يساهم هذا الكتاب في توضيح معانٍ أساسية في الرسالة الإسلامية والخطاب القرآني، كما يساهم في إزالة الغباشة، وسوء الفهم الذي يولد انقسامات عميقة، وصراعات بينية تشقُّ صفوف من يحملون رسالة التوحيد، وتساهم في تضييع الجهود والطاقات حول خلافات وهمية ومعانٍ ظنية متشابهة، في حين أن المطلوب هو الالتقاء والتعاون حول المعاني المحكمة، التي لا يختلف حولها من يقرأ الكتاب بعقل منفتح وقلب صادق.
أراد الله جلَّ وعلا، كما تبين في فصول الكتاب، أن تكون رسالة التوحيد الخاتمة كلمة جامعة، توحد أصحاب الكتب السماوية جميعاً، فإذا بنا نجد أصحاب الرسالة الخاتمة في فرقة وصراع وتناحر. كيف وصلنا إلى ما نحن فيه؟ وكيف نتجاوز هذا المأزق التاريخي الذي صنعناه بأيدينا؟ وكيف نحقق معنى وجودنا الإنساني؟
هذا موضوع أبواب الكتاب الخمسة وفصوله الأربعين.
يسعى هذا الكتاب إلى ربط التوحيد برسالة الإنسان وقيمة العليا التي تميزه عن غيره من المخلوقات، ويرسم صورة متكاملة لخصائص الفرد والمجتمع.
وبعد المقدمة التي يرى فيها المؤلف أن التوحيد مبدأ مصيري، فإنه يقسم الكتاب إلى خمسة أبواب؛ الأول " الإيمان والفطرة" تحدث فيه عن الإيمان بالغيب والذكر والنسيان والحرية والإخلاص والكفر والضلال. وفي الباب الثاني "العقل والكتاب" توقف عند جملة مسائل، تتعلق بالنص القرآني المعجز الذي ينبغي أن نتفهمه ونعرف معانيه ونقرأه القراءة الواعية بما فيه من إعجاز ومحكم ومتشابه. وفي الباب الثالث "الوجود والوجدان" بحث في مسائل الروح والجمال ونوازع الغش والعلم والعرفان والخروج من الظلمات إلى النور. وفي الباب الرابع "القيم والأخلاق" تناول عدداً من الموضوعات، تتصل بالتقوى والإخلاص وكرامة الإنسان والعدل والرحمة والإحسان والشورى. وفي الباب الخامس الأخير" الشهود والتاريخ" عالج موضوعات دقيقة، كالزمن والأجل والتدافع الذي هو محرك التاريخ والوعي والشهود والجهاد والشهادة وطول الأمد وتصلب القيم والتعددية الدينية ومكر الحق وسنن التاريخ.