صدر مؤخرا كتاب مشترك للباحثين علاوة عمارة و رياض شروانة، يحمل عنوان «وثائق مالك بن نبي في الأرشيف الوطني الفرنسي»، وهو عبارة عن تقديم 201 وثيقة أرشيفية، أقدمها تعود إلى سنة 1939، و تستعرض في مجملها جوانب جديدة و غير معروفة من شخصية المفكر، كما تميط اللثام عن حقائق أغفلتها مذكراته الخاصة.
تفاصيل التحقيقات و ما تضمنته الوثائق الأرشيفية قدمت، حسب علاوة عمارة، الكثير من المعطيات الجديدة التي تكشف عن جوانب أكثر عن شخصيته و حياته الخاصة، من خلال ما صرح به هو و زوجته و حماته و كثير من المقربين منه، بما في ذلك نشاطه ضمن حزب الشعب الفرنسي، أين كان مسؤولا عن القسم الجزائري للحزب بباريس، وكذا حقيقة عودته إلى الجزائر و تدريسه في جمعية العلماء المسلمين و كيف تقرب من الألمان خلال الحرب و اشتغل في مقر قيادة القوات الألمانية في مدينة ترو الفرنسية، ناهيك عن انتقاله إلى ألمانيا و شغله صفة مندوب العمال الفرنسيين هناك.
تغطي الوثائق بالإضافة إلى ذلك، جانبا آخر يتعلق بمرحلة ما بعد إطلاق سراحه سنة 1946، و دخوله عالم الكتابة و النشر و من ثم التحاقه بحزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، رفقة فرحات عباس، المرحلة التي أعقبها انضمامه إلى الوفد الخارجي للثورة سنة 1957، وكلها، كما أوضح الباحث، محطات سياسية متضاربة، تعكس جانبا آخر من شخصية مالك بن نبي .
كما عادا من خلال البحث إلى أرشيف الحالة المدنية في قسنطينة و باريس، للتأكد من المعلومات الخاصة بالحياة الشخصية لمالك بن نبي من حيث مولده و اسمي والديه، ورجعا أيضا إلى السجل الخاص بميلاد زوجته الفرنسية، لمقارنتها بالمعطيات الواردة في محاضر التحقيق القضائية.
و اطلعا على الملفات الأمنية للأشخاص الذين ذكرهم مالك بن نبي في مذكراته، أو الذين ذكرتهم الوثائق، على غرار الشيخ العربي التبسي و الدكتور عبد العزيز خالدي و الشيخ محمد الزواني، المعروف بالفزاني، و أوجان باتستيني و موريس سعدان.