إبتلاء النفس البشرية وامتحان الصبر والشكر في الإسلام

إن ابتلاء النفس البشرية وامتحانها، في دار الدنيا، هو الغاية التي قضى الله جل وعلا أن يخلق البشر لأجلها، عن تحقيق خلافتهم على الأرض.
وهذا ما دعا لأن يجعل الله ما على هذه الأرض زينة لهم، وأن يجعل نفوسهم ممدة بأهواء وشهوات وملكات وميول جبلية، وبصيرة إدراكية، وإرادة حرة قادرة على اختيار السلوك الذي توجه صاحبها لتنفيذه، وسواء أكان ذلك في سلوك سبل الحق والخير أم كان في سلوك سبل الباطل والشر، مما بين الله حدوده، في تشريعه المعجز المتوافق مع جبلة النفس البشرية السليمة، التي جبلت على الميل إلى الحق والخير، قبل أن تنحرف عن ذلك بتأثير الأهواء المضلة ووساوس الشياطين.
ونجاح النفس البشرية في عموم ابتلاء الله لها، في دار الدنيا، قضى الله جل وعلا بأن تبدأ تباشيره، في نجاحها في امتحان الله لها في الصبرعلى ما يلحق بها من بلاء وشر، وفي امتحان الله لها في الشكر على ما يلحق بها من نعيم وخير.
وهذا لا يتحقق إلا إذا انقادت هذه النفس لكل ما جاء في كتاب الله من تعاليم، ترشد نفوس البشر إلى أهم سبل الفلاح في ابتلاء الله لهم، الذي قضى سبحانه بأن يجعل مآله الفوز بجنات النعيم.