تخطي إلى المحتوى

من غراس السعادة

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $7.00
السعر الأصلي $7.00 - السعر الأصلي $7.00
السعر الأصلي $7.00
السعر الحالي $5.60
$5.60 - $5.60
السعر الحالي $5.60
يقدم الكتاب وصفة ناجعة لجلب السعادة، التي تتجلى في رضى النفس، وانشراح الصدر، وصفاء الذهن. يدعو المؤلف القارئ للاهتمام بالجانب الروحي، وممارسة العادات الإيجابية، وتطبيق القيم الأخلاقية النبيلة، كي تُجبل النفس على حب الخير والعمل الصالح والانفتاح على العالم. يعرض المؤلف رسائل متعددة من ضروب الترويح عن النفس من خلال أقوال الحكماء ونفائس الشعراء ولطائف اللغويين وذخائر من التراث الإسلامي.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
غلاف نوع التجليد
بلكي نوع الورق
208 الصفحات
17x24 القياس
2012 سنة الطبع
9789933103323 ISBN
0.34 kg الوزن
نيل وفرات رابط النسخة الإلكترونية على نيل وفرات

مقدمة

مَن منَّا لا ينشدُ السعادةَ؟ مَن منَّا لا يبحثُ عنها في صبحِه ومسائِه، في حلمِه ويقظتِه، في سرِّه وجَهرِه؟ مَن منَّا لا يشتاقُ إليها، ويحدِّثُ نفسَه بها، ويتخيَّل مقدَمَها بين الفينة والأخرى؟ شوقُنا إلى السعادة متأصِّلٌ في ثنايا قلوبنا، ويتردَّدُ صداه مع كل نبضةٍ، ويومِض سناهُ مع كل رمشَة جفن. ما أشبهَ شوقَنا للسَّعادة بشوق الخزامى إلى الندى، وشوقِ الطيور المغرِّدة إلى المدى، وشوق الشَّفَة إلى البسمة، وشوقِ العين إلى الكُحل، وشوق المناجِل إلى السَّنابل؟!! أينَ تختبئُ هذه السعادة؟ وأينَ تسكُن؟ أحسبُ أنها تسكنُ أحداقَ القيم سُكنى العبيرِ في أكمام الورد، وسكنى الحنانِ في قلوب الأمَّهات، وسكنى الشوق في قلوب المحبين. ويتجاوز حُسنُها عوالمَ الأحداق، فيسري في الأعماقِ كما يسري الماءُ في الأوردة الظامئة، وكما يسري الحنين في قلوب الغرباء. عندما تجودُ سحابةُ القيم بغيثِ السعادة؛ تجودُ شفَة الفجر الحالم ببَسمات الأمل، ويتهلَّل الضياء من جبين الشمس، ويعزِف الربيع ألحانَ الخصب والنماء. تأنسُ الروحُ للسَّعادة، وترتاحُ النفسُ إليها، كيف لا وهي معزوفةُ الفضيلةِ على أوتارِ الفطرةِ السَّليمة، وقطراتُ الندى على خميلةِ الفكر، وامتدادُ الأفقِ في أحداقِ العيون المشتاقَة، وبشائرُ الأملِ في مسامع اليائسين؟!! لكم نتمَنَّى لقاءَ السَّعادة، لأنَّ اللقاءَ بها لقاءٌ بالجمال والرَّوعة؛ يشبِه لقاءَ العصافيرِ بالأفنان وهي تشكو الغرام، ولقاءَ الشُّطآنِ المشتاقة مع الأشرعة الحالمة برؤى الوَصل وهي تتجاذبُ أطرافَ الحنينِ الدَّافق، ولقاءَ السَّحابِ العاشق بخمائلِ الفلِّ والنِّسرين وهي تقاومُ الذُّبول. تبدِّدُ السعادةُ آثارَ العَنا والألم كما تبدِّدُ الابتسامةُ الصَّافيةُ أماراتِ الحزن، وكما يشقُّ الفجرُ ستائرَ الظُّلمة. ورحلةُ الإنسان معَ السَّعادة أمتعُ من رحلةِ الخيالِ في عوالمِ الأحلامِ الورديَّة، وأكثرُ شفافية ورقَّة من خُدودِ السَّوسن وأوراق الأقحوان عندما تقبِّلها الفراشاتُ المحبَّة، والنَّحَلات المشتاقَةُ، وتنهلُ منها الرحيق. القِيمُ غراسُ السعادة، وأقمارُ الكونِ العاشقِ ونجومُه السنيَّة، تلبَسُ حُللَ البهاء القشيبةَ، فتبدو كلَّ يومٍ أحلى من الذي قَبْله. تُباري