تخطي إلى المحتوى

العنف وإدارة الصراع السياسي في الفكر الإسلامي

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $4.50
السعر الأصلي $4.50 - السعر الأصلي $4.50
السعر الأصلي $4.50
السعر الحالي $3.60
$3.60 - $3.60
السعر الحالي $3.60

يستعرض الصورة الكبرى لأحداث حركة ظهور الإسلام، وأسلوبه في إحداث التغيرات التي هدف إليها، وبيان دور الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم في إدارة الصراع السياسي في المنطقة.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
136 الصفحات
24×17 القياس
2002 سنة الطبع
1-59239-010-2 ISBN
0.23 kg الوزن

كلمة الناشر

ربما يتساءل بعض القراء عن دوافع نشر كتاب عن نبذ العنف، في وقت تتعرض فيه الأمة العربية والإسلامية لأشرس هجمة عسكرية على الشعب الفلسطيني، تقودها الولايات المتحدة الأميركية؛ شريكاً أساسياً لإسرائيل، يمدها بالمال والسلاح وأحدث الطائرات، لاحتلال المدن وحصار الكنائس وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، وقتل الشيوخ والنساء والأطفال، ومنع إسعاف الجرحى ودفن الموتى، وتسخير وسائل الإعلام لتزييف الحقائق، وتشويه الصور، وتبديل المواقف، تحت ستار مكافحة الإرهاب، فيبدو المعتدى عليه المدافع عن نفسه - بأبسط الوسائل التي يملكها ؛ حجارة بيته المهدم، وأشلاء جسده المهدور دمه - على أنه إرهابي، ويظهر الجاني الذي مرد على الإرهاب وترويع الآمنين وتشريدهم على أنه رجل سلام يدافع عن نفسه. وتكمم الأفواه حتى عن الأنين، وتمنع الأمم المتحدة حتى من تقصي الحقائق، ولو بهدف طمسها أو تغييبها في ملفاتها.

فما عسى أن يكون البديل إن نحن نبذنا العنف؟! أهو الحوار؟! هل يمكن أن يكون الحوار بين المعتدي الغاصب المحتل وبين المعتدى عليه المطرود من وطنه المشرد من بيته غير حوار طرشان؟! وما جدوى الحوار والتفاوض إذا كان هدفه التوقيع على وثيقة الاستسلام، ريثما تحين الفرصة لاستكمال احتلال الأرض وطرد أصحابها منها؟!.

ليست المرة الأولى التي تتناول فيها دار الفكر موضوع نبذ العنف، ولن تكون الأخيرة..

فهي - منذ نشأتها أواسط القرن المنصرم - دائبة على تعميق البحث في هذا الموضوع، وتوسيع دائرته، إيماناً راسخاً منها بأنه أسُّ المشكلة الإنسانية، وجوهر الأمانة - أمانة الاختيار الحر بين الخير والشر - التي عرضت {عَلَى السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَها الإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً} [الأحزاب: 33/72].

هكذا تصدى الإنسان - منذ أن كان مشروعاً للخلق تتهمه الملائكة بالإفساد وسفك الدماء - لحمل مسؤولية إدارة الصراع بين الحق والباطل والعدل والظلم والإصلاح والإفساد، وسائر ثنائيات الخير والشر، وتعهد بأن يستخدم عقله للنأي بهذا الصراع عن استخدام وسائل العنف والإكراه والقوة التي هي قاسم مشترك بينه وبين سائر الكائنات الحية، والتقدم به نحو وسائل التحاور والتفاوض والإقناع التي تفرد بامتلاك أدواتها، وبها تميز واستحق سجود الملائكة له.

كان مالك بن نبي (1905 -1970م)، أول من حفر بعمق حول الموضوع، وقامت دار الفكر بنشر أعماله كاملة في الستينات تحت عنوان جامع هو (مشكلات الحضارة)، وقد أرسى قواعد جليلة أكد فيها على ضرورة تنمية الذات، وأولوية تحريرها من العبودية والقابلية للاستعمار، على مقاومة الاستعمار ذاته، وأوضح شروط النهضة وسبل التحضر، ورسم للحضارة دورتها، وعوامل ازدهارها وانحسارها، نافذاً من ظواهر المشكلات إلى محركاتها وجذورها.

