شرح العقيدة الطحاوية المسماة بيان السنة والجماعة

كتاب العقيدة الطَّحاوية للإمام الجليل أبي جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى، وشرحه للعلامة الفقيه المحقِّق عبد الغني الغنيمي الميداني الحنفي الدمشقي ( ت 1298هـ) من الكتب المفيدة التي أرشد إليها العلامة الشَّيخ عبد الوهاب دبس وزيت الحافظ رحمه الله.
نبَّه على الفوائد العظيمة الَّتي حواها الكتاب، وذكر أن شيخه مفتي الشَّام الشَّيخ عطا الله الكسم كان يطلب من إخوانه وتلامذته نَسْخَهُ وقراءته.
لذا كان من الواجب العناية به، وتحقيقُه، وقد استجابت دار الفكر فعملت على طبعه وإخراجه إخراجاً جديداً، بعد التحقيق والتعليق، وقدم له العلامة الشيخ محمد صالح الفرفور رحمه الله، الذي اطلع عليه فكتب: " إن إخراج مثل هذا الكتاب في هذه الحلة القشيبة والتحقيق المتقن؛ لمما يساعد على نشر العقيدة الإسلامية وتثبيتها في القلوب، وهو دعوة إلى الله تعالى بالبيان والعلم".

هذا الكتاب يقدم أصول العقيدة التي يجب أن يتوفر عليها المسلم؛ ليلقى الله عز وجل بإيمان صحيح خالص من الشوائب، ولذلك سماها المؤلف أبو جعفر الطحاوي " بيان السنة والجماعة".. واعتمدها شيخ الحنفية لزمنه؛ العلامة عبد الغني الغنيمي الميداني، فوضع عليها شرحه . وعني بها محققان متخصصان، أخرجاها إخراجاً علمياً.
تناول الكتاب بعد المقدمات الضرورية للتحقيق؛ المسائل الأساسية من غير إطالة، وبأسلوب واضح، فتحدث عن تعريف علم التوحيد وموضوعه، ودلالة الوحدانية وما يتعلق بتنزيه الله تعالى وصفاته. ثم تناول الكتابُ ما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم، وذكر بعده ما يتصل بالقضاء والقدر، واللوح والقلم، والعرش والكرسي، والإيمان بالملائكة والأنبياء كلهم، وضرورة الإيمان بجميع ما جاؤوا به، والإيمان بالكتب المنزلة، والإيمان باليوم الآخر، كما تحدث عن صفات المؤمنين ومكانتهم، وضرورة اتباع السنة والجماعة واجتناب الشذوذ.. وأشار الكتاب إلى ضرورة الإيمان بملك الموت، وبعذاب القبر ونعيمه، وسؤال منكر ونكير، والإيمان بالميزان والجنة والنار.
وذكر الكتاب أن الله لم يكلف خلقه إلا بما يطيقون.. وفسر معنى لا حول ولا قوة إلا بالله، وأن كل شيء يجري بمشيئة الله وقضائه وقدره. وحذر من تصديق الكهان ومن يخالف السنة، وتعرض لمسألة حب الصحابة وبغضهم، والعشرة المبشرين بالجنة، وتوقف عند أشراط الساعة.
وختم بضرورة لزوم الجماعة والسنة، والابتعاد عن التفرق. وبيّن أن دين الإسلام هو دين الاعتدال.