بمناسبة الذكرى الثامنة لرحيل الدكتور وهبة الزحيلي نعيد نشر هذا اللقاء الذي نشرته جريدة " الوطن" العمانية.ويذكر أن دار الفكر بصدد إعادة طباعة كتابه الهام "الوجيز في الفقه الإسلامي".
قضايا مختلفة لفكرة واحدة، تتساءل عن الحرية في الإسلام مفهوما ونصا وممارسة.. الكلام عن الحرية يتدفق ولا يتوقف، أما تأصيلاتها الفقهية الرصينة فشحيحة.
الدكتور وهبة الزحيلي، فقيه الشام المعروف، وضعنا أمامه عدة قضايا تفصيلية كلها تدور حول الحرية، بدأت القضية بحرية التبشير التي اعتبرها قضية يجب أن تحاط بروادع تحفظ للنظام العام حقه في الهدوء، وأيضا ضرورة عدم التسرع في إسباغ التكفير على أي شخص.. ويرى أن تكفير ابن عربي الصوفي الشهير متسرع فيه، وغير مبني على شروط واضحة، ويخلص لاعتبار الحرية في الإسلام نظاما مستمرا متواصلا بين الغيب والشهادة، هذا التواصل هو الذي يعطيها حيويتها وقوتها، ويحفظها من عبث المغامرين.
إلى تفاصيل الحوار:
* حديثنا عن الحرية عام ومتحرك داخل تفاصيل حياتية تستحق وقفات فقهية متأنية، وهو ما يتوفر لكم، ودعني أسأل كيف ترى حرية التبشير بالاعتقاد المختلف؟ وكيف ينظمها الفقه؟
** الحرية في التنصير وغيرها معترف بها، سرا لا علانية أو جهرا؛ منعا من مصادمة النظام العام في الإسلام، وحماية من التصادم الفكري وما يتبعه من صراع وإثارة فتن، وبعثرة جهود وعرقلة مقتضيات النظام العام.فلو بشَّر مخالفون بدينهم سرا دون أن ينشروا فكرا حركيا متطرفا مصادما، فلا يمنعون منه؛ لأن الدين دين الله، والناس سواء في المواطنة، وهذا ما ينطبق على الزنديق والملحد في المفهوم الإسلامي الذي يروِّج لزندقته ويثير المشكلات في أذهان الناس.وهكذا ولم يكن النظام الاشتراكي المتطرف مثلا يسمح بأي دعوة تتصادم مع مقتضيات هذا النظام، ويعدّون ذلك خيانة عظمى تستحق الإعدام.
* في المؤتمر الذي عقد للاحتفال بـ"ابن عربي" في دمشق ومدريد.. انبرى أحد كبار الدعاة في بلد عربي يهاجم التصوف ويعتبر المتصوفين من الكفار الذين يجب قتلهم.. ويقول: إن "ابن عربي" من أكبر الزنادقة والكفار، وإن كتابه "فصوص الحِكَم" أكبر كتاب كفر وجد على ظهر الأرض..؟
** التصوف كما أوضح الإمامان ابن تيمية وابن القيم: هو الإحسان وسمو الروح، وإصلاح الوجدان والقلب والسلوك، فهو طريقة تهذيبية للطبائع والسلوكيات.أما التصوف المشوب بالأغلاط والدخيل الهندي والشبهات فهو ليس تصوفنا، وهو الذي يدعو إلى السكون والعيش في الزوايا وترديد الأذكار، ويترك شئون الحياة، فهذا غير سلوك المتصوفين المجاهدين في كل عصر لنشر الإسلام.
ومن المعروف أن الإسلام انتشر في الماضي والحاضر على يد المتصوفين الملتزمين بأصول الشريعة في القرآن والسنة، والتصوف المعطل للجهاد والطاقات والدعوة إلى الاسترخاء والسكون هو الذي يجنح إليه الغربيون، ويعقدون المؤتمرات لتعطيل الطاقات الإسلامية، وتفريغ الإسلام من محتواه، وإيجاد فئة خالية من القوة والصمود.وأما تصوف ابن عربي ونحوه فلا يمكننا الجزم بأن كتاب "فصوص الحِكَم" هو من تأليفه، بل هو مدسوس عليه، وإذا صحّت نسبته إليه فقد وجدنا بعض كبار الحكماء والفلاسفة وأساتذة الجامعات يتأولون الكلام الذي فيه بنحو حسن مقبول، فيكون المتسرعون في الحكم بتكفيره على غير بينة ولا هدى ولا إثبات شرعي مقبول، وندع أمره لربه في قضية الاعتقاد والإيمان القلبي الذي لا يستطيع أحد الكشف عنه لمحدودية فكره وعقله.
