يتضمن هذا الكتاب ثلاثة أبحاث.
في البحث الأول تحدثت الدكتورة منى أبو الفضل عن النظرية الاجتماعية المعاصرة والخصائص الفصلية لها، وكيف يمكن إعادة طرحها من خلال رُؤية بديلة. مما يقدم الفرصة لإثراء الحوار بين الثقافات المتباينة في عصر تجتاحه العولمة. عرضت المؤلفة للمقدمات الفلسفية لعلم الاجتماع المعاصر، وبينت أن المحك لأي نظرية اجتماعية يكمن في القدرة على تناول الأبعاد المتشابكة والمركبة للميدان، وأن النظرية الاجتماعية لا يمكن أن تستعيد عافيتها وهي رهينة المنظومة المعرفية الوضعية.
في البحث الثاني تحدثت الدكتورة أميمة عبود عن أسلوب الحوار، وبيّنت السياقات المختلفة لمفهوم الحوار، بوصفه أحد أشكال الخطاب الإنساني الذي يجمع بين اللغة والممارسة والتبادلية والفاعلية والتواصلية والفلسفية، والأساليب المتداخلة مع أسلوب الحوار كالنقاش، والمجادلة، والمناظرة، والتثاقف، كما درست الأشكال المختلفة لأسلوب الحوار، وتناولتْ الإطار المفاهيمي والمنهاجي لتحليل الحوار، أي القواعد المنظمة لأسلوب الحوار وآليات تحليله، من الخطاب في الاتجاهات اللغوية التداولية، والتأويلية، والبرغماتية، والنظريات المتجهة إلى القارئ والاتجاه التعبيري والظواهراتية.
وأخيراً بحثت في موضوعات الحوار وأطرافه ونتائجه، بالإشارة إلى النماذج الحوارية وما تناولته في قضايا رئيسية.
وتضمن البحث الثالث دراسة للدكتور سليمان الخطيب حول أنماط انتقال الأفكار وآلياتها بين التفاعل والاستلاب فتحدث عن الوجه الآخر للحضارة الغربية من حيث المركزية والعنصرية وتهميش الحضارات والثقافات الأخرى، وبين منهجية التغريب في تعامله الاستلابي مع الغرب، وتخيله عن ذاتيته وثقافته وخصوصيته التاريخية والحضارية. وذكر تجربة الحضارة الإسلامية فيما يتعلق بالمنهجية التي التزمتها في تعاملها مع الثقافات والمجتمعات التي فتحها المسلمون. ووضح الموقف الإسلامي من الحوار مع الآخر وضرورة التفاعل ورفض الانغلاق والتقوقع. وأخيراً وضح حقيقة الذاتية الحضارية والخصوصية الثقافية بوصفها مطلباً يوفر الحضانة اللازمة للأفكار أمام التذويب والانصهار والهيمنة والاختراق.