تخطي إلى المحتوى
“عرّاف” الزلازل.. كيف صعد المنجّم الهولندي وما هي حقيقته؟ “عرّاف” الزلازل.. كيف صعد المنجّم الهولندي وما هي حقيقته؟ > “عرّاف” الزلازل.. كيف صعد المنجّم الهولندي وما هي حقيقته؟

“عرّاف” الزلازل.. كيف صعد المنجّم الهولندي وما هي حقيقته؟

“نبيُّ” و”عالِمُ” و”باحِثُ” الزلازلِ كلها ألقاب حصل عليها الهولندي فرانك هوجربيتس في الإعلام التركي ليتصدر بعد ذلك الإعلام العربي بتوقُّعه زلزال سورية وتركيا.

انتهى يوم 22 شباط الذي توقع فيه فرانك زلزالاً كبيراً يضرب جنوب تركيا وشمال سورية كالذي حصل في السادس من هذا الشهر، وبات آلاف الأتراك والسوريين في الجوامع والخيام والأماكن المفتوحة خوفاً من “توقُّعات” الرجل الهولندي الذي لم تأتِ كبرى الصحف الغربية على ذكر اسمه رغم حديثه عن زلازل تضرب مدناً أمريكية.

أصاب تنجيم فرانك مرة وأخطأ مرات، وقال في 2019: إن الزلزال الذي ضرب إسطنبول في ذلك الوقت وبلغت قوته 5.8 درجة هو نذير لزلزال بقوة 6 إلى 7 درجات في المنطقة، وقد يصل إلى اليونان وبلغاريا ورومانيا ويجب أن تكون مستعدةً لزلزال كبير محتمل.

أيضاً تحدث فرانك عن زلزال بقوة 7 درجات أو 8 درجات يضرب القارتين الأمريكيتين بين 19 إلى 22 كانون الثاني لكنه لم يحدث.

قبل ذلك بشهر توقع زلزالاً كبيراً يقع بين 23 إلى 26 كانون الأول على الأرض دون أن يحدد الدولة، ولم يُسجَّل أي زلازل بقوة 7 درجات أو أكثر خلال شهر كانون الأول 2022.

قبل سنوات توقع زلزالاً، بين 4 و8 آذار 2017 يصيب الولايات المتحدة. وذكر أيضًا أن تشيلي وإندونيسيا والفلبين وبيرو مهددة. لتقول هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) في رد عليه إنه “لا يمكن التنبؤ بالزلازل، ولكن يمكن حساب احتمالية حدوثها” بناءً على البيانات، وقالت: إنه يمكن حساب ذلك وفقًا لـ “حركات الصفائح التكتونية، وليس حركات الكواكب”. وبعد تلقيه هذه الردود، قام بحذف مشاركاته ومقطع فيديو على يوتيوب.

مرة أخرى في 28 مايو 2015، قال: إن زلزالًا بقوة 8.8 درجة على الأقل سيضرب غرب الولايات المتحدة ولم يحدث.  وبناءً على ذلك عرّفته مواقع أمريكية على أن “هاوٍ ليس لديه شهادة في المجال العلمي” ولم يُصِبْ تنجيمه يومها.

معظم تنبؤاته خاطئة لكن بكثرتها أصابت هدفه عدة مرات ولا نسمع عنه عندما يخطئ.

وما حصل مع فرانك يشبه تنجيم اللبنانية ليلى عبد اللطيف التي توقعت أيضاً زلزالاً مدمراً يضرب دولة عربية وإسلامية هذا العام وأصبحت أيضاً حديث وسائل التواصل الاجتماعي.

“عرّاف” الإعلام التركي

وصعد نجم فرانك في تركيا دون غيرها؛ لأن البلاد تقع على صفيحة تكتونية معرضة لمخاطر عالية من الزلازل، وكثيراً ما تشهد زلازل مدمرة، وعندما يقترن ذلك بجوٍّ من الذعر وقت الكارثة، تنتشر المعلومات الكاذبة بسرعة كبيرة، ويظهر “أنبياء الزلزال” على الإعلام غير المحترف ومواقع التواصل الاجتماعي.

