تخطي إلى المحتوى

تنمية ثقافة الطفل

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $5.00
السعر الأصلي $5.00 - السعر الأصلي $5.00
السعر الأصلي $5.00
السعر الحالي $4.00
$4.00 - $4.00
السعر الحالي $4.00

يتناول ثقافة الطفل العربي (الواقع والآفاق)، وتنمية قدرات الأطفال الناشئة ، ودور الأسرة، وكتب الأطفال المتميزة، وصحافة الأطفال، والطفل والخيال، والطفل والمأثورات الشعبية

المؤلف
التصنيف الموضوعي
غلاف نوع التجليد
أبيض نوع الورق
208 الصفحات
20×14 القياس
2002 سنة الطبع
9781575479842 ISBN
0.22 kg الوزن
نيل وفرات رابط النسخة الإلكترونية على نيل وفرات

الأسرة القارئة

الطفل والقراءة

في هذه الدراسة أواصل ذلك الموضوع الأثير إلى نفسي، وأعني به (الطفل والقراءة).. وقد سبقتها على الطريق أوراق وبحوث ودراسات، ضمنتها كتاباً كاملاً، ويهمني في البداية أن أشير إلى: نحو حملة قومية ووطنية لغرس عادة القراءة عند الأطفال، ومن أجل أن تؤتي شجرة القراءة ثمارها، وتتضمن الكثير من سبل تحبيب الأطفال في القراءة.. اعتمدت هنا على عدد من الكتب التي تعمقت في موضوع تنمية قراءات الأطفال ليصبحوا قراء محبين مغرمين عاشقين للكتاب على مدى العمر، ولتصبح القراءة بالنسبة إليهم كالغذاء والماء والهواء.. والسبيل إلى ذلك واضح: أن نبدأ مبكرين معهم، على أن نكون قدوة لهم، وهذا لا يكفي، إذ لا بد من جهد يبذل، وهو مهما كان ثقيلاً ومرهقاً إلا أنه يستحق أن نقوم به، لأن ثماره أكثر من رائعة، والكتاب رافد يثري قارئه على مدى العمر، وهو سيد أدوات المعرفة، وهو يضاعف من حياته ليجعلها أكثر من حياة، يعيشها مع السطور المطبوعة التي تنفذ إلى العقل والوجدان معاً.. وبودي أن أشير إلى أن قراءة هذه الورقة، وحدها، لا يكفي، ولا بد من الرجوع إلى الأوراق السابقة التي تعد جزءاً لا يتجزأ من سلسلة تستهدف وضع أقدام أبنائنا على طريق القراءة ليمضوا فيه قدماً..

تعلم الطفل للقراءة كتعلمه الجلوس والمشي

يبدأ الطفل حياته، فرداً، مستلقياً في فراشه، أو بين أحضان أمه.. ونبدأ في تدريبه على أن يجلس، بأيدينا وبالوسائد، إلى أن يعتمد على نفسه في ذلك.. ثم يحاول أن يقف على قدميه، مستنداً إلى شيء ما، إلى أن يتمكن من الوقوف وحده.. ويبدأ بعد هذا في محاولة السير معتمداً على ما حوله إلى أن يستطيع ذلك بعد أن يتعثر بعض الوقت.. ثم يتعلم كيف ينطلق ويجري، وبأقصى سرعة... وهناك دائماً دوافع للرضيع على الجلوس ثم الوقوف فالمشي ثم الجري.. وهذه هي الخطوات نفسها التي يجب أن نلتمسها، ونتبعها مع القراءة إلى أن يصبح حافزه إليها ودافعه نحوها قدرته الخاصة، ورغبته الجادة، على أن تنبعث من داخله..

والسؤال الذي يطرح باستمرار:

- كيف نجعل ذلك طبيعياً، تلقائياً؟ وكيف نحببه - وسط الأسرة - بالقراءة، كشيء ممتع، محبب، يصل إلى حد الغرام المستمر، بل والعشق الصوفي؟

والعبارة التي تصدرت حديثنا هذا منحوتة على جدار مصري فرعوني تؤكد على أنّ الإنسان منذ فجر التاريخ قد سعى إلى هذا الهدف الجليل وبحث عن سبل تحقيقه، وعمل من أجله.. والطفل قد يترك ليعيش في غياهب الأمية، وقد يتعلم القراءة، ولكنه لا يحسنها، وربما يكون قد تعلمها بقدر كاف، لكنه لا يقبل عليها ويبدي بوضوح عزوفه عنها وعدم الميل إليها.. وفي هذه الحالة ما من أحد قادر على أن يحببه فيها ويربطه بها قدر الأسرة، والأبوين بالتحديد.. وهو إذا ما أصبح طفلاً قارئاً نشعر بالاطمئنان نحو تعليمه ودراسته، لأن القراءة مفتاح النجاح إلى كل المواد التي يتلقاها في مدرسته أياً كانت، وكثيرون يفشلون في الرياضيات لسبب بسيط وهو أنهم لا يفهمون مسائلها، ويحدث الشيء نفسه بالنسبة إلى العلوم والتكنولوجيا، فضلاً عن العلوم الاجتماعية والآداب، والفنون وما إلى ذلك..

