طوال المسيرة الدراسية والجامعية، يُطالَب الطالب بتقديم تلاخيص واختصارات للنصوص المدرّسة، أو المقالات العلمية المرافقة لمواده الدراسية. سنة بعد سنة، يبدأ الاعتماد على هذه الأخيرة بشكل كبير، وأيضًا يزداد حجمها بشكل مهول، فبعد أن كان التلميذ مطالبًا خلال دراسته لمواد اللغة بتلخيص نص من صفحة واحدة في 10 أو 15 سطر، سيجد نفسه خلال التعليم الجامعي أمام مقالات علمية تتجاوز العشر صفحات … ولا مناص له من التهرب منها كونها تحتوي من المعلومات ما يساعده ويفيده.
هنا يبدأ البحث عن طريقة تساعدُ في تلخيص نصٍ أو مقالٍ بشكل يضمن الحفاظ على فحواه، وسر الطريقة المقدمة ها هنا هو الرقم 7.
هنا، وقبل البدء في تقديم الطريقة وشرحها، يجب الإشارة إلى ثلاث قواعد أساسية لتقديم أفضل وأنجح تلخيص للنصوص والمقالات، والتي تتمثل في:
- عدم تغيير تسلسل النص الأصلي: والتسلسل هنا يقصد به من جهة التسلسل الزمني للأحداث، فربما احتوى تواريخ وأحداث مترابطة، وأي خلل في إحداها سيغير مجرى جميعها، ومن جهة أخرى التسلسل العام للأفكار، فالكُتّاب خصوصًا بالنسبة للمواضيع العلمية يعتمدون في مقالاتهم على تسلسل معين هو الموضوع، المشكلة، الأسباب، النتائج، الاستنتاجات ثم الخلاصة، وإنّ الحفاظ على هذا التسلسل (أو غيره) ضروري لضمان نجاح التلخيص وتطابقه مع النص الأصلي.
- تجنب اعتماد جمل النص الأصلي: التلخيص في مفهومه العام هو إعادة صياغة بأسلوب المُلَخِّص. لهذا، يجب اعتماد أسلوب شخصي إبداعي في كتابة التلخيص. الأمر هنا لا يقصد بها التغيير المطلق، فكما سنرى في الأسطر القادمة، التقنية المقدمة تعتمد على الكلمات المفتاحية، ولكن في الجانب العام الإجمالي، لا يجب اعتماد طريقة تقديم كاتب النص الأصلي. (نشير هنا إلى أنّ الكتابة باعتماد أسلوبك الخاص وسيلةٌ ناجحةٌ لتذكر المعلومات، والاحتفاظ بها في الذاكرة أفضل من الكتابة بأسلوب غيرك).
- تناسق الكم بين النص الأصلي والتلخيص: لا يعقل هنا أن تلخص نصًا من صفحتين في صفحة ونصف، أو مقال من 10 صفحات في 8 صفحات. يجب إذًا مراعاة الكم المراد توفره في التلخيص، والذي عادةً لا يتجاوز نصف عدد الصفحات أو الأسطر في المقال الأصلي.
ما هي تقنية الرقم 7 ؟
وإن كانت مقدمةً للصغار، فكما أخبرتك في البداية هي طريقة تصلح أيضًا للنصوص الدراسية، والأبحاث، والمقالات العلمية، ولك أن تكتشف ذلك في القادم من الأسطر.
طريقة استخدام تقنية الرقم 7
تتلخص تقنية الرقم 7 في عدة خطوات هي:
- احضر النص الأصلي واحسب أسطره: هنا، ابدأ بأول سطر، وعُدَّ خمسة أسطر. في السطر الخامس ابحث عن علامة ترقيم (نقطة) إن أنت وجدتها فالقِ نظرةً على السطر السابع، إن كان به نقطة ترقيم فاعتمد السطر السابع، وإن لم تكن به نقطة ترقيم فضع علامة أمام نقطة السطر الخامس. في حال لم نجد نقطة ترقيم في السطر الخامس فانتقل إلى السطر السادس إن وجدتها قف، وإن لم تجدها فتابع إلى السطر السابع. (حتمًا ستجد نقطة ترقيم في أحد هذه الأسطر).
- بعد أن تضع علامة على نقطة الترقيم، تابع تعداد الأسطر بنفس الطريقة إلى أن تحصل في الأخير على مساحات، أو كما سمته الكاتبة غينيارد “رُصُفٌ” من 5 إلى 7 أسطر تفصلها نقاط ترقيم، كما هو موضح في المثال أسفله:
- بعد ترقيم الرُصُف، احضر ورقة واكتبها بشكل عمودي:
رصاف 1 : …
رصاف 2 : …
رصاف 3 : …
…
- عُد إلى النص الأصلي واقرأ أول رصافٍ مرة أو اثنين أو أكثر حسب حاجتك، وحسب صعوبة النص.
- اغلق عينيك وحاول ترتيب ما قرأته في ذهنك وذاكرتك. خلال هذه العملية ستستحضر الآثار العقلية التي تركتها قراءتك للنص في عقلك، وسيقدم لك هذا الأخير ما سبقه على شكل أفكار مشتتة أو كلمات مفتاحية.
- عد للورقة ودوِّن أمام الرصاف 1 الكلمات الأساسية التي بقيت عالقةً في ذهنك دون النظر للنص.
- أعد تكرار العملية مع بقية الرُصُف إلى أن تتمم النص كاملًا. بعد ذلك، حاول تدوين نصٍ اعتمادًا على الكلمات المفتاحية التي حصلت عليها محترمًا القواعد الثلاث التي ذكرناها في البداية.
-
بقيامك بالتلخيص اعتمادًا على هذه الطريقة، ستضمن من جهة الحصول على ملخص متناسق مع النص الأصلي ومحترمٍ لقواعده بشكل أساسي، ومن جهة أخرى ستجد نفسك وبشكل تلقائي غير مباشر قد استوعبت النص، واستخلصت منه معلومات لا بأس بها.