تخطي إلى المحتوى

الأزمة الرأسمالية المعاصرة أسباب وحلول

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $15.00
السعر الأصلي $15.00 - السعر الأصلي $15.00
السعر الأصلي $15.00
السعر الحالي $12.00
$12.00 - $12.00
السعر الحالي $12.00
ما سبب الأزمات الاقتصادية العالمية؟ هل من طبيعة النظام الرأسمالي أن يحدث فيه أزمات؟ ما تأثير أزمة القروض العقارية؟ ما أثر زيادة مديونية الاقتصاد الأمريكية في الاقتصاد العالمي، وتركز الثروة في أيدي أقلية تتحكم بالاقتصاد العالمي؟ ما مدى تأثير الأزمة على اقتصادات البلدان النامية والعربية؟ هل البديل الإسلامي ممكن لتجنب الأزمات الاقتصادية؟ هل النظام الاقتصادي الإسلامي متكامل، كيف يمكن أن يكون بديلاً عن النظام الاشتراكي أو الرأسمالي؟ أسئلة كثيرة وأفكار تطرح في هذه الحوارية المثيرة، يتصدى لها مؤلفان خبيران اقتصادياً وفكرياً.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
غلاف نوع التجليد
أبيض نوع الورق
488 الصفحات
20*14 القياس
2012 سنة الطبع
9789933103521 ISBN
0.47 kg الوزن
أمازون رابط النسخة الإلكترونية على أمازون
نيل وفرات رابط النسخة الإلكترونية على نيل وفرات

