يسألونني في مشكلات الشباب و همومهم
يتناول جملة من المشكلات الهامة التي تعترض الشباب في حياتهم الخاصة , و قد تؤدي بهم الى منزلقات خطرة , و يحاول ايجاد الحلول المناسبة لها
يتناول جملة من المشكلات الهامة التي تعترض الشباب في حياتهم الخاصة , و قد تؤدي بهم الى منزلقات خطرة , و يحاول ايجاد الحلول المناسبة لها
مقدمة
قد يتساءل أناسٌ لماذا هذا الكتاب؟ وما قيمة عرضه لهذه المشكلات؟ وهل يكفينا أن نقرأ هذه المشكلات ونُصدم بما فيها، ثم نجلس نبكي أو نتباكى على الأطلال؟
الحقيقة أن المتأمل لأحوال مجتمعاتنا يلحظ وجود خلل في المفاهيم والتصورات، وربما قصور فهم، فإفراط هنا وتفريط هناك، أدّى ذلك إلى تغير ملحوظ في منظومة القيم الاجتماعية، اتسعت الثقوب فبات الأمر صعباً على الراتق، وصرنا وكأننا نتردى في هاوية سحيقة ما لها من قرار.
ولقد اطلعت على بعض من هذه المشاكل من خلال عملي واحتكاكي بالطلبة والطالبات والزميلات والزملاء في كليتي ومن خلال تعاملاتي مع شبكة ممتدة من الجيران والأصدقاء والأمثلة كثيرة لا تتسع هذه المساحة لذكرها:
- فتيات على خلق ودين، لم يجدن التوجيه اللازم، فانسقْنَ وراء عواطفهن تلبية لنداء الغريزة، وتورطن في علاقات عبر الهاتف، أو الرسائل، أو اللقاءات مباشرة مع الشباب، ومنهن من خدعت نفسها بورقة الزواج العرفي.
- فتاة يقوم عمها باغتصابها مرات ومرات، في غياب الضمير والوازع الديني ومعاني الشرف والرجولة، وفي غياب رقابة الأهل، وتجد العار حيث توقعت أن تجد الأمان، ولا تستطيع أن تخبر الأهل خوفاً من الفضيحة.
- مدرسة بمدرسة إعدادية للبنات بأحد أحياء القاهرة الراقية مذهولة من هول ما رأت: ممارسة السحاق تنتشر بين طالبات المدرسة كانتشار النار في الهشيم، وصاحب المدرسة يتكتم على الأمر خوفاً على سمعة المدرسة،
- بيوت تتصدع من هول ما فيها من مشاكل بين الأزواج، وينتهي الأمر إما بالطلاق، أو ببيوت أوهى من بيت العنكبوت فلا سكن ولا مودة ولا رحمة،
- وهلَّ علينا الوافد الجديد (الإنترنت) وبدلاً من أن نستخدمه فيما يفيد ونوظفه التوظيف الأمثل، انبهر به الكثير منا فعدّوه ملهاة أو أداة لشغل وقت الفراغ، وتضييع الوقت، فأدمنوا مشاهدة المواقع الإباحية والصور العارية، أو تورطوا في علاقات غرامية أو جنسية عبر الشاشة، فأصبح وبالاً علينا من حيث لا نحتسب.
في وسط هذا الخضم وجدت تجربة (باب مشاكل وحلول للشباب - إسلام أون لاين) تجربة رائدة لعدة أوجه أهمها:
1 - خصوصية الإنترنت جعلت هذا الموقع المتنفس والملجأ والملاذ لكل صاحب مشكلة، يعرض مشكلته بصراحة، وبلا خجل، ويتعرض لأدق التفاصيل بلا مواربة، ويبوح بخفايا الصدور، وبما يخجل أن يصارح به الآخرين، وهو واثق من أنه سيجد في القائمين على الصفحة خير مساعد بعون الله وتوفيقه.
2 - مكنت الصفحة أبناء الأمة الإسلامية والعربية أن يتواصلوا عبر القارات. سمعنا صرخات أخواتنا في الخليج، وسمعنا تأوّهات وآلام وآمال الإخوة والأخوات في الغربة، كما أطلعتنا على آمال وآلام أحبائنا المرابطين في سبيل الله في أرض الإسراء.
