تخطي إلى المحتوى

التعايش الإنساني في التصور الإسلامي

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $6.00
السعر الأصلي $6.00 - السعر الأصلي $6.00
السعر الأصلي $6.00
السعر الحالي $4.80
$4.80 - $4.80
السعر الحالي $4.80
يصدر هذا الكتاب، الذي يبحث التعايش الإنساني في التصور الإسلامي، في الوقت الذي تجتاز الإنسانية فيه أكبر وأخطر منعطف في تاريخها، يخرج بها من عصر الصناعة، إلى عصر المعرفة والاتصال، من دون أي إدراك للتغيرات الاجتماعية الكبرى التي يقتضيها هذا التحول إلى عصر جديد.. كتاب هام جدير بالقراءة.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
208 الصفحات
24*17 القياس
2019 سنة الطبع
9789933361860 ISBN
0.33 kg الوزن
أمازون رابط النسخة الإلكترونية على أمازون

إن البداية أو الانطلاق نحو الخروج من أزماتنا وبناء البديل الحضاري العالمي تكمن في فهم الحالة الراهنة للإنسانية جمعاء؛ بحيث ندرس مآسيها وأزماتها التي تزداد كثافة وظلاماً عبر الأيام . الشيء الذي أدى إلى خلافات خطيرة سرعان ما تحولت إلى صراعات فكرية مذهبية وطائفية دينية بين حملة الأديان المختلفة، وانقسامات داخل الذين يدينون بالدين الواحد، وانشطارات داخل الفرق والطوائف .
ولذلك اهتم الباحثون والعلماء من المسلمين وغيرهم، بموضوع التعايش والتقارب؛ نظَراً لتعلُّق الموضوع بحياة النَّاس وتعاملاتهم في شتَّى جوانب الحياة؛ ونظراً لكثرة الشُّبهات المثارة حول الموضوع نتيجة للظرفية الخاصة والحرجة التي تمر بها الأمة . وأحببت أن أساهم بشيء في هذا الموضوع ، منطلقاً من قاعدة شرعية، وهي: أن الأصل في العلاقات الإنسانية السلم لا الحرب . والرفق لا العنف، واللين لا الشدة، والرقة لا الغلظة... لأن الإسلام دين ينبعث عن مفهوم إلهي كوني؛ كما قال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه: «إنَّ اللهَ بَعَثَ مُحَمَّداً (ص) داعِياً، وَلَمْ يَبْعَثْهُ جَابِياً» . أي أنه (ص) بُعث مبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله على أسس وقيم ثابتة وجامعة، كالإحسان والتسامح والحرية والمساواة، بل إن الإسلام احتضن كل القيم الإنسانية العليا التي تنظم المجتمع الإنساني على أساس التعاون والتضامن والسلم والأمان والمحبة والاستقرار، وضبط هذا السلوك الإنساني بكل ما يكفل كرامة الإنسان وينمي وشائج الاتصال بين الجميع ، والمعصوم (ص) عمل على اقتلاع جذور التعصب، وسدَّ كل منافذها ، حينما قال: «لَيْسَ مِنّا مَنْ دَعا إِلى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنّا مَنْ قَاتَلَ عَلى عَصَبِيَّةٍ، وَلَيْسَ مِنّا مَنْ ماتَ عَلى عَصَبِيَّةٍ» ، وحرَّم حمية الجاهلية فقال: «دَعُوها فإِنَّهَا مُنْتِنَة» . فلا شدة ولا عسر ولا تعصب ولا بغض ولا حقد، بل الرحمة واليسر والسماحة والعطف والمحبة.
هذا وقد راعى المسلمون حقوق المستأمنين . في ضوء مكوِّنات شبكة العَلاقات الاجتماعيَّة التي تتمُّ تبعاً لتأثير طوائفَ اجتماعيَّةٍ ثلاث:
أ- تأثير عالَم الأفكار.
ب- تأثير عالَم الأشياء.
ج- تأثير عالَم الأشخاص.
لكن هذه العوالِم الثلاثة لا تَعمل متفرِّقة، بل تتوافَق في عملٍ مشترَك تأتي صورتُه طبقاً لنماذجَ أيديولوجيَّة مِن (عالم الأفكار)، يتمُّ تنفيذها بوسائل من (عالم الأشياء)؛ من أجل غاية يحدِّدها (عالم الأشخاص).
ومعنى هذا لا يمكن أن يتم عمل تاريخي إذا لم تتوفر صلات ضرورية داخل هذه العوالِم الثلاثة لتربط أجزاءها في نطاقها الخاص وبين هذه العوالم لتشكل كيانها العام من أجل عمل مشترك.
وكما أن وحدة التغيير التاريخي ضروريَّة، فإنَّ انسجام وحدة التغيير التاريخي مع الغايةِ منها ضروري، كي يجسِّد الحضارةَ في الواقع،"وهذا الشَّرْط يستلزم كنتيجةٍ منطقيَّة وجود (عالم) رابع، هو مجموعُ العلاقات الاجتماعية الضروريَّة" .
وقد أحسن المحسنون عبر التاريخ فن إدارة التعدد والاختلاف، ولولا ذلك البلاء الحسن لما بقي في هذا العالم شيء من هذا التنوع الهائل، ففي غالبية الأقطار يوجد مسلمون ومسيحيون ويهود وغيرهم من الأقليات، فهؤلاء عاشوا في كنف الحضارة الإنسانية فاعلين، وليسوا مهمشين، بدون أن تفقد الأقليات هوياتها.
وعالمنا اليوم في أشد الحاجة إلى التسامح الفعال والتعايش الإيجابي بين الناس، أكثر من أي وقت مضى، نظراً لأن التقارب بين الثقافات والتفاعل بين الحضارات يزداد يوماً بعد يوم بفضل ثورة المعلومات والاتصالات والثورة التكنولوجية التي أزالت الحواجز الزمانية والمكانية بين الأمم والشعوب، حتى أصبح الجميع يعيشون في قرية كونية كبيرة .
نور الدين قراط بن حمادي.

