المقدمة حمداً لك يا رب.... بجميع محامدك كلها، ما علمنا منها، وما لم نعلم... عدد خلقك كلهم، ما علمنا منهم، وما لم نعلم، على آلائك كلها، ما علمنا منها، وما لم نعلم..... وأصلي، وأسلم، وأبارك، على الحبيب المصطفى، وعلى إخوانه من الأنبياء، والمرسلين، وآلهم، وأصحابهم، وأتباعهم، أجمعين إلى يوم الدين... وبعد: فهذا كتاب (أحكام العبادات)، مَنَّ الله علي بإضافة أبحاث جديدة إليه، بنية استكمال جميع الأبواب الفقهية، وبشكل مختصر، كما هو الأصل، والهدف. وربما تركت بعض الأبواب، التي لا تمس الحاجة إليها، وخاصة للمبتدئين، وغير المتخصصين، الذين ألف الكتاب من أجلهم، وبما يناسبهم... وقد فعلت ذلك، بناء على طلب عدد من الإخوة، وخاصة الأخ الحبيب، الشيخ خالد الحربي، الموجه الأول لمادة الفقه الإسلامي وأصوله، في إدارة الدراسات الإسلامية، بوزارة الأوقاف بالكويت، الذي عملت معه لسنوات، فكان نعم الأخ أخوة، ونعم الجليس صلاحاً، ونعم العالم مرجعاً... والذي كان يقول لي، كلما جاءت مناسبة ذلك: «ليتك تتمم الكتاب». فلما استقلت من عملي في وزارة الأوقاف الكويتية، وعادت الرحال، بعد سبع وثلاثين سنة، لدمشق الحبيبة.... وبدأت بتدريس الفقه في بعض مساجدها، وجدت الظروف قد تهيأت، والهمة قد تنشطت، فطلبت من الله عز وجل المدد والإعانة، وأن يكون ذلك مع الإخلاص والقبول.... وشرعت في ذلك، فَتَمَّ، ولله الحمد، القسم الأول مما أردت إضافته، ولم أشأ تأخير طبع الكتاب لإتمامه، لنفاد نسخه، فقدمته، مع ما أضيف إليه من أبحاث، على أن تضم إليه بقية الأبحاث في الطبعة التالية، بمشيئة الله، وفضله.... أسأل الله عز وجل.. أن يجعل فيه النفع العميم، إلى يوم الدين. وأن يجعله، بفضله، خالصاً لوجهه الكريم، وأن يكون سبباً، بعد رحمته، لجزيل الأجر والثواب، وتجنب العقاب، والعذاب... وقد كان لزاماً تغيير اسم الكتاب، بعد ما أضيف إليه من الأبحاث، فرأيت تسميته: (الأحكام الفقهية...على مذهب السادة الشافعية). ولم يخل الكتاب، بفضل الله وتوفيقه، من مقارنات كثيرة مع المذاهب الفقهية الأخرى... وأخيراً... من الله أطلب حسن الختام، والخروج من هذه الدنيا بسلام وأمان، ولقيا المشايخ، والأهل، والأحبة، مع الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، سيد الأنام، في أعلى الجنان، مع السلامة من النيران. والحمد لله رب العالمين بشير عبد الرحمن الزعبي أبو معاذ دمشق 11/ ربيع الثاني/1432هـ الموافق 15/3/ 2011م
جمع المؤلف في هذا الكتاب " أحكام العبادات" على مذهب الإمام الشافعي، بحيث يجد فيه المبتدئ حاجته والمتعلم طِلبته وبشكل مختصر وسهل، وأضاف أبحاثاً جديدة، وابتعد عن ذكر الفروع الدقيقة والمسائل العويصة إلا في حال الضرورة. بدأ الكتاب بترجمة للأئمة الأربعة، وبينَّ وجوه الاختلاف فيما بينهم بطريق جمع الأدلة،وترجيح النصوص الشرعية،وقواعد الاستنباط، ثم انتقل للحديث عن موضوع الطهارة في الفقه الشافعي، فعرَّف الطهارة وأنواعها، والوضوء، والمسح على الخفين، والسواك، والغسل، والتيمم، والحيض والنفاس والاستحاضة. ثم عرَّف الصلاة وذكر أوقاتها، وشروط وجوبها، وأركانها وسننها، ومكروهاتها، ومبطلاتها. وتحدَّث عن صلاة الجماعة، وصلاة الجمعة، والقصر، والجمع، وصلاة الجنازة. بعدها عرَّف الزكاة، و ذكر تاريخ مشروعيتها، وأحكامها، وشروط وجوبها،وزكاة الفطر. ثم انتقل للحديث عن الصيام، فعرَّفه، وبينَّ أحكامه، وشروط وجوبه،وشروط صحة الصوم، ومبطلاته وسننه ومكروهاته، والاعتكاف وسننه وآدابه ومفسداته. وعالج في كتاب الحج، شروط وجوب الحج والعمرة، وأركانهما وواجباتهما وسنن الحج ومحرمات الإحرام، ووضع دليلاً لما ينبغي للحاج أن يفعله قبل السفر. وقدَّم شرحاً عن النذور ،والصيد والذبائح،والعقيقة، والأطعمة والأشربة .ثم انتقل للحديث عن النكاح فوضَّح معنى النكاح ومشروعيته ، والمحرمات في الزواج، وخطوات الزواج والمهر، والعقد، وأحكام الطلاق،والنشوز والإيلاء والظهار، واللعان، والعدة،والنفقة،والرضاع،والحضانة. ثم عرَّف الوقف، و ذكر أركانه ، والولاية على الموقوف. وعرَّف الوصية وأقسامها، وشروط الموصي، والموصى له، وشروط الصيغة.