ولئن لم يكن العنف موضوع مالك بن نبي الرئيسي في (مشكلات الحضارة)، فقد كانت أبحاثه البذرة التي استنبتها جودت سعيد؛ مستصلحاً لها أرضية وعرة، مليئة بأشواك العنف السياسي، وتجارب الصراع المريرة بين الأنظمة وحركات المعارضة، داعياً على وجه مباشر إلى نبذ العنف وحقن الدماء، وإطلاق حرية التعبير عن الرأي، ومنع الإكراه فيه، واستبدال جهاد الكلمة بجهاد السيف في الصراعات الداخلية، واحتمال الإنسان لكل أذى يصيبه بسبب كلمة الحق التي يصدع بها، وعدم الرد على الأذى بأذى مثله، مؤكداً أن خسائر دعاة الحق الملتزمين بالقانون ونبذ العنف أقل من خسائر الخارجين على القانون المستخدمين للعنف ضده، وأن مكاسبهم أكثر من مكاسب الثائرين بالعنف الذين غالباً ما يؤوبون بالهزيمة والخسران ولو بعد حين.

وعلى الرغم من انطلاق جودت سعيد من الواقع والنتائج المدمرة التي حاقت بالمجتمعات الإسلامية نتيجة استخدام العنف، فقد أصَّل لنبذ العنف من نصوص القرآن والسنة، موغلاً في التاريخ الإنساني إلى بدايته مستخلصاً (مذهب ابن آدم الأول) مما أورده القرآن الكريم في سورة [المائدة 5/27] من نبأ ابني آدم حين هدد أحدهما أخاه بالقتل، فقال له أخوه {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ}، ومستهدياً بسير جميع الأنبياء الذين واجهوا أقوامهم بكلمة الحق، وصبروا على الأذى، وفتحوا صدورهم لسهام التهديد حتى جاءهم نصر الله، ولقد كانوا جميعاً معارضين، دعاة تغيير، وكانوا جميعاً ينتمون إلى مدرسة واحدة؛ تقوم مناهجها على نبذ العنف، والمواجهة بكلمة الحق، وتحمل مسؤوليتها، والامتناع عن تقديم أي ذريعة تسوِّغ للآخر ادعاء المعاملة بالمثل.

ومرة أخرى كان لدار الفكر شرف نشر أعمال جودت سعيد منذ الستينات منتظمة في سلسلتي (سنن تغيير النفس والمجتمع) و(مجالس بئر عجم) وفي (كن كابن آدم) وغيرها.

وفي مدرسة جودت سعيد تخرج الدكتور خالص جلبي، فنشرت له دار الفكر (سيكولوجية العنف).

ولإزالة ما علق بمفهوم (الجهاد) من شبهات وشوائب استكتبت الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ثم نشرت كتابه بعنوان (الجهاد في الإسلام كيف نفهمه وكيف نمارسه)، وترجمته إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، فوضع للجهاد ضوابطه الشرعية وشروطه، وأماط عنه شوائبه وأدرانه.

وفي هذا البحث الذي نقدمه اليوم للدكتور عبد الحميد أبو سليمان، إضافات جديدة هامة، اتضحت للكاتب من خلال دراسته المنهجية الشمولية التحليلية لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المرتبطة بوقائع السيرة المشرفة، خلص منها إلى أن السياسات التي اتبعها الرسول صلى الله عليه وسلم والتزم بها في مرحلتي حياته الشريفة؛ الدعوية في مكة، والإدارية في المدينة، تقوم على تصور واضح لاختلاف ميدان السياسة الداخلية عن ميدان السياسة الخارجية، نظراً لاختلاف طبيعة العوامل المؤثرة في كل منهما. وأن الغبش والتخليط في الرؤية بين ما هو من قضايا الإصلاح السياسي داخل المجتمع والكيان السياسي الواحد، وبين ما هو من قضايا الصراع والمواجهة بين المجتمعات والأنظمة والدول، يوقع الأمم في محاذير خطيرة تعيق تقدمها لأجيال متعاقبة، إن لم تسبب انهيارها التام وتغييبها عن الساحة الحضارية والتاريخية. وأن نبذ العنف في حالة الدعوة إلى الإصلاح داخل المجتمع الواحد - وهو ما يسمى بالمعارضة أو التعددية السياسية - واللجوء إلى الوسائل السلمية المنضبطة بالقانون والنظام العام وطرق الشورى الديمقراطية، هما في الإسلام مبدأ التزمه الرسول صلى الله عليه وسلم بصرامة حتى آخر ليلة من حياته السياسية داخل المجتمع المكي، فلم يسمح لأصحابه ليلة العقبة الثانية باستخدام العنف عندما طلبوا منه أن يأمرهم به، فقال لهم: ((لم نؤمر بذلك)). وهو المبدأ الذي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالتزامه في الصراعات السياسية التي توقَّع حدوثها داخل المجتمع المسلم بعد غيابه، وجعل له سقفاً لا يسمح بتجاوزه هو ((كلمة حق عند سلطان جائر)) يتحمل قائلها كل تبعاتها.

