تخطي إلى المحتوى
لاتحٌ/عبد الحميد الطائي لاتحٌ/عبد الحميد الطائي > لاتحٌ/عبد الحميد الطائي

لاتحٌ/عبد الحميد الطائي

ما زلت أتلمس  ماتبقى من روح أمتي المعذبة من خلال كتب بدأ ينفد فيضها. فيرتع المفكرين بعيدا عن شاطئ العطاء ,لخيبة قاهرة زرعت قسرا بين ريشات جناحان مكسوران أصلاً فهل سيطير ثانية؟
كتاب "لاتحٌ"(عاقلٌ او داهية له باب في آخر الكتاب ) من الكتب التي أسعفتني بها دار الفكر السورية والتي يقبع مستودعها في ريف دمشق المعزول حاليا.. وكأن الكيد كان يستهدف الناس وليس الخطأ...
لاتحٌ ومزيح فريد شربته مرات عند "نيقولاه ديب " [1]و "غانم بو حمود" [2]و فارس شدياق [3]- بلا نفس روائي-وكأنهم مزجوا من غير موعد.
خواطر مواربة وألغاز خواطرية عليك بفك رموزها ترسل شيفرات فكرية لكل واع يبحث عن الحقيقة...
لكن اللغة العربية أحلى وأرحب من ذلك بكثير, لا تغرقك بلغم غموض عباراتها ولا تتعمد استعمال جزل الألفاظ بإسراف فتختار قراءها بضيق سعة.
يبدأ كاتب لاتح بمقدمة لطيفة لكتيب فخم الطباعة واضح التشكيل قائلاً مبيناً هدفه منه:
اهداء :
لن أسأم حواس حروف صاغها عرق صحف ,إلى أستاذي وأخي محمد بن سليمان الطائي.
مقدمة:
للحرف العربي ,غاية تلقين وإيصال لمعنى مبين.
ولتلاقي الحروف في لغتنا معنى ,يحمل معه الحاسة لمفهوم الجملة لدى المتلقي من بدئها إلى ختامها.
حواس الحروف ,محاولة احياء أنوار الكلام فينا في سلسلة تشمل أكثر من حرف تبدأ بحرف (اللام) في لاتح.
والـ لا تحمل طابع الوصاية والنهي لكن لا خلاف أنها تحمل طابع الوصايا والنصح ,وهذه نأخذ بها أو نتناساها.
هل ما أوصينا به يعتبر -الان- في حكم كان التي ترسخت على شفاه الناطق باللغة العربية لعامل نفسي ضاغط اسمه الماضي؟.
هذا الماضي يفهم في حاضرنا على أنه لأشيء لنا مما كان لنا, ومالنا الآن لم يكن لنا أمس!!.
كنا أقوياء وبتنا ضعفاء و(لا) مستقبل لنا حتى نعود لمعنى كائن كي نكون.....
العقل تمت استباحته بقناعة أن أمسنا سبب أوجاعنا وأن يومنا لا ثمار له إلا بتوجيه ,وكأننا (لا) بدر لنا في الأصول...
إنها ليست أسئلة. .بل حروف بحواس في سلسلة.
****
شذرات من خوطره(مقسمة على أبواب):
-تعنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيتع الرجل ويتع تعا وتعة استرخى وتقيأ ,و(أع أع)وهي صوت المقيئ أصلها هع هع فأبدلت همزة و (تُع تع)أمر بالتواضع.):
لا تعاتب جاهل الود
بتواصل إلزامي ,أنت في غنى عنه.
صون الهوية:
لن تحفر قبرا لكنز
طالما احتفظت بخارطة
مخططة مثنية في جدار
تشققاته الظاهرة من صنع يديك.
التأريخ العربي:
لا أملك من رحيق المساء
سوى رشفة لشفاه جافة كلما دنا كأسي منها.

-لاخ:لاخ يلوخه لوخة لاخ الخل بالماء والتاخ الشيئ التياخا اختلط ...
لا خائن يطأ ارضا دون احتماء
لاخ داع
في نوايا التراص
*********
وهنا يتبادر لذهني سؤال :مادام المؤلف قد قدم نسخة فاخرة وحجم متواضع فهلا كان العرض أكثر تشويقا؟
فبرغم نهمي القوي في قراءة الكتب لم أجد في نفسي شهية متوثبة لإكماله سوى شذرات نائية عن بعضها. فلو أضاف بعض قصص من السلف يدعم محك فطرته لكان ابهى
له واكثر نجاحا.
بكل الأحوال نحتاج من تلك التجارب اللغوية عموما الكثير ,مع الحاجة لتسويقها خاصة أن النص السريع الهضم المتواضع الحجم حاجة ملحة في عصر اللا قراءة أو القراءة النتية.
ودمتم سالمين.
 

[1] http://omferas.com/mag/index.php?opt...58-33&Itemid=4

[2] http://www.omferas.com/vb/showthread.php?t=20241

[3] http://www.omferas.com/vb/showthread.php?t=44253

المصدر: 
مجلة فرسان الثقافة