تخطي إلى المحتوى

الجرائم المسماة في الإسلام

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $9.00
السعر الأصلي $9.00 - السعر الأصلي $9.00
السعر الأصلي $9.00
السعر الحالي $7.20
$7.20 - $7.20
السعر الحالي $7.20
كتاب أكاديمي يتناول أنواع الجرائم التي تناول التشريع الإسلامي عقوباتها، حدد المؤلف تلك الجرائم، وسماها من حيث إنها واقعة على الدين، أو على الأشخاص أو على الأموال، أو على الأعراض، أو على العقل.. وذكر العقوبات التي شرعها الإسلام فيها.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
256 الصفحات
24×17 القياس
2010 سنة الطبع
978-9933-10-164-0 ISBN
0.46 kg الوزن

الحمد لله رب العالمين، الحكم العدل، الحق المبين، وهو أحكم الحاكمين، وهو أسرع الحاسبين، وهو الذي يجمع بين عباده ثم يفتح بينهم بالحق، وهو الفتاح العليم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد، أعدل من حكم، وأرحم من قضى، وأكرم من هدى، إمام الأنبياء والمرسلين، وسيد الأولين والآخرين، ورحمة الله للعالمين، معلم البشرية الخير والحب والسلام، ومرشدهم إلى الحق والعدل والإحسان، وهاديهم إلى صراط الله المستقيم. وبعد:
فإِنَّ الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وجعله خليفة في الأرض ليعمرها بما يحب ويرضى فقال سبحانه: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 2/30] .
والغاية من ذلك التعامل مع الكون ومقدراته، ضمن النظام الربَّاني الذي لا يخرقه خلل، ولا يصيبه زلل؛ لأنَّ الله الخالق سبحانه في علاه، هو الذي خلق الكون بما فيه، وخلق الإنسان وأعطاه القدرة العقلية والعلمية على استثمار هذا الكون لما فيه مصلحته وسعادته ورفعته وقوته واستمرار نوعه.
ولذلك فإن الشرائع جميعاً كانت تصب في هدف واحد بعد دلالتها على الله والحث على عبادته وتقواه، وهو رفع مستوى الإنسان الأخلاقي والاجتماعي والنفسي، وكان الأنبياء جميعاً صلوات الله عليهم يحملون رسالة واحدة تدعو إلى توحيد الخالق، وعبادته وشكره، والتزام تعاليمه في إعمار الأرض والنهي عن إفسادها.
وفي مجمل هذه الدعوات والرسالات كان الإنسان هو المحور لقدسيته عند ربِّه، وهل ثمةَ أقدس من مخلوق خلقه الله عزَّ وجلَّ ليكون خليفةً له في الأرض.
قال سبحانه: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: 17/70] .
وقال سبحانه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ *} [التين: 95/4] .
ولأن هذا المخلوق مكرم عند ربه، وضع له منهاجاً واضحاً ليحافظ عليه، وليتمثل به ليحافظ على نفسه ونوعه، بل اعتبر أن أي اعتداء على هذه النفس البشرية هو اعتداء على البشر كافة؛ لأن النفس واحدة، كما أخبر الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام: «كلكم لآدم، وآدم من تراب».
فقال تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 5/32] .
إن هذه الآية واضحة جداً في إرساء المفاهيم التالية:
1 - قدسية الإنسان والنفس البشرية.
2 - أصل النفس الواحدة، ومالكها هو خالقها وربها رب العالمين.
3 - الاعتداء على هذه النفس اعتداء على البشر كافة.
4 - الدعوة إلى بذل الجهود واستثمار المواهب في الحفاظ على الحياة البشرية ونقائها وسلامتها.
ومن هنا فإن مفهوم الاعتداء على النفس البشرية يبدأ من:
أ - ذات الإنسان : حين يؤذي نفسه، بالاعتداء عليها من خلال تشويه معالمها وإخراجها عن دورها وفطرتها، أو العبث بتوجهاتها، مثل:
1 - عدم طلب العلم والوعي في معرفة: لماذا خُلِقنا؟ ومَنْ خَلَقَنا؟ وما هو الهدف الأسمى في هذه الحياة؟
2 - الانسياق وراء الأهواء والملذات والشهوات، مما يُضعِف الطاقة الجسدية، ويؤثر في الحالة النفسية، ويشارك في تراجع الأداء الذاتي المطلوب مثل: الإدمان على الدخان مما يسبب الضرر الجسدي عدا عن الضرر الاقتصادي، وما يتبع ذلك من مخدرات أو مسكرات، أو أن يُقْدِمَ على قتل نفسه، وذلك اعتداء صريح على النفس البشرية التي ليست ملكاً له.
ب - المجتمع المحيط بالإنسان : كأن يعتدي على مال أحد أو دمه أو عرضه وهذا من أسوأ ما يصدر من الإنسان حين لا يكون ضمن منظومة أخلاقية تقيدها ضوابط إجرائية.
نعم إنها الحكمة من تشريع الحدود.. وفرض العقوبات على المتجاوزين والمخالفين، لقطع الطريق على من تسول له نفسه الاعتداء على النفس البشرية أو الحريات العامة لكي يلتزم التشريع الإلهي، ويقدس هذا المخلوق على اختلاف جنسه ولونه وعرقه ودينه، وقد أثبت رسول الله دعائم هذا التشريع بقوله: « لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة ».