وهذا المبدأ هو النهج الموحد الذي التزمته مدرسة الأنبياء جميعاً؛ صدْع بالحق يرفع الصوت إلى أعلى مداه بالتغيير، يقابَل بالرفض والتهديد. ثم إصرار يقابَل بالإيذاء والاضطهاد والتشريد، حتى إذا استيأس الرسل جاءهم نصر الله ليثبت قوة الحق وفعالية الكلمة. وذلك خلافاً لبعض الأنظمة الثورية التي تعد استخدام العنف في الصراع الداخلي خياراً مشروطاً بضمانات النجاح.

أما الحالة المقابلة في ميدان الصراعات الخارجية فيحكمها قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنا اللَّهُ} [الحج: 22/39-40]، وتنظمها آيات وأحاديث تقدُر كل عدوان بقدره، وتوزع أدوار دفعه بين الأنظمة الرسمية والمقاومة الشعبية. ويكون العنف إلى أقصى مداه مبدأً وحقاً مشروعاً للإنسان فرداً أو جماعة للدفاع عن نفسه.

ويستمر البحث في منهجه الشمولي التحليلي ليحيط بمعظم تجارب العنف ونبذه وقضايا التحرير والإرهاب المعروضة الآن على الساحة الفكرية والسياسية العالمية، وتسعد دار الفكر بتقديمه ورقة جديدة غنية تضاف إلى موضوع العنف، الذي سيبقى ملفه مفتوحاً، ولن يطوى ما بقي الصراع: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْض} [البقرة: 2/251].

هذا الكتاب

هذا الكتاب في صغر حجمه، وعمق نظراته، وأهمية قضيته التي يعرضها، هو أشبه ما يكون بالنفائس التي يخف وزنها، وتعظم قيمتها، فهو يعرض موضوعاً من أخطر الموضوعات التي تواجه الأمة الإسلامية اليوم، والتي ما تزال تتعثر خطاها في دروبه. ذلك هو موضوع "العنف" الذي شاع في تاريخ الأمة استخدامه كأداة من أدوات الإصلاح والتغيير، وما تبع ذلك من الآثار الوخيمة على أمن الأمة واستقرارها حتى اليوم.

ويكشف هذا الكتاب للقارئ أبعاد المفهوم القرآني، ودلالة السياسات النبوية التي التزمها رسول الإسلام، عليه أفضل الصلاة والسلام، في خطة الإسلام للإصلاح والتغيير، على مدى عهد الرسالة، وفي مختلف الأحوال التي مرت بها دعوة الإسلام، ومع كل الفرقاء، من الأهل والأرحام والأعداء والغرباء.

كما يكشف الكتاب العلاقة بين هذه المفاهيم والسياسات، والالتزام بها، وبين نجاح الدعوة الإصلاحية الإسلامية، على عهد الرسالة، كما يفسر وجوه الخطأ التي وقع فيها بعض مفكري الأمة، في إدراك كليات هذه المفاهيم، التي التزمتها السياسات النبوية، وما أدى إليه ذلك، من خلط قضاياها، ودلالاتها، والذي جعل ذلك واحداً، من أهم الأسباب، في فشل كثير من حركات الإصلاح التي قام بها المسلمون، في تحقيق جل غاياتها، وفي الحفاظ على نوعية مجتمع الاستخلاف، في الإيمان والعدل والتكافل والشورى والعمران، كما يوضح الكتاب، الأسباب في فشل هذه الحركات مما اضطر رجال الفكر والإصلاح الإسلامي- يأساً أو ضعفاً - إلى "العزلة" و"العزل"، فغاص تاريخ الأمة - في مجمله - إلى مزيد من بلاء التبديد والاستبداد، وتحولت حركات الإصلاح، إلى مجرد "تفجرات"، يولدها "ضغط" نار القهر، وألم الظلم، ونتن الفساد.