القمرَ بالحُسن، وتجاري الألماسَ بالبريق، وتفوقُ الزهرَ بطيبِ الأريج. القيمُ نهرٌ يصافحُ شوقَ الصَّحاري المُجْدبة فتخضرُّ، ونسمةٌ شذيَّة تلامسُ خدودَ الأزهار الغافية فتضوعُ رائحةُ العطر، وابتسامةٌ صافيةٌ تلامسُ نبضَ القلوبِ الحالمة فيورقُ السلامُ، ويحيا الأمل، وموجةٌ عاشقة تقبِّلُ الرملَ فيعشوشبُ ويزدهي. هي تلكُمُ الوصفةُ الرائعةُ التي كان يعالِج بها الأنبياءُ الناس على اختلافِ طبائعهم وأفكارهم. لكَم أحبُّ هذه الفضائل! أراها أكثرَ روعةً من الربيع وهي تتبدَّى في سلوكِ أصحابِها الرَّائعين، قصَّتي معها مشوِّقَةٌ ومُمتِعةٌ؛ لذا أجدُني أكتبُ عنها وفاءً لرحيقِها الذي كانَ شرابي المفضَّل في وقتٍ جفَّت فيه أنهارُ الأمل، وهاجرت طيورُ الفرح. كانت يراعتي الحنونَ في وقتٍ تاهَ فيه مدادي الحائرُ فوق سطورِ خريطتي الجريحة المبلَّلة بدموعِ الكلمات. كان يطوفُ في نفسي جوٌّ من التأمُّل والإجلال الآسرِ عندما أتدثَّر بها، وأشعر أنَّ عجلةَ الزمن تتوقَّف عن السَّير، وتغفو تحت ظلالها الممدودة. أكتب عنها في غربتِها التي طالَت واستطالَت، فلا سائِلٌ يسألُ، ولا صوتٌ ينادي. أكتبُ عنها استجابةً لنداءِ الفطرة الذي يطالبُني بإلحاحٍ شديدٍ أن أدعوَ إلى القيم، وأعرِّف بها، وأسخِّرَ لساني وقلمي لذكرِ محاسِنها. أكتبُ عنها لأزيحَ عن وجهِها النَّاضر ملامحَ الأسى، وصدأ الهَجر والقطيعة. أكتبُ عنها لأميطَ اللِّثامَ عن حُسنها الفتَّان، وقدِّها الميَّاس، ومِسْكِها الفوَّاح، وضفائرِها السَّاحرة، وأقدِّمَها في حلَّة لا أدَّعي أنَّها من أجمل الحُلَل، ولكن أحسبُ أنها جديدةٌ، وأثرُ الحاضرِ واضحٌ في ثنايا كلِّ سطرٍ من سُطورها. أصحابُ القيمِ دعاةٌ للسَّلام، وبناةٌ للمحبَّة، يسطِّرونَ على جبهةِ الزَّمنِ الأغرِّ في كلِّ يومٍ ملحمةً من الإصلاحِ والرَّوعة والبَذْل وحبِّ الأمن والسلام. تمشي قافلةُ الحياة على سكَّة الزمن لتقتربَ من محطَّتها الأخيرة شيئاً فشيئاً، ودواتُها السَّائرةُ تدوِّن مآثرَ أهلِ القيم والفضائل، وتعلِّقُها على جيدِ التاريخ قلائدَ من ياقوتٍ وزمرُّد. يفنى المال، ويبلى الشباب، وتشيخُ الأيامُ، وتبقى قيمُ الناسِ وفضائلُهم عالقةً في أذهانِ الزَّمن، منقوشةً على جدرانِ ذاكرته، ويتناقلُها الرُّواةُ جيلاً عن جيل. واعلَموا أيها الأحبَّة أنَّ تأثيرَ الوجدانِ أبلغُ من قوَّة السُّلطان، وجمالَ الأرواح أقوى من السيوف والرماح. واعلموا أنَّ القيمَ بلسمُ الأدواء، وغذاءُ الأرواح، وربيعُ الدُّنيا، ومظلَّة الأفكار النقيَّة، وجنى السعادة النديَّة. يزهرُ ربيعُ السعادةِ عندما تنتصرُ الحروفُ على السيوفِ، وتنتصرُ الزنابقُ على البنادقِ، ويحلُّ الحوارُ بدَلاً منَ الشِّجار، والصَّفاءُ بدلاً من الجفاء. يُضيءُ قمرُ السَّعادة في دنيا نفوسِنا عندما نبدِّدُ غيومَ الأنانيَّة والجشَع، ونسقي غراسَ المحبَّة بماء التَّعاون والعطاء، ونتعهَّد بذورَ الإنسانيَّة بالرعايةِ الصادقة. ولله دَرُّ محمود سامي البارودي إذ يقول: لولا الفضيلة لم يخلُد لذي أدبٍ ذكرٌ على الدَّهر بعد الموت والعدمِ المؤلف: - بدر محمد عيد الحسين - badrhussain@hotmail.com - الرياض: 1432هـ/ 2011م

USD
  • USD
  • EUR
  • SAR
  • TRY
  • AED