* لكن ما تقوله قد يواجه برفض شديد من قبل دعاة وعلماء، ومؤخرا نشرت تصريحات لأحد العلماء هاجم مفهوم الحرية الدينية، ورأى أن الدين الإسلامي لم يبح فعلا حرية التعبد والاعتقاد وحرية الدعوة.. لماذا لم يحسم الفقهاء خياراتهم إزاء هذه المسائل؟
** إن مهاجمة الحرية الدينية في الإسلام من أحد فريقين: جاهل بالإسلام وبالحرية بمعناها الصحيح، أو شخص معتدل على الطريقة الأمريكية، وكلاهما مخطئ.فالحرية في الإسلام لها أصولها وقواعدها، كالحرية في أي نظام آخر اشتراكي أو رأسمالي، والادعاء بأن الإسلام لم يبح فعلا حرية التعبد والاعتقاد وحرية الدعوة هو محض خطأ وانحراف.والدليل القاطع أن النظام الإسلامي يبيح بكل صراحة إبرام المعاهدات المحلية والخارجية مع غير المسلمين، أهل كتاب أو مشركين وثنيين، مع تركهم وما يدينون، فيعتقدون ما يشاءون، ويتعبدون بما يريدون، ويمارسون كل أنواع حريتهم الدينية من طقوس وغيرها.
الكافر وحق الحياة
* "الكافر في الإسلام لا يستحق الحياة".. ما رأيكم بهذه الفتوى ..؟
** إن أي رجل دين مسلم يفهم الإسلام بأدنى معطياته لا يقول مثل هذا القول الباطل قطعا، فهذا فكر متطرف، ولا يقتل الكافر حتى في ساحات الحروب الدائرة لمجرد كفره، كما عليه جمهور الفقهاء، وإنما يقاتل لحرابته وعدوانه، أو تآمره ومكيدته، أو مشاركته في الحرب برأي أو قول أو حمل سلاح أو أي فعل آخر عدواني.
والزعم بأن الإسلام يرى أن الكافر لا يستحق الحياة مصادم لآي القرآن وسنة الله في خلقه، فالله هو الخالق لجميع العباد، ولا يحق لمسلم أن يقتل مسلما، أو غير مسلم لمجرد كفره، فإن سنة الله في خلقه وجود التغاير في الأديان والمذاهب والسلوكيات، ليتبين المحق من المبطل، وليعلم من يختار الهداية والحق والتوحيد، ممن يضل ويختار الضلالة والباطل والشرك أو الوثنية.
قال الله تعالى ﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ﴾ (هود: 118 – 119)، ﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ (يونس:99) ﴿لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾ (الغاشية: 22) ﴿وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ﴾ (العنكبوت: 18) ﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ﴾ (الشورى: 48) ﴿وإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ﴾ (آل عمران: 20) والبلاغ: البيان والحوار لا التعمية والصراع والاقتتال والقتل.
* لكن هذا يدعونا للسؤال عن تعريف مفهوم الحرية من المنطلق القرآني..؟
** مفهوم الحرية في الإسلام ليس معناه حرية الاختيار بين الإيمان وضده، وبين الخير والشر، والحق والباطل، أو الاستقامة وعدمها، وإنما هي الحرية المسئولة من أجل خير الإنسان المتحمل لمسئولية قراره في الدنيا والآخرة، ولتحقيق النجاة والسعادة له في عالم الغيب والشـهادة، ولقوله تعالى: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ [البقرة : 256]، والنص على الحرية الدينية، ومنع الإجبار على لون معين منها يشمل كل أنواع الحريات، فحكمها واحد، باعتبار أن هذه الحرية الفكرية والعقدية أهم الحريات وقمتها ورأسها.
* ما هي برأيك نقاط الالتقاء والاختلاف لمفهوم الحرية من وجهة النظر القرآنية مع مفهومها من وجهة نظر المرجعيات الوضعية الأخرى؟
** تلتقي الحرية بمفهومها الإسلامي مع المفاهيم الأخرى في ضرورة الإقرار بحقوق الإنسان، وتقدير كرامته، واعتباره، وتمكينه من إثبات ذاتيته ورأيه، وضرورة تحمله مسئولية اختياره، والتشاور في اختيار المصلحة العامة، ولكن الحرية في المفاهيم غير الإسلامية مبتورة الصلة عن المساءلة في عالم الآخرة، فهي مجرد ممارسة لشئون عالم الدنيا فقط، فهي إذن ذات أفق محدود غير شامل.