الجميع يتحدث ويناقش ويحاور من الجزيرة العربية إلى المغرب العربي، وهي خطوة على طريق تحقيق حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((مَثَلُ الْمُؤْمنين في توادّهم وتَراحُمهم كمثَل الجَسَدِ إذا اشتكى منهُ عضوٌ تداعى لهُ سائرُ الأَعضاءِ بالسَّهرِ والحُمَّى)).
3 - جاءت هذه الصرخات والتأوهات لتدل على باقية من عافية في جسد هذه الأمة المريضة، ولتبعث الأمل في نفوسٍ دبّ فيها اليأس من هول ما ترى.
4 - إن للقائمين على هذه الصفحة رؤاهم وتصوراتهم التي استمدوها من فهم عميق لتعاليم ديننا وتوجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن خالفوا بها أعرافاً وتقاليد تصور الناس أنها من الإسلام، والإسلام منها بَراء.
لقد آثروا أن يخوضوا غمار البحار سابحين ضدّ التيار، مصارعين الأمواج، مادين يد العون الحانية للغرقى، ورفضوا أن يكونوا كالنعام يدفنون رؤوسهم في الرمال هرباً من مواجهة الواقع، فكانت لهم نظرتهم الثاقبة في تشخيص الأدواء والعلل التي تعترينا، وتحليل الأسباب وتبصير القراء بها، ووصف طرق العلاج الناجعة وسبلها.
ولقد ارتأينا لعموم الفائدة أن تطبع هذه الصرخات في كتاب أو مجموعة كتب فيستفيد بمتابعتها جمهور القراء، كما استفاد منها مستخدمو الإنترنت، وأملنا أن تصل هذه المشاكل وهذه الرؤى والتصورات إلى أكبر قدر من الناس، فينفعل بها كل غيور على دينه، وكل مهموم بأمر أمته، فيحركهم هذا الانفعال - كل حسب قدراته واهتماماته - فيستفيد منها من يستفيد على المستوى الشخصي، ويتحرك بها من يتحرك ناصحاً ومرشداً وعوناً لمن هم في محيطه، أو منظماً لعمل جماعي تتضافر فيه جهود المخلصين.
ولقد قدمنا في هذا الكتاب عدداً كبيراً من المشاكل المهمة مع حلولٍ لها، وحلمنا أن يكون هذا الكتاب بداية لسلسلة من الكتب يتم فيها تصنيف المشكلات وفق المراحل السنية المختلفة.
وبحسبنا أن جهدَنا جهدُ المقلّ، ندعوه سبحانه أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن يغفر لنا أي تقصير فالكمال لله وحده.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
* * *
المشكلة
إلى الإخوة الأعزاء: أنا صاحب مشكلة، ومشكلتي هي من نوع خاص.
أنا شاب موظف أبلغ من العمر سبعة وعشرين عاماً، كنت متزوجاً وأعيش وحيداً. أهلي يسكنون قريباً مني، ولكني كنت أعيش في بيت بمفردي، تزوجتُ، وطلقتُ قبل حوالي عام.. أحاول جاهداً أن أكون ملتزماً، وأحاول إقامة الصلاة في وقتها قدر ما أستطيع إلى ذلك سبيلاً.
لا أريد أن أطيل عليكم، أضع مشكلتي بين أيديكم، وأرجو أن تبعثوا لي جواباً شافياً بأسرع فرصة ممكنة..
مشكلتي هي أني أحببت فتاة تصغرني بخمسة أعوام، وهي من نفس الحي الذي أسكنه، وقد تجرأت وتكلمت معها عن طريق الهاتف، ولكن حديثنا بقي ضمن الأدب والأصول إلا من بعض العبارات، مثل يا حبيبي يا حبيبتي يا روحي فقط، وقد وعدتها بالزواج وحددت لها موعداً لأخطبها من أهلها، وهي لم تكن تلبس الجلباب، ولكن بطلب مني وافقت عن رضا وطيب نفس أن تلبسه، وبعد ذلك طلبت منها ألا تنزل إلى السوق وحدها نهائياً، وصدقوني وافقت عن رضا وطيب خاطر، وبعدها طلبت منها ألا ترد على الهاتف بتاتاً حيث يوجد عندها الكثير من الإخوة والأخوات، وهم يقومون بالرد على الهاتف بدلاً منها. أنا لا أعتقد أنه من حقّي أن أفرض عليها هذه الأوامر الآن، ولكن هذا ما حصل.