كما سيجد القارئ في هذا الكتاب، توضيحاً هاماً، لبعض الأسس الإسلامية، اللازمة للتعامل مع العنف، والتي يؤدي الالتزام بها، إلى بناء مجتمع الأمن والرخاء والشورى في كيان الأمة الإسلامية.

إن قراءة هذا الكتاب، تضع أمام المثقف المسلم، طرحاً جديداً،كما تفتح أمامه، حواراً إسلامياً هاماً، يسهم في إنجاح مشروع الإصلاح الإسلامي المعاصر بإذن الله.

د. عبد الحميد أحمد أبو سليمان

- رئيس المعهد العالمي للفكر الإسلامي.

- رئيس مؤسسة تنمية الطفل.

- ولد بمكة المكرمة سنة 1355هـ/ 1936م.

- تحصل على تعليمه الابتدائي والثانوي بمكة المكرمة وتخرج من مدرسة تحضير البعثات عام 1374هـ / 1955م.

- حصل على باكالوريوس التجارة من قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة عام 1378هـ / 1959م.

- حصل على الماجستير في العلوم السياسية من كلية التجارة جامعة القاهرة عام 1381هـ / 1963م.

- حصل على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة بنسلفانيا عام 1393هـ / 1973م.

- عمل أميناً لاجتماعات المجلس الأعلى للتخطيط ثم عضواً في هيئة التدريس بكلية العلوم الإدارية (كلية التجارة سابقاً) بجامعة الملك سعود بالرياض (جامعة الرياض سابقاً) ورئيساً لقسم العلوم الساياسية فيها.

- من مؤسسي إتحاد الطلبة المسلمين بالولايات المتحدة وكندا، والاتحاد الإسلامي للمنظمات الطلابية، وجمعية علماء الإجتماعيات المسلمين بالولايات المتحدة وكندا، والندوة العالمية للشباب الإسلامي باللمملكة العربية السعودية، والمعهد العالمي للفكر الإسلامي بالولايات المتحدة، والمجلة الأمريكية للعلوم الاجتماعية الإسلامية.

- الأمين العام الأسبق المؤسس للأمانة العامة للندوة العالمية للشباب الإسلامي بالرياض ( 1973 - 1979)، الرئيس الأول ومؤسس المعهد العالمي للفكر الإسلامي (1981-1984م)، المدير العام الأسبق للمعهد (1984-1987م)، والمؤسس (1972م)، والرئيس الأسبق لجمعية علماء الإجتماعيات المسلمين بالولايات المتحدة وكندا (1984-1988م)، ومؤسس مؤسسة تنميـة الطفل (1999م).

- مدير ومؤسس الجامعة للجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا (1988-1999م).

- له عدد من الكتب والأبحاث العلمية التي تهتم بالجوانب الإبداعية الإصلاحية الإسلامية للأمة.

- له إسهامات مهمة في إقامة عدد كبير من المؤتمرات والندوات العلمية العالمية الهامـة.

يريد هذا الكتاب أن يستعرض الصورة الكبرى لأحداث حركة ظهور الإسلام وأسلوبه في إحداث التغيرات التي هدف إليها، وبيان كيف أدار رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم صراع الأمة السياسي العقدي الإصلاحي في المراحل المختلفة التي مرَّ بها بناء دولة الإسلام ومجتمعه في مكة والمدينة ومع من جاوره في غير بلاد العرب من الأصدقاء والأعداء وأتباع مختلف الديانات.

تصدر الطبعة الثانية من الكتاب في ظروف يحتاج فيها العالم إلى التفكير السليم بالإرهاب والعنف وأسبابهما، وإلى الاستفادة من الفكر الإسلامي حولهما.

يستعرض الصورة الكبرى لأحداث حركة ظهور الإسلام، وأسلوبه في إحداث التغيرات التي هدف إليها، وبيان دور الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم في إدارة الصراع السياسي في المنطقة.