مقدمة
بعد مخاض فلسفي، وفكري، واقتصادي، وسياسي على مدى أكثر من قرنين، نضجت نظريتان اقتصاديتان تمخض عنهما نظامان هما النظام الاشتراكي (على أمل الوصول إلى المرحلة الشيوعية) والنظام الرأسمالي، وكان ذلك النضج على نار هادئة حيناً ومستعرة حيناً آخر استمرّ قرابة القرنين من تدفق المخطوطات التنظيرية لكلتا المدرستين، ودفقٍ من المفكرين من كل أطياف العلوم الاجتماعية، وقام المنظرون في كلتا المدرستين بعمليات التأصيل والتطبيق والممارسة والتنقيح والتعديل بحثاً عن أفضل الأنظمة الاقتصادية الصالحة للإنسان كلٌّ حسب وجهة نظره، أملاً في أن يحيا الإنسان بمستوى معاشي مقبول، أو جيد ملبّياً كل حاجاته وتطلعاته.
لن نخصص كثيراً من الوقت لدراسة الفكر الاشتراكي، اللهم إلا من باب إلقاء الضوء وبشكل سريع جداً على أسس هذه المدرسة، ولن نكتفي بذكر محاسنها على مذهب «اذكروا محاسن موتاكم»، ولكن بموضوعية بالغة، فإن الاشتراكية بطبيعتها تؤمن بالإدارة المركزية، وتحضّ على ملكية وسائل الإنتاج من قبل الشعب، وتؤيد تغلغل الجسد الحكومي في الحياة العامة، وتتدخل في تسعير المأكل والمشرب والمسكن والتي هي الاحتياجات الأساسية للإنسان، وتقوم بتعطيل آلية العرض والطلب في السوق كنوع من الوصاية على المواطن بحجة حمايته، وتقوم بالإمساك بخناق السوق، ومبرر هذا الدور "الأبوي" الوصائي على السوق هو توزيع الموارد بشكل أفضل يضمن عدالة اجتماعية واقتصادية في هدفه الأسمى.
تُظهر التجربة التاريخية لما كان يُعرف بالكتلة الشرقية تساوق معظم الممارسات الاقتصادية بممارسات إدارية سيئة -سمتها الديكتاتورية والشمولية- للموارد الوطنية الحكومية في حق المواطن من حيث كبر حجم أجهزتها الأمنية وانتشار الفساد، وطغيان الحكام، وقتل البشر واضطهادهم، إلى آخر هذه الممارسات التي لم تكن تنسجم مع تطلعات المواطن في الكتلة الشرقية، أو العربية التي تدّعي وصلاً بها، ولم تجعله سعيداً بل في أحيان كثيرة لم تستطع أن ترفع المواطن من تحت خط الفقر اللهم إلا في المدن الرئيسية، فربما لم تكن تجد إلا القليل من الفقراء في موسكو وليننغراد ولكن تجدهم بالملايين في أوزبكستان وطاجكستان وغيرها من المدن التابعة لما كان يُعرف بالاتحاد السوفييتي، ومع أن ستالين قتل ملايين الروس الأبرياء من أجل تحويل الاتحاد السوفييتي إلى دولة صناعية، إلا أن نظام "الاقتصاد السياسي" الاشتراكي الذي ترافق مع الاضطهاد والظلم، كان مؤشراً واضحاً -لمن يقرأ التاريخ - على قرب انتهاء النظام، إلى أن قُدِّرَ للاتحاد السوفييتي أن يأتي ميخائيل غورباتشوف عام 1985 لينهي هذه الممارسة الاقتصادية الأبوية السلطوية والتدخل في حياة البشر واضطهادهم على طريقة "الزواج بالإكراه"، وقام بإعطاء الإنسان حريته في الاقتصاد والسياسة، وانفرط معها عقد الاتحاد السوفييتي على يديه 1991، وأُصيبت التجربة الاشتراكية -على الأقل اقتصادياً- من حيث التطبيق في مقتل؛ بسبب إهمالها لمدى أهمية حرية الإنسان في عملية التنمية الاقتصادية إلى أن انتهت معظم الدول الاشتراكية إلى تبني النظام الرأسمالي ومحاولة الدخول في السوق الأوربية المشتركة من مثل رومانيا. (للأسف لايزال الدستور السوري مثلاً يقول في مادته الثالثة عشرة إن اقتصاد الدولة اشتراكي، رغم قانون الانفتاح رقم 10 عام 1991، ورغم تبني الاقتصاد السوري منهج اقتصاد السوق الاجتماعي والعمل على رفع الدعم عن السلع الأساسية ومحاولة بيع القطاع العام!!).
لم تصمد التجربة الاشتراكية لأسباب كثيرة لامجال للخوض في دقائقها في هذا المقام، ولكن كان مقتل هذا النظام هو تشبعه بروح الإيديولوجيا التي لا تتمتع بالمرونة الكافية لاستمرار أي نظام، والتي تمانع أي تأقلم مع متغيرات العصر، إضافة إلى أن ممارسة الحكام السياسية في معظم دول ما عرف بالمنظومة الاشتراكية، ابتداء بستالين وبريجينيف وانتهاء بجاوجيسكو في رومانيا إلى آخر دول عربية تبنت الاشتراكية، مارست القمع السياسي، وحلّت الأحزاب، واكتفت بالقائد "المُلهم" و"الأب" القائد لأطفاله بروح سلطوية أبوية فيها كل شيء عدا حنان "الأبوة"، لذلك كانت أزمتها تعني نهايتها وسقوطها رغم بعض جوانبها الإنسانية الإيجابية أحياناً.
النظام الرأسمالي من جهته قام منذ عهد آدم سميث وكتابه (ثروة الأمم) 1778م على فكرة أن الأصل في النظام الاقتصادي أنه يعتمد على التخفيف من حضور الجسد الحكومي في الحياة العامة، وعلى أن يكون بالحد الأدنى، فلا تتدخل الحكومة "الرأسمالية" في آلية السوق بل تترك للعرض والطلب أن يتولى تحديد السعر، وتعطي المستهلك والمنتج حرية التصرف في إطار القانون. هذه الليبرالية الاقتصادية لا يمكن أن تُطبق بشكل فعّال دون أن ترفدها الليبرالية السياسية بما فيها من ممارسة السياسة الحرة والصحافة -كسلطة رابعة - وقضاء مستقل التي هي الضمانة الحقيقية لاستمرار الرأسمالية بآلياتها الاقتصادية الحرة بأقل حد من الفساد والاحتكار. ولقد شهد تاريخنا المعاصر تطبيقات مسخ في منطقتنا العربية للنموذج الليبرالي بشكل مجتزأ ومشوه بالأخذ بسياسة الليبرالية العرجاء، محاولين تطبيق الليبرالية بشقها الاقتصادي -مع طعم الفساد ومذاق المحسوبية واحتكار أبناء السلطان لمفاصل الاقتصاد- والإهمال المتعمد للشق السياسي بما فيه من حريات صحفية وقضاء مستقل، مما أنتج مسخاً ليبرالياً عربياً أثمر مزيداً من البطالة والفقر وجعل المنطقة حُبلى بالثورات الاجتماعية.
ولم تقف الأزمات عند الثلاثينيات بل أصبح النظام الرأسمالي يتعايش مع "مرض" الدورات الاقتصادية كما يتعايش المريض مع مرض عُضال ومزمن بالأدوية والعلاج الطويل الأمد، والصبر على الألم "الاقتصادي والمالي"، وفي كل مرة لا يوقف الدول الرأسمالية أي مبدأ إيديولوجي، بل براغماتية تُبرر كل أنواع التدخل الحكومي لإنقاذ المريض، وبمرونة بالغة عجز عن تبنيها أصحاب "الإيديولوجيا الاشتراكية" لأنهم ابتلوا على مدار السنين وفي معظم الأحيان بأنظمة سياسية "غبية"، وحكام "متصلبين إيديولوجياً" وضعوا الإنسان في آخر سلم اهتماماتهم. لم تبالِ الحكومة الأمريكية بالتوسع في توظيف عدد هائل في الحكومة التي من المفترض أن يصغر حجمها لا أن يكبر حسب العقيدة الرأسمالية، فعدد موظفي الحكومة الأمريكية 21 مليون موظف راتبهم الشهري نحو 64 مليار دولار (بلغ عدد الموظفين الفيدراليين عام 2007 وحدهم 2.7 مليون موظف فيدرالي يصل راتبهم الشهري إلى 14.4 مليار دولار)، إن هذا يُظهر أن الجسد الحكومي هائل في أعظم دولة رأسمالية في العالم.
بعد انتهاء بريطانيا كإمبراطورية لا تغيب عنها الشمس وقبيل الحرب العالمية الثانية كان لابد من تزعم النهج الرأسمالي، وقامت الولايات المتحدة بما أوتيت من طاقات هائلة وأدمغة مبدعة وتقنيات وإنتاج ضخم، بالتصدر لهذه المهمة.

USD
  • USD
  • EUR
  • SAR
  • TRY
  • AED