أما الحرية بالمفهوم القرآني فهي مشعرة بتقدير آفاق المستقبل في الدنيا والآخرة، وكأن الحرية لدى الآخرين التي بلا حدود أو ضوابط أقرب للتفلت والانطلاق دون تعقل أو حكمة.
أما الحرية في الإسلام ولدى فلاسفة الأنظمة في العالم المتمدن فهي حرية منظمة ومقيدة بعدم المساس بحريات الآخرين وبحرية المجتمع، وعدم التصادم.. وفي الواقع تنتهي الحرية حيث تبدأ حريات الآخرين، وحيث تكون في مظلة النظام الذي تضعه كل دولة على حدة لخير الأمة والمجتمع.
وتلتقي الحرية بمفهومها الإسلامي أيضا مع مفاهيم غير الإسلام بضرورة تقدير وجود مسلَّمات عالمية ينبغي مراعاتها لخير الإنسانية جمعاء، فهي حرية منفتحة وهادفة وضرورية لكل إنسان في مظلة النظام.
مأسسة الحرية
* لماذا لم تتبلور قيمة الحرية في إطار تقييم السلطة وأدائها، وضمن إطار منهج الخلافة الراشدة في قول كلمة الحق للسلطان؛ مما يدخل في دائرة الحرية في التعبير والنقد؟
** أغلب السلطات الزمنية اشتراكية أو رأسمالية تتأثر بفلسفة معينة، وتنظم وفق تلك الفلسفة، فقد تصيب الحق أو تخطئه، وقد تلتقي مع مفاهيم الحكماء والفلاسفة في العالم وقد تصادم مفاهيمهم وآراءهم، أما الحرية في الإسلام فهي منضبطة وموضوعية ومشرَّعة مأخوذة من هدي الوحي الإلهي.وقيمة الحرية في إطار منهج الخلافة الراشدة نابع من قيم إلهية ومحترمة من قادتها وخلفائها لانضباطهم والتزامهم بمنطق الإسلام الذي هو دين الحق والعدل والمساواة والحرية الأصيلة، سواء كانت حرية النقد والتعبير.
لهذا نجد تصريحات الخلفاء الراشدين الخمسة (أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمر بن عبد العزيز) معبرة عن كلمة الحق وغيره من القيم الإنسانية، وتسير في فلك هدي الله بعمق فهم ووعي وتقدير ذي أفق بعيد المدى، يشمل الحاضر والمستقبل.. من ثم أذعنوا للحق، والتزموا بمعياره، وتقيدوا بحدوده، سواء في حق أنفسهم وفي ممارسة سلطانهم، أو في حق غيرهم من عباد الله الذين يشاركونهم في الالتزام بدين الحق والعدل والمساواة وحرية التعبير والنقد.
فسمح هؤلاء الخلفاء لرعيتهم بحرية القول، وتوجيه النصح، والنقد والتبرم والمعارضة، لا يخشون في الله لومة لائم، ولا يهابون إلا الله، ولا ينقادون بهوى متبع، أو شهوة ذاتية، ولا يتأثرون بتوجيهات خارجية لتحويل مسار الحق بحسب مصالحهم وأطماعهم وتوجهاتهم، ويفرون من الاستبداد والظلم والطبقية وعبادة كرسي السلطة وطغيان النفس والمادة وسلب الناس حقوقهم.
* لابد ونحن نتحدث عن الحرية أن نتطرق إلى موضوع الديمقراطية أيضا.. كيف تنظر إلى هذا المفهوم؟ وهل يمكن للأنظمة الإسلامية بشكل عام والحركات الإسلامية بشكل خاص أن تتمثل الديمقراطية فعلا وأن تنتجها؟
** الديمقراطية نوعان: ديمقراطية غربية علمانية (لا دينية) بشرية، وديمقراطية إسلامية إلهية تتقيد بوحي الدين الإلهي، فلا تزيح عن منهاجه، ولا تتجاوز حدوده، وكلا النوعين مرغوب فيه عند أتباع كل فئة.
أما الديمقراطية الغربية فمبادئها في الأصل لخير المجتمع وفق منطق الواقع، وإطلاق الحرية للشعب؛ إذ هي في أصل المبدأ حكم الشعب للشعب وبالشعب.. تحكم السلطة وتتجاوب مع إرادة الشعب.