المشكلة أني أخاف أن أقدم على الزواج منها، وأنا لا أعرف لماذا؟ والصحيح أني لا أحب هذه الطريقة في الزواج ألا وهي التعرف على الفتاة عن طريق الهاتف، ولكن كما قلت لكم: هي من نفس الحي ومن أقربائنا، أنا أحب الزواج بدون هذه الطريقة.
ولكن أفكر أيضاً إذا تزوجت بالطريقة التقليدية مخاطباً نفسي: هل تضمن أن الفتاة قد أحبَّتْ من قبلك، وتكون أنت على الهامش بعد الزواج؛ حيث إنك لن تكون في قلبها؟ وإذا أرادت الإخلاص لك فلن تعطيك أكثر من أن تخاف على بيتك وعرضك في غيابك، ولكن قلبها لن يكون لك.
إذن ما العمل؟ لا بدّ أن أحب فتاة وتحبني، أنا أعرف أن الحب أكبر من أن نختار من نحب، ولكن لا أعرف؟ أريد منكم أن ترشدوني، أرجوكم ألا تضعوا مشكلتي على الرف.
الحل:
الأخ الكريم، لا نضع أبداً أي سؤال على الرف، إضافة إلى أن مشكلتك هامة، وتستحق رداً شافياً فعلاً كما طلبْتَ.
أخي، أنت متردد، وأسباب ذلك واضحة للغاية، فأنت مثل كل رجل شرقي - أو لنقل الأغلبية - أحببت فتاة، وأردت أن تتأكد من مشاعرك تجاهها، ومشاعرها تجاهك، واختبرت هذا عبر الهاتف، وعبر توجيهاتك لها بارتداء الجلباب، وعدم الرد على الهاتف إلخ، واستجابت الفتاة عن طيب خاطر؛ لأنها تحبك، فأين العيب في ذلك،، هل استجابتها لك تشينها؟،،
لعلّك تزوجت المرة السابقة بالطريقة التقليدية التي تقول هذه المرة بأنك ترفضها، وأنت شريك كامل فيما حدث من مسار لهذه العلاقة الحالية، فما صدر عن الفتاة وعنك من بعض الكلمات التي ذكرتها إنما جاء في إطار وعدك لها بالزواج، وفي إطار حرصها على إرضائك غالباً، والكثيرات يفعلن.
وتقول: لا أحب أن أتعرف على الفتاة التي سأتزوجها عن طريق الهاتف، فهل يجوز فقط أن تعرف أية فتاة، وتتحدث إليها هاتفياً، وتعدها بالزواج، ثم حين تتجاوب معك تتركها وترحل؟!!
أي منطق معوج، وتفكير مريض سقيم هذا الذي نحن عليه معشر الرجال؟!!
إما أنّ الفتاة - وهي جارتك وقريبتك أصلاً كما قلت - محل ثقة، وعلى هذا الأساس وعدتَها بالزواج، واسترسلت في الكلام معها لتعرفها أكثر، وتختبر مشاعرها، أو أنها ليست محل ثقة، فتكون أنت المخطئ من البداية وفي القصة كلها، وأخبرني بربك، وكذلك أسأل كل شاب عربي: هل هناك ضمان على أي مستوى أن فتاتك هذه أو غيرها لم تعرف أحداً قبلك؟، وهل هناك ضمان أن أية امرأة ستستقيم معك؟، ابحث عن رضيعة، وتكفل بها مغلقاً عليها كل باب ونافذة، حتى لا ترى غيرك، ولا تحب قبلك.. هذا إذا أحبتك،، سامحني يا أخي الكريم، ولكنك جسَّدت بسؤالك هذا بعض الهراء الذي نعيشه، والأكاذيب التي تعودنا عليها، والتناقض، والمعايير المزدوجة التي نشكو أن أعداءنا (الكفار) يستخدمونها ضدنا، والحقيقة أننا نستخدمها بعضنا ضدّ بعض أكثر…
العبرة باستقامة السيرة، وحسن الخلق، وإخلاص الفتاة وصدقها في حبها إذا أحبت، ولا علاقة لهذا بالتنازلات التي تلجأ إليها بعض الفتيات برعونة وحمق باسم الحفاظ على الحب أو التضحية في سبيله، ولا أحسب أن فتاتك قد فعلت هذا أو مستعدة لفعله، فإن كنت ترى كلمة حبيبي في الهاتف خيانة وقلة أدب، فلماذا سمحت لنفسك بترديدها وأطربت أسماعك حين طرقت أذنيك، وقد طلبتها أنت حين قلت مثلها؟
ضع علاقة الفتاة بك جانباً، وتفحص سيرتها وسمعتها وتربيتها، فإن وجدت خيراً تزوجها؛ لأنه لا يشينها في هذه الحالة شيء سوى علاقتها بك.. تصور؟!!