مَن هو فرانك؟

فرانك هوجربيتس هو شخص عادي تصفه معظم مصادر إعلام تركية وعربية بأنه “باحث” ويشارك توقُّعاته على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال إجراء تنبؤات عن الزلازل بناءً على حركات الأجرام السماوية. هو لا يعمل بأي جامعة، والطرق التي يستخدمها لتنبؤاته غير مقبولة من قِبل المجتمع العلمي.

لا توجد دراسة علمية أو مقالة حالية يذكر فيها اسم فرانك هوجربيتس كمؤلف.

وفقًا للعديد من الهيئات العلمية، لكي يعتبر التنبؤ بالزلزال حقيقياً، يجب استيفاء معايير محددة.

وتقول تقول شبكة رصد الزلازل شمال غرب المحيط الهادئ (PNSN) إنه “يجب أن يتضمن توقع حدوث زلزال تحديد مكان وزمان وقوعه بالضبط، مع وجود تفاصيل كافية ومفيدة لأغراض التخطيط للاستجابة. بدون تاريخ أو موقع محدد، لا يمكن أن يكون ذلك سوى تنبؤ”.

ولدى هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) مجموعة مماثلة من المعايير. وتذكر أنه من أجل أن يكون التنبؤ بالزلازل صحيحاً، يجب تحديد التاريخ والوقت والموقع والحجم بشكل صحيح.

ونفت سوزان هوغ، عالمة الزلازل في برنامج مخاطر الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، المزاعم القائلة بأن أي شخص قد يتنبأ بدقة بالزلزالين اللذين هزّا تركيا وسورية.

وأخبرت هوغ موقع NPR أن “البيانات والتنبؤات المشتتة” لا تُعتبر تنبؤات دقيقة. وأضافت أن الزلزال الذي وقع في تركيا “لم يكن صدمة لأي عالم زلازل. تركيا منطقة زلازل معروفة. لقد علمنا بذلك، ونعلم أن الزلازل بهذا الحجم ممكنة”.

زملاء فرانك

في عام 2020 تصدر رجل تايواني حديث الإعلام التركي بتوقعاته لزلزال بقوة 6.8 درجة ضرب ولاية إلازيغ، مما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف، وقال دايسون لين: إنه توقع الزلزال المميت.

يدعي لين أنه يستطيع قياس الكهرباء في الهواء، من مكتبه، ويمكنه التنبؤ بالزلازل القادمة.

يقول العديد من العلماء إن لين “منجّم” ويجب على الأتراك عدم سماعه. وغرّمته تايوان 6000 دولار بتهمة نشر معلومات مضللة.

تستند ادعاءات لين إلى نظام تشفير اخترعه، يُدعى “Air-2” . وكان يحاول الترويج لنظامه مقابل 2000 دولار تايواني (حوالي 400 ليرة تركية).

في حديث لصحيفة “ملييت” التركية، قال المهندس سامت أتداغ: إن لين يفتقر إلى “الأساس والطريقة العلمية، هذا الشخص يقول إن الزلازل ستحدث إذا عبر قرقعة صوت الراديو. يقول إنه يقيس الزلزال بجهاز يمكن أن ينتجه طلاب المدارس الثانوية”.

قال أتداغ أيضًا: إن تكلفة جهاز لين تتراوح بين 30 إلى 40 ليرة تركية، لكنه يحاول بيعه بـ 10 أضعاف قيمته.

لم يخرج فرانك ببدعة يكتسب منها المال حتى الآن كزميله التايواني، لكن كَشْف حقيقته سيؤدي إلى خُبُوِّ نجمه واختفائه عن الساحة كما حصل مع لين مخترع الراديو.

المصدر: 
مواقع الكترونية