يصدر هذا الكتاب، الذي يبحث التعايش الإنساني في التصور الإسلامي، في الوقت الذي تجتاز الإنسانية فيه أكبر وأخطر منعطف في تاريخها، يخرج بها من عصر الصناعة، إلى عصر المعرفة والاتصال، من دون أي إدراك للتغيرات الاجتماعية الكبرى التي يقتضيها هذا التحول إلى عصر جديد.. كتاب هام جدير بالقراءة.


التعايش موضوع حساس من جهة، وذو أبعاد دقيقة من جهة أخرى.. فما حقيقة التعايش؟ وما طبيعة التسامح في ذلك التعايش؟ وكيف يمكن أن تكون الحياة في بلد يسكنه جماعات متنوعة في العقيدة والفكر والتوجهات؟
إن ما حدث في ماليزيا وفي سنغافورة في العصر الحديث، في مرحلة من المراحل، أدى إلى صدامات عنيفة لم تسفر عن خير ولا غلبة لأحد الأطراف المتنازعة حتى حلّتها مسألة التعايش والمواطنة واحترام الآخر.
إلا أن الإسلام في عصره الأول سبق كل هذا، فقدّم الرسول صلى الله وعليه وسلم صورة مثلى للتعايش في دولة المدينة خلال غزواته وسراياه، ومن تعامله في السلم مع المشركين واليهود والمنافقين والأعراب، بالرغم من قيام مشكلات دقيقة كان يثيرها كل فريق، فكان يتجاوزها عليه الصلاة والسلام لمصلحة الجميع ..
حرص نبيُّ الإنسانية على تأليف القلوب بين المسلمين وغيرهم بما يحقق مصالح الأولين ولا يهدد كرامة الآخرين.. فالإنسان مهما كان توجُّهه هو المقصود في القانون الإسلامي، وله احترامه والحيّز الذي يليق به..

هذا الكتاب يعرض لموضوع التسامح في المواطنة والتعايش الإيجابي بين فئات المجتمع المختلفة.. ينطلق منه مؤلفه باعتماد الكتاب والسُّنة في بحثه، بدءاً بما صنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة في تنوعها الاجتماعي، وما طبقه الخلفاء الراشدون والصالحون بعدئذ.
الكتاب في ثلاثة فصول، قصر المؤلف فصله الأول "التعايش ماهيته وخصائصه" على مفاهيم وأساسيات اعتمد عليها للدخول في بحثه.
في حين تناول الفصل الثاني "المبادئ والأحوال الأساسية التي يقوم عليها التعايش" ثلاثة أسس؛ أولها: المبادئ والأصول المعتمِدة على الإيمان بحتمية الخلاف، وعلى مبدأ الحرية وتكريم الإنسان ووحدة أصله، وثانيها: حضاري تشريعي، وثالثها: أخلاقي وقيمي.
وخصص المؤلف الفصل الثالث "تطبيقات التعايش" مأخوذاً من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أصناف الناس المختلفة، فأورد صورة لتعامل المسلمين مع أهل الحبشة، ثم أشار إلى ميثاق المدينة الذي ضمَّ جميع الأطياف فيها.. وقدَّم صوراً أخرى من علاقته عليه الصلاة والسلام مع المنافقين، ومكاتباته إلى الملوك، وسياسته في حقن الدماء خلال الحرب.
وختم الفصل ليتحدث عن ضوابط التعايش، ومحاضنه، ومعوِّقاته، وأهدافه.