إن مطلب إصلاح التعليم الديني ليس دعوة جديدة، بل إنه ظهر مع مطالع القرن العشرين مصاحباً بحركة الإصلاح. يتناول الكتاب هذا الموضوع في قسمين لمؤلفين اثنين؛ الأول دَرَس المظاهر الأساسية للأزمة، فحاول تحديد المفاهيم التي بنيت عليها، ثم درس نشأة البحث التربوي في العلوم الشرعية، وكيفية التعامل مع المناهج التعليمية.. وأهدافها.. وعلاقة النص بالتاريخ لبناء المعرفة الدينية، في محاولة للوصول إلى تكوين المحتوى التعليمي. وعالج هذا القسم إشكالات التدريس وطرقة ووسائله، وتساءل: لماذا يكون التركيز على الجانب المعرفي لا على تكوين المهارات ؟ كما عالج المشكلات الناجمة عن إهمال الوسائل التعليمية وطرق التقويم ثم قدَّم رؤية جديدة لتطوير مناهج تدريس العلوم الشرعية. وعالج القسم الثاني من الكتاب أزمة التعليم الديني في الجامعات الإسلامية، لأنه المفتاح للإصلاح الديني المجتمعي؛ فالتعليم الديني الجامعي هو الرافد للقائمين على جميع أشكال عذا التعليم. وقد دعم مؤلف هذا القسم بحثه بإجراء استطلاع لآراء لأساتذة الجامعات وخريجها في سورية والمغرب وماليزية. ودرس هذا القسم كذلك مظاهر أزمة التعليم الديني في الجامعات، وعزاه إلى التأخر المادي والتقني والتدهور الأخلاقي والشك في القيم والتاريخ وغياب الحصانة الفكرية. واعتقد المؤلف في هذا القسم أن هناك أسباباً خارجية للأزمة ذات علاقة بالتأثير السياسي هلى المناهج في محاولة للقضاء على المؤسسات التقليدية بعد الاستقلال، وأسباباً داحلية تنبع من البيئة الخاصة للتعليم الديني، تتعلق بخصوصيته وضخامة محتواه وعمقه التاريخي وتنوع مجالاته وتخصصاته. وللضرورة البحتية درس مؤلف هذا القسم أزمة التعليم الديني لمرحلة ما قبل الجامعة والتحديات التي يواجهها. وختم باقتراحات للإصلاح. ردَّ كل نت الباحثين على الآخر وعقّب عليه.
من سلسلة حوارات لقرن جديد