مرجع هام في الفقه الحنفي احتوى على سبعة فنون في معرفة القواعد وعن الضوابط، وفن الجمع والفرق، وفن الألغاز، وفن الحيل، وفن الأحكام وهو الأشباه والنظائر فن الحكايات ، وقد أضاف المحقق لكتاب الأشباه كتاباً آخر في مجلد واحد هو حاشية ابن عابدين وجعله في حاشية الكتاب الأول، وهو شرح نفيس له
ليس الفقه الحنفي من أقوال أبي حنيفة وآرائه فحسب، ولكنه مجموعة أقواله وأقوال أصحابه السائرين على نهجه، الذين تابعوا العمل في تأصيل الأصول وتقعيد القواعد وتخريج الفروع، حتى توالت التآليف في الأحكام الجزئية والكلية والتخريج.. وقد أدى التطور في التأليف، مع النضج في البحوث الفقهية؛ إلى ظهور كتب تجمع بين أحكام الفقه وأصوله، وتعتني بوضع القواعد الفقهية، والفروق بين المسائل المتشابهة.. هذا الكتاب يمثل ثمرة ذلك النضج، توَّج مؤلفه بعمله ما سبق من أعمال مماثلة، فعمّ نفعه، وقدّره أهل العلم، فأكبوا عليه درساً وشرحاً وترتيباً، ووضعوا عليه الحواشي والتعليقات.. ومنها التعليقات الهامة التي وضعها عليه محمد أمين ابن عابدين صاحب الحاشية.. وقد أوردناها مع الكتاب للفائدة، عن مخطوطة نادرة وحيدة في دار الكتب الظاهرية؛ فاكتمل بذلك على الوجه المطلوب.
كتاب في قواعد الفقه الحنفي يضم ضوابط واستثناءات فقهية يعتمد عليها في تخريج المذهب، وخصوصاً للفقهاء المتمكنين. الكتاب في سبعة أبواب؛ الباب الأول خصصه المؤلف للقواعد الكلية للمذهب، وجعلها على درجات، وصل بها إلى خمس وعشرين قاعدة أساسية، يعوِّل عليها القضاة والمفتون في بناء الأحكام التي تعرض لهم. وضم الباب الثاني فوائد مهمة تتعلق بالعبادات والمعاملات والأحوال الشخصية. وأعطى المؤلف الباب الثالث عنوان الجمع والفرق، سرد تحته أحكاماً عديدة لمسائل دقيقة تتعلق بالناسي والصبيان والسكران والأعمى والعبيد والدراهم والمعتوه والمجنون والخنثى والذمي، وأشباه ذلك مما يتعلق بالأحوال الشخصية، فضلاً عن العبادات. وخصص الباب الرابع للألغاز؛ وهو في مسائل ظاهرها أشبه بأحجيات.. وقدّم الجواب عنها. وتوفر في الباب الخامس على الحيل الشرعية كذلك؛ في العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية، وهي فروق بين حالتين في مسألة واحدة. وختم الكتاب في الباب السابع؛ بحكايات ومراسلات تتعلق بالفقهاء وأحوالهم وما جرى لهم من أحوال في حياتهم الفقهية. وبحاشية الكتاب كتاب آخر سمي " نزهة النواظر على الأشباه والنظائر" كتبها محمد أمين ابن عابدين صاحب الحاشية على نسخته، علق فيها على الكتاب.. ثم جمعها تلميذه محمد البيطار.. فرأى المحقق في طبعها مع الكتاب فوائد جمة.