الحقيقة التي يريدها مؤلف هذا الكتاب ؛ أن الإسلام لا يوصف بالتطرف ولا بالتشدد ، وإنما هو دين متكامل، دين الفطرة، والذين يوصفون بذلك؛ إنما هم جماعة سلكوا مسلكاً معيناً؛ فقدموا الدين على هذه الصورة، من خلال مراهقة العقل العربي في ظرف من الظروف.
ورأى المؤلف أن الإســـــــــــــــــلام يتعرض دوماً للشبهات والتأويلات الملفقة والتزييف والتنكيل والطعن ؛ وذلك بسبب إقامة العقل العربي في كهوف مؤثثة بالخرافة والخزعبلات ؛ مما نتج عنه اتهام المسلم بالإرهاب والكفر والبداوة ، والبعد عن فهم الحداثة والمعاصرة.
والمأزق الذي يتعرض له الإسلام اليوم ، أن بعض العرب يقبلون بهذه الثقافة الراديكالية ، ويمارسون عقلاً لا يرقى إلى مستوى الفهم الصحيح للإسلام، وتوهموا أن الدين سينتشر بحدّ السيف ؛ وفق ما فصل له الغرب من طابع قدسي ملفق.
يقول مؤلف الكتاب : الحقيقة التي أريد إيصالها هي تعرية الإسلاميين المتشددين أو المتطرفين كي تتضح صورة الإسلام المشرقة ، من خلال الوصف والتحليل للحالة العربية ؛ بعد فورات ما سمي الربيع العربي .
قسم المؤلف كتابه إلى ثمانية فصول ؛ تحدث في الفصل الأول عن العرب في موضوع الدين ، والنظرية السياسية في عصر التحولات التاريخية ؛ تناول فيه الدين من جوانب مختلفة. وجاء الفصل الثاني عن مفهوم الحكومة الإسلامية في جدل السلطتين الزمنية والروحية ؛ ليخلص إلى نظام الحكم الإسلامي . وفي الفصل الثالث تعرض المؤلف إلى موضوع التطرف الديني عند العرب ؛ فأشار إلى نشوء العنف وأسبابه. وتوقف في الفصل الرابع عند الإسلام العنيف بين الفنتازيا والواقع الراهن ؛ ليتساءل في نهاية الفصل : هل الإسلام دين عنف ؟ وبيّن ما فعله العرب من جهود لصناعة إسلام متطرف. وبحث في الفصل الخامس موضوع الدولة الطائفية بين إشكاليات الدين والسياسة، وانعكاسات ذلك على الواقع الملموس المؤسف . وفي الفصل السادس نقد المؤلف المؤسسة الدينية وأظهر تخوفاتها ، وأشار إلى تسييس الدين وتديين السياسة ، وتساءل أهو إسلام أم مؤسسة دينية؟ وما مواصفات تلك المؤسسة . وقدم الفصل السابع تحت سؤال يقول : أي إسلام نحتاجه اليوم؟ ليخلص إلى القول بوسطية الإسلام . وختم الفصول بالفصل الثامن حول الفكر الأصولي والإسلام الراديكالي ليقدم إضاءات تحته..
وختم الكتاب باستنتاجات رأى فيها أن جميع الأصوليات الدينية تشترك في التطرف ، وأن الدولة في الإسلام ليست علمانية ولا دينية ، وأن علاقة الدين بالسياسة علاقة مخصوصة ، وأن مفهوم الحكومة الإسلامية مفهوم بشري، والإسلام ليس ديناً حداثوياً بالمعنى الغربي ، وليس أصولياً..
ورأى أن مرحلة ما بعد الإسلام السياسي ، من أخطر مراحل الإسلام.