* * *
المشكلة:
أنا سيدة متزوجة منذ حوالي أربع سنوات وقد رزقني الله بابن، ولكن كانت هناك مشكلة عند الولادة لا أعلم هل هي مشكلة بسبب الطبيب، أم ماذا؟ ولكن الله أراد أن يحدث عسر في الولادة مما أثّر على ابني؛ فقد أصيب بنقص في الأكسجين، ومن ثم تلف في بعض خلايا المخ أثر على الحركة عنده، وهناك بعض الخلل في وظائف المخ الباقية. وقد نصحنا الأطباء بالصبر؛ لأنه لا يوجد حلّ آخر، أي إنه ليس هناك علاج. وقد سافرت به إلى الخارج مرتين، وما زلت أتابع عند الأطباء هناك أو حتى هنا في بلدي وليس هناك أي تقصير منا، فنحن -أنا ووالده - نتابعه بشكل دائم، والحمد لله هناك تحسن في حالته لكن بشكل بطيء. ليس أمامنا إلا الصبر، ولكن في بعض الأحيان أشعر بالاكتئاب والتعاسة، وأحس أن الشيطان قد سيطر على تفكيري، خاصة أنني أحس أن الطبيب هو السبب فيما أعاني منه، وهذه المعاناة منذ عامين ونصف وهي عمر ابني، فهو يعاني ونحن نعاني معه، فهو دائم البكاء ولا ينام بانتظام، وأحياناً يواصل الليل بالنهار ونحن معه طبعاً، وهذا ما يجعلني أمضي ليالي كثيرة في بكاء مستمر، ولا أعلم متى الفرج من عند الله. أرجو أن أجد عندكم ما يعينني على الصبر ويشدُّ من عزمي؛ حتى أقوى على المواصلة، كذلك أرجو أن أعرف ما هو ثواب صبر الأم على وليدها المريض. وشكراً لكم على اهتمامكم.
الحل:
أختي الكريمة، تريدين أن تعرفي ثواب الصابرين، وهذا شأنٌ كُتِبَ فيه الكثير من المصنفات، منها ما صنفه الإمام (ابن القيم) تحت عنوان: (عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين)، وجمع فيه من الآيات والأحاديث والآثار ما يضيق المقام هنا عن ذكره، يكفي أن الصبر نصف الإيمان، و {إِنَّما يُوفَّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ} [الزمر: 39/10]، وفي الحديث أنه: ((يُنادى يوم القيامة على أهل البلاء في الدنيا، ويعطيهم الله ويعطيهم، وما زال يعطيهم حتى يتمنى أهل العافية أن لو كانت أجسادهم قرضت بالمقاريض في الدنيا لعظم ما رأوه من أجر المبتلين)).
عندما يكتب الله منزلة لعبد لا يبلغها بعمله يبتليه؛ فيكون صبره على البلاء بمثابة تعويض عمَّا فاته أن يصل إليه من منزلة بعمله، بمعنى أن أجر الصبر على الابتلاء يكون بديلاً عن التقصير في العمل، فيرتقي العبد ويرتقي شريطة أن يكون في الدنيا من الصابرين.
أختي الصابرة،
حضرت منذ سنوات مؤتمراً دولياً فريد التكوين والنظام، ومن برامجه أن يجلس الناس ليتبادلوا الخبرات والتجارب، وفي صبيحة يوم من الأيام كانت الجلسة بعنوان: (من موقف الضحية إلى المعالج)، وفي هذه الجلسة تحدث زوجان عن تجربتهما - وهما من روسيا - في ولادة طفلة تشبه حالة طفلك، وكان السبب المباشر وراء معاناتها هو إهمال الطاقم الطبي الذي قام بعملية الولادة، وروى الزوجان قصتهما، وكيف تفهّما الموقف، ومارسا الصبر الإيجابي.
