهام مالك بن نبي بالتعاون مع النازيين، ومحاضر الاستماع إلى الشهود، والتحقيقات معه واستجوابه من طرف قاضي التحقيق، والمراسلات التي تطلب معلوماتٍ عنه وخاصة عن طبيعة علاقاته بحزب الشعب الجزائري، وما قدمته السلطات الاستعمارية عن سيرته وتوجّهاته وكتاباته، ونعثر على شهادات لزوجته ووالدتها تكشف عن الحياة الاجتماعية لبن نبي وظروفه المادية الصعبة والتحقيقات حولهما من المصالح الأمنية.
وحسب مؤلفَيْ الكتاب دائما؛ فإن هذه الوثائق “تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مذكرات العفن تعود إلى مالك بن نبي، وتدحض بذلك بعض الآراء التي أبداها بعد الدارسين الذين شككوا في نسبتها إليه”، ويبدو أن هذا التشكيك سببه الفروق المكتشفة بينها وبين مذكرات شاهد للقرن، خاصة وأن بن نبي كان في العفن أكثر جرأة في النقد وصراحة في الاعتراض، إذ ستسمح لنا هذه الوثائق بقراءة تلك الانطباعات القلقة والأحكام القاسية في سياقها التاريخي، وفهم الحالة النفسية والوضع المادي الصعب والصراع ضد الرقابة الاستعمارية والتضييق الاقتصادي على بن نبي التي كتب فيها العفن، بينما سيتبيَّن لنا كتابه مذكرات شاهد للقرن بمثابة إعادة تشكيل سردية في سياقات مختلفة لها اهتمامات أخرى، ويمكنها أن تمثّل مراجعات الرجل في سن الكهولة بعد أن أنضجته التجارب وتبنّت له مآلات الكثير من الحوادث التي كتب عنها في سياق حدوثها وهي لا تزال ضمن “المختلف فيه” داخل تيارات الحركة الوطنية ونضالات الإصلاحيين.
من المتوقع أن هذا الكتاب سيدفع نحو كتابات أخرى، تعيد استنطاق الوثائق، وتقارنها مع كتابات مالك بن نبي، وتحاول فهم مؤلفاته في ضوء الظروف التي عاشها، وكل ذلك من شأنه أن يساهم في التعرف على بن نبي المناضل والمفكر والاستثمار الإيجابي في تجربته وكتاباته.
في سياق التذكير بأن قراءة الوثائق يجب أن تخضع لسياقها الزماني والمكاني، يضرب المؤلفان بعض الأمثلة التي تنبّه القراء إلى ضرورة البعد عن التعامل بحرفية وظاهرية مع مضمون هذه الوثائق، “على سبيل المثال فإن تصريح مالك بن نبي أمام قاضي التحقيق بعدم معاداته لفرنسا هو طريقة للتخلص من التهمة التي أُلصقت به: المساس بالأمن الخارجي للدولة، والتي تصل عقوبتها إلى الإعدام، ونفس الملاحظة تنطبق على تصريحات زوجته وحماته أمام المحققين بالإشارة إلى خلافهما مع بن نبي أحيانا، فهو مرتبط بالسياق القضائي وبدفع تهمة العمالة للألمان أيضا، وهو ما قد يفسّر إنكار زوجة بن نبي تخليها عن الكاثوليكية واعتناق الإسلام، إضافة إلى هذا فإن بعض المعلومات التي جمعها أعوان شرطة الاستعلامات العامة (PRG)أو مصلحة الاتصالات الشمال إفريقية (SLNA) يتم تصحيحُها أحيانا بعد التثبُّت من الأمر على أساس أن المعلومات المجموعة تخضع لتصنيف استخباراتي خاص”، وينبغي في أحيان أخرى التمييز بين ما هو معلومات خالصة، وبين الانطباعات والتخمينات والتوصيفات التي تصدرها الهيئات الأمنية الاستعمارية على الشخص.
في الأخير من المتوقع أن هذا الكتاب سيدفع نحو كتابات أخرى، تعيد استنطاق الوثائق، وتقارنها مع كتابات مالك بن نبي، وتحاول فهم مؤلفاته في ضوء الظروف التي عاشها، وكل ذلك من شأنه أن يساهم في التعرف على بن نبي المناضل والمفكر والاستثمار الإيجابي في تجربته وكتاباته.