ولا أوافق رأي من ينظر إلى شرائع الإسلام - وعلى الأخص الحدود والعقوبات المقدرة لها - في أنها شديدة أو قاسية، فإن هذا غير مقصور على الإسلام أولاً، ثم إن المقصود من كل التشريعات والحدود والعقوبات هو الحفاظ على النفس البشرية، وكرامتها، وعفتها، وطهارتها، وجهودها، وإنتاجها، ولا يمكن لنا أن نتصور أنه يجب علينا نقد التشريع الإسلامي أو اتهامه بالقصور أو القسوة لإرضاء المخالفين أو المتسلطين أو المتضررين من هذا التشريع، وستبقى حملات التشويه والاعتراض قائمة ما دام أن ثمة فريقاً يدعو إلى الجنة وفريقاً يدعو إلى السعير، وفريقاً يدعو إلى كرامة الإنسان، وفريقاً يدعو إلى استعباد الإنسان، ولقد فهم المسلمون حرية الإنسان وكرامته وقيمته وحقه في الحياة أياً كان حين ترجم الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب فهمه لهذه التشريعات حين أخذ حق القبطي من ابن واليه على مصر عمرو بن العاص حين قال له: « متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟».
ونحن نقول:
- متى كان الزنا حقاً شخصياً وحرية فردية وهو يسبب خللاً اجتماعياً ونفسياً واقتصادياً وصحياً؟
- متى كانت السرقة ( مادية أم معنوية ) ( ظاهرة أم باطنة ) هي المعيار لإثراء أفراد على حساب أفراد، وظهور الطبقية في المجتمعات؟.
- متى كان القتل بأي داعٍ كان ( إلا ما كان لرد ظلم أو عدوان ) سبباً مهماً للبقاء وإثبات الوجود والذات؟.
وهكذا كل ما من شأنه أن يغير المفاهيم والقيم التي خلق الله تعالى الإنسان من أجلها، وخلق له كل ما في الكون لخدمته وسعادته، وطلب منه أن يستخدم ذلك بنظام عادل وأخلاق رفيعة، فإن هو خرج عن ذلك كان العقاب بانتظاره.
هذا ما دفعني لأكتب في هذا الموضوع وأبين أحكامه كما وردت في مصادرنا الشرعية، ولا أدعي أنني أخذت السبق في ذلك، لكنني أسأل الله أن تكون لبنة في بناء الفكر الناضج وتوضيح الحقائق التي يسعد بها الإنسان في دنياه قبل آخرته.
ثمة أمر آخر هو أن هذا الكتاب جزء من كتاب كنت قد أنجزته بعنوان ( الجريمة أسبابها ومكافحتها )، وقد قمت بفصل هذا الكتاب عن الكتاب الأم عملاً بنصيحة الأستاذ الفاضل سعدي أبو جيب حفظه الله، المستشار السابق في محكمة النقض، إذ أشار علي بذلك في مقدمة الكتاب المذكور حيث قال:
«(ولئن كان المؤلف قد رسم لكتابه مخططاً رآه، وسار عليه، كل فصل آخذ بأخيه حذو القذّة بالقذّة) إلا أنني أرى أن يفرد الباب الخامس بكتاب برأسه بعنوان ( الجرائم المسماة في الإسلام ) ليكون مرجعاً لرجال القانون، والباحثين في النظام الجزائي في الإسلام، ويستعاض عنه بخلاصة وجيزة تكون تمهيداً لما بعدها..».
وأنا ها هنا أستجيب لنصيحة أستاذنا الكريم، فأسأل الله الكريم أن يجعل ذلك في صحائف أعماله وأن يتقبل منا جميعاً.
وختاماً فإنني أقدم هذا العمل المتواضع ليكون رافداً لكل بيان في نشر الأحكام الشرعية التي نص عليها كتاب ربنا سبحانه وتعالى، وأوضحتها سنة نبينا عليه الصلاة والسلام وسيرته في تطبيق أحكام ربه، كما قال تعالى _ . ف ق ك ل م ن ه و ى ي ً ٌ ٍ َ ُ ِ ! ء »! ! {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: 5/49] وصدق كلام ربنا: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: 5/3] .
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وعملاً متقبلاً يا رب العالمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
دمشق 11/6/2008م
عمر حوري

كلمة الغلاف
الجرائم المسماة
نزل الإسلام تشريعاً متكاملاً، لم يترك جانباً من جوانب الحياة إلا وضع له العلاج المناسب الذي تستقيم معه الحياة. فماذا عن الجرائم المرتكبة؟
وما العقوبات الرادعة المناسبة لها التي تحمي الدين والعقل والمال والعرض والنفس؟
هذا الكتاب يستعرض أنواع الجرائم الممكنة في المجتمع ويفصّل فيها ويبين طرقها وأنواعها وأركانها، ويعرّفها، ويذكر في بعضها حوادث جرت أيام النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يذكر العقوبات التي شرعت فيها، وما جاء من آيات كريمة وأحاديث شريفة وأقوال العلماء وما جاء في بعض مواد القوانين...
ويختم المؤلف بالأثر الفعال لهذه العقوبات في مكافحة الإجرام وفي مصالح المجتمع وحماية الوجود الإنساني.