القراءة مدخل للتعليم وأوسع أبوابه، وسوف تثير لديهم كمّاً كبيراً من الفضول كلما أقبلوا عليها، وسوف تفتح شهيتهم إليها كما يحدث مع رائحة الطعام، وكلما زاد حب الاستطلاع لديهم زادت قراءاتهم، وتحسنت وراحوا يتعرفون على عالمهم بصورة أفضل، وتُثْرى حياتهم بشكل أكبر، واكتسبوا من المهارات ما يعينهم على صياغة مستقبلهم.

وكما تنمو العضلات بالتدريب والرياضة ينمو بالعقل وقواه بفضل القصف الذهني الذي تحدثه القراءة المتوالية في شتى الموضوعات، لكي يصبح قارئاً على مدى العمر كله، ويصبح الكتاب مصدراً للمعرفة ورفيقاً مستمراً فيه متعة وسلوى، لأن الكتب تقوم بتكثيف الأفكار وبلورة الآراء وإثارة المشاعر والأحاسيس بما يعد إضاءة حقيقية لحياتنا وأيامنا على هذه الأرض، بجانب تراكمها طبقات فوق طبقات بصورة تصبح معها منجماً أو كنزاً يمكن لصاحبه أن يسحب منه ما يشاء ساعة يشاء.. ويقول الدوس هكسلي: ((إن من يعرف كيف يقرأ تصبح لديه القدرة على تحقيق ذاته، والرقي بنفسه ومضاعفة أساليب حياته، وإدراك أسباب وجوده بجانب أن ذلك يجعل أيامه مليئة وثرية وشائقة وهامة وجديرة بأن تعاش)).

هذه الفصول ثمرة خبرات طويلة وقراءات على مدى ربع قرن. ونشرها يستهدف مواكبة ما يجري في الساحة الواسعة العربية والعالمية.

ثم إنها فصول أكثر حداثة، تحاول أن تيسّر للعاملين في ميدان ثقافة الأطفال مادة تعينهم على المزيد من البحث والدراسة، وتمكنهم من إضافة هذه الخبرة.

وهي أبحاث ليست وليدة مراجع وكتب بقدر ما هي ثمرة خبرة. والأفكار فيها ليست منقولة، بل أصيلة. وفيها من الإبداع ما يفوق الاتباع بمراحل وتتفرد بتفاصيل تحتاج إلى المزيد من الإيضاح.

وهي أخيراً بحوث ترسي الأسس التي يمكن أن يقوم البناء شامخاً من فوقها، لذلك لا بد لها من أن تحفر عميقاً وأن تفحص بدقة، وأن تتطلع للمستقبل برؤية وروية.

يتناول هذا الكتاب مراحل الطفولة ونموها وحاجاتها وثقافتها، وفي البداية يعرّف الطفولة ويتحدث عن مراحل الطفولة المتأخرة 6-12 سنة.

ثم يتحدث عن أدب الأطفال ومراحل الطفولة المختلفة، ويبحث في علم النفس النمو بين الماضي والحاضر والمستقبل، ثم في علم نفس الطفل وأصوله ومراحل نمو الطفل ومطالبه فيتحدث عن كافة أنواع النمو معرجاً على اللغة والنمو اللغوي عند الطفل.

ويتناول بالتفصيل ثقافة الطفل مبتدئاً بمعنى الثقافة إلى الثقافة الطفلية ماراً بعدة مواضيع في هذا المجال إلى أن يصل إلى دور أدب الأطفال في الاتصال الثقافي، وهنا يبدأ بالحديث عن أدب الأطفال بالتفصيل إلى أن يصل إلى نشأة أدب الأطفال في سورية.

بعد ذلك ينتقل الكتاب إلى شعر الأطفال من معناه إلى صفاته العامة وأشكاله عند الأطفال ويتحدث عن شعر الأطفال في الوطن العربي ويتحدث عنه في سورية. وبعد ذلك ينتقل إلى الحديث عن القيم التربوية معناها وتعريفها وتصنيفها ووسائط اكتسابها وأشكال قياس هذه القيم وأساليب تغييرها وكيف يتم ارتقاء هذه القيم في المراحله الدراسية.

ثم يتحدث عن القيم في أدب الأطفال إلى أن يصل إلى القيم التربوية في سورية ويتحدث عن القيم في مجال التربية والتوصية والإرشاد النفسي وفي مجال الصحة النفسية. وأخيراً يتحدث عن معيار تحليل المضمون لمجموعة القيم التربوية فيتناول حاجتنا إلى معيار للقيم التربوية وخطوات بناء هذا المعيار عدة مراحل، وفي نهاية هذا الكتاب يشير إلى قلة المكتوب في أدب الطفولة.