أولاً: بالبحث والتنقيب عن موضوع الخلل، وَجَدا أنه بسبب تقصير التمريض في العناية بالطفلة بعد ميلادها مباشرة.
ثانياً: قاما بالبحث في المراجع العلمية، وعلى الإنترنت لمعرفة حالة الطفلة وتشخيصها بدقة، والبحث والاتصال بأهم المراكز التي تعالج مثل هذه الحالات، وقاما بالاتصال بأحد هذه المراكز، وتلقَّيا منه برامج تدريبية وعلاجية تفيدهما في التعامل مع حالة طفلتهما وتطويرها.
ثالثاً: قاما بتطبيق هذه البرامج، وكل ما من شأنه تسريع تحسن حالتها، وتحسين قدرتهما على التعامل معها، وتفهم حالتها بما في ذلك الاتصال بالأسر التي لديها أطفال يعانون من نفس المشكلة عن طريق الإنترنت، وتبادل الخبرات معهم.
رابعاً: كوّن الزوجان ما يشبه الجمعية لتطوير وتنمية وزيادة مهارات الممرضات العاملات في حقل رعاية ما بعد الولادة؛ حتى يتم التقليل من احتمالية حدوث هذا الخطأ ثانية مع أطفال آخرين، وفي هذا السبيل تحولت الأم من التدريس - مهنتها الأصلية - إلى التمريض، وساعدها هذا في التفرغ أكثر لفهم ورعاية حالة ابنتها، وإدارة هذه الجمعية الجديدة.
وفي نهاية كلمتهما قالا: نودُّ أن نقدم لكم ثمرة من ثمار هذا الجهد المضني الذي استمر لسنوات، ودخلت طفلتهما تتهادى مثل البطة الصغيرة بعد أن شفيت بشكل شبه تام من الحالة التي نتجت عن قصور ولادتها.
درجنا يا سيدتي على الحديث عن الصبر والرضا والتسليم، وكأن الأمر يعني مجرد التحمل حتى يأتي قضاء الله فنموت أو يموت الطفل الْمُبْتَلى، وهذا أضعف الإيمان.
خطأ أن تتمركز حياة الإنسان حول أية ناحية من النواحي، فما بالنا إذا كانت هذه الناحية مؤلمة ومزعجة ومحزنة.
تحتاجون إلى استعادة بقية نواحي الحياة من مرح ونزهات واجتماعيات، وأنشطة أخرى، فهذا كله مصادر للطاقة، وعون على الصبر.
ويفيدكم مثل الزوجين اللذين حكيت لك عنهما أن تتحولا تدريجيّاً من نفسية الضحية - بالاستعلاء عليها - إلى نفسية المعالج والمشارك في هموم الآخرين، وستجدين في الانترنت تجمعات وهيئات تفيدك بمعلومات واتصالات أساسية في هذا.
ومع تحسن طفلك أكثر قد تفكرين في الإنجاب ثانية؛ مما يدعم تعايشكم مع حالته وممارستكم التدريجية لحياتكم كأسرة عادية تراعي احتياجات كل فرد فيها كما هي. تمنياتي لك بالسعادة في الدنيا والآخرة.. وتابعينا بأخباركم.
يتناول هذا الكتاب جملة من المشكلات الهامة التي تعترض الشباب في حياتهم الصاخبة، تؤدي بهم إلى منزلقات خطيرة، تخرب المجتمع وتهدم البيوت، وتحلّ الروابط الأسرية، وتغيّر التركيبة العمرانية..
وقد وجدت هذه المشكلات متنفساً لها عبر أكثر من موقع على الشبكة العالمية للمعلومات (إنترنت) ووجد أصحابها أجوبة تساعدهم على تجاوز المحن التي وقعوا فيها.
ولحجم هذه المشكلات وأهميتها رأت دار الفكر أن تختار مما ورد على المؤلف من أسئلة أنموذجات منها، حررتها وهيأتها لتصلح للنشر مع حلولها، فيطلع عليها من لا يستطيع استعمال الشبكة لتعميم الفائدة من تلك الأسئلة التي وفدت عليه من الأقطار العربية كلها.