لكن ذلك مرسوم ضمن خطة معينة ومصالح مادية وإستراتيجيات مهيمنة، لذلك تريد هذه الأنظمة الغربية الدعوة للديمقراطية بشرط تحقيق مصالحها أولا، وتعصف بأي ديمقراطية ولا تسمح بها إذا عارضت تلك المصالح والأطماع وحب القيادة والسيادة على الآخرين، والمثال الواضح أن أنظمة الديمقراطية الغربية لا تسمح بظهور ديمقراطية إسلامية أو غيرها تصادم منطق الغرب ومصالحه، ولا تمكن أتباع الديمقراطية الإسلامية من الوصول إلى السلطة الفعلية، كما حدث في الجزائر منذ سنوات، وكما حدث مع منظمة حماس في فلسطين منذ سنتين.
وحينئذ يمكن للأنظمة الإسلامية وحركاتها تطبيق الديمقراطية الإسلامية التي تتصادم مع علمانية الديمقراطية الغربية، بشرط توفير المناخ الدولي غير الظالم والطامع أو المتسلط على مقدرات العالم الإسلامي والتدخل في شئونه.
وأما بعض الأنظمة العربية التي تبتعد عن الأساليب والمناهج الديمقراطية فهي مطالبة أولا بالتزام قيم الإسلام الأصيلة، وتقيد المسلمين بنظام هدي الله في أحكامهم، ومدخلها الحرية المنظمة التي هي أقدس وأرفع منار لحقوق الإنسان في العالم.
وهذا يتطلب تحرك التمسك بالموروثات، والسلطة القيادية لصالح فئة معينة، والترفع عن المساس بحقوق الإنسان المجردة، والتنازل عن الاستئثار بالثروة ومنابعها.
الحرية.. معرفيا
* هل الحرية في إطار المعرفية الإسلامية قابلة للتعريف؟
** إن الحرية الدينية سهلة الفهم جدا إن فهمت بأنها من أجل خير الإنسان في دنياه وآخرته، فهي حرية هادفة ومسئولة ومنضبطة بنظام الشريعة الإلهي، كما بينت، ومن يريد التفلت من هذا النظام فهو عدو نفسه وأمته، وضد هدي ربه.
لذا فقد يعاقب الإنسان في الدنيا على سوء استعمال حريته من أجل حمايته وصيانة مستقبله من أي تعثر، وتحقيق النجاة له في عالم متغير متلاطم محكوم بالأهواء ومستوردات النظم القوية الغربية القائمة على الفصل المطلق بين الدين والدنيا، أي العلمانية، وإطلاق الحرية للعقول البشرية من أجل أن تسن القوانين المختلفة بهدي أفكار شعبها، وإن صادمت القيم الدينية والأخلاقية والإيمانية بعالم الآخرة والإيمان بهدي الله الخالق المشرع العادل، وهدي النبوات والقرآن الخالد.
إن الحرية الدينية في الإسلام مكفولة وغير ملغية، ومحترمة على الإطلاق، كما أوضحت سابقا، لكن سوء اختيار البشر يعرّضهم للمساءلة في الآخرة، وأحيانا في الدنيا، لتحقيق سعادتهم ونجاتهم وحمايتهم من الأخطاء، قال الله تعالى محذرا: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً﴾ (الكهف: 29).
*تعاد الان طباعة كتابكم " اثار الحرب .. " عن دار الفكر بدمشق .. هل يمكن إعطاء لمحة عنه .. ماذا تم من إضافات في هذه الطبعة على ضوء المتغيرات الدولية ؟
**كتاب "آثار الحرب" أول مؤلف لي وقد حصلت به على درجة الدكتوراه في الحقوق "الشريعة الإسلامية" من كلية الحقوق جامعة القاهرة بداية عام 1963 بمرتبة الشرف الأولى والتوصية بتبادل هذه الرسالة مع الجامعات الأجنبية، فهو كتاب يبين حقيقة السلم والحرب في الإسلام، ويبين مبدأ إيثار السلم والدعوة إليه في ميزان الإسلام، وهو ما يزال باعتراف فقهاء القانون الدولي العام المرجع الوحيد في موضوعه، وقد أكملته بكتاب آخر عنوانه "العلاقات الدولية في الإسلام" وأضفت إليه أبحاثاً أخرى حول القانون الدولي الإنسان في الإسلام وغيره، وأوضحت في هذه الأبحاث كيفية دحض تهمة أن "الإسلام انتشر بالسيف" وأن المسلمين متعطشون لسفك الدماء في العالم، وكل ذلك افتراء وكذب وبهتان.