تخطي إلى المحتوى
احتفالية ثقافية كبرى احتفالية ثقافية كبرى > احتفالية ثقافية كبرى

احتفالية ثقافية كبرى

أضحى معرض مسقط الدولي للكِتاب إحدى الاحتفاليات الثقافيَّة المهمَّة في المنطقة، حيث اجتذب هذا العام في دورته السابعة والعشرين، التي اختتمت أمس، أكثر من 826 دار نَشْر من 33 دولة عرضت 533 ألفًا و63 عنوانًا، ما كان له دَوْر مُهمٌّ وحيَويٌّ في هذا الإقبال الجماهيريِّ الكبير، الذي شهده المعرض هذا العام، وذلك بفضل مجموعة الخدمات والمميزات التي تمَّ إضافتها لأوَّل مرَّة هذا العام، حيث شهد المعرض ركنًا للأطفال، وعددًا من المقاهي الثقافيَّة وغيرها من الخدمات، التي أسهمت في أنْ تصبح زيارة المعرض جاذبة لكافَّة أفراد العائلة الواحدة، وبات مع التقنيَّات الحديثة، التي تمَّ إضافتها، محلَّ اهتمام فئة الشباب.
ولعلَّ أهمَّ ما ميَّز معرض مسقط هذا العام أنَّه لم يقتصر على بيع الكتب، بَل تحوَّل إلى حالة ثقافيَّة شاملة؛ فبجانب ما حظي به المعرض من إصدارات مخفضة من العديد من دوَل العالم، تمَّ طرح حزمة من البرامج الثقافيَّة المتنوِّعة، التي توزَّعت على مدار أيام المعرض، فكان لهذا الثراء الثقافيِّ مردوده في الإقبال الجماهيريِّ، حيث سعى الزائرون ـ إلى جانب شراء الكتب ـ إلى المشاركة الإيجابيَّة في الفعاليَّات التي أقيمت في المعرض؛ إشباعًا لرغبتهم للنَّهل من مختلف قطوف الفكر والثقافة والأدب والعلوم، كلٌّ حسب اهتماماته الفكريَّة، وتطلُّعاته الثقافيَّة والبحثيَّة، لِيتيحَ هذا الإقبال المتنوِّع منصَّة ثقافيَّة كبرى للناشرين والموزِّعين والمُؤلِّفين من داخل سلطنة عُمان وخارجها لطرح إصداراتهم. إنَّ هذا النجاح اللافت، سواء من حيث الحضور الجماهيريُّ، أو التنوُّع في المعروض بتلك الفعاليَّات المتنوِّعة التي شهدتها النسخة السابعة والعشرون، والتي ناقشت قضايا اقتصاديَّة واجتماعيَّة وسياسيَّة؛ للاستفادة من الحضور الجماهيريِّ الكبير الذي شهدته هذه الدَّورة، واستعراض كافَّة القضايا المطروحة على الساحات المحليَّة والإقليميَّة والعالميَّة. فالمعرض هذا العام ضمَّ مجموعة من الفعاليَّات المصاحبة تتنوَّع بَيْنَ ندوات فكريَّة ولقاءات أدبيَّة وتظاهرات ثقافيَّة، كان لها أثَرٌ كبير في تعزيز المحتوى الثقافيِّ للمُجتمع، وتحريك المياه الراكدة لبعض المقتنيات الثقافيَّة والكُتب الدفينة والمستجدَّة، لِيكُونَ المعرض في نسخته الحاليَّة، وما استجدَّ من تقنيَّات جديدة وإبداعيَّة في تقديمها وإخراجها ومحتواها لأوعية الفنون والثقافة والأدب والعِلم، فرصة كبرى لكافَّة الأذواق والفئات العمريَّة المختلفة.
لقَدْ شهد المعرض هذا العام تناغمًا كبيرًا بَيْنَ الفعاليات التي تثري الجوانب الحياتيَّة والاجتماعيَّة والسياسيَّة، التي تُنمِّي من قدرات ومهارات الشَّباب والأطفال، الذين حظوا هذا العام بمساحة واسعة من نشاطات المعرض، وصلت إلى نَحْوِ (166) فعاليَّة موزَّعة بَيْنَ ركن القراءة والكتابة والفنون، وركن العلوم ومسرح الطفل ومتحفه، ما شكَّل نقلة كبيرة وإضافةً للمعرض هذا العام، بجانب ثراء محتواه الثقافيِّ، وعملت على جعله أكثر جاذبيَّة، حيث أضحى المعرض بفعل تلك الفعاليات وجهة تُثري العقول، وتَبني القدرات، وتُعزِّز الثقة بالنَّفْس، وتوسِّع المدارك، وتُعلِّم المفردات، وتصقل التجارب على تنوُّعها لكافَّة فئات المجتمع على تنوُّعها.

المصدر: 
جريدة " الوطن" العمانية