هل للإسلام - وهو دين - نُظُم إداريَّة وقضائيَّة وعسكريَّة وماليَّة واجتماعيَّة ينفرد بها؟
وإذا كان له ذلك فما علاقة الدِّين بالنُّظُّم الَّتي يتبعها المؤمنون به، في اختيار شكل الحكم الذي يرتضونه، والقانون الذي يتخذونه، وأُسلوب التَّعامل التجاري والعلاقات الاجتماعيَّة التي تصح لمعاشهم؟
في هذا الكتاب (النُّظُم الإسلاميَّة) التي اتبعها المسلمون في مختلف أشكال حكوماتهم ومجتمعاتهم، سواء ما ورد بها نص، أو اقتبس، أو وصل إليه النَّاس باجتهاد ورأي أو تجربة... وإن كانت في بلاد إسلاميَّة، ولمجتمعات يدين أكثريتها بالإسلام، وتخضع في إطارها العام لتعاليم الإسلام.
وحين يؤرخ المؤلِّف لهذه النُّظُم، إنَّما يستعرض - في الواقع - جانباً من حضارة المسلمين، ويصوِّر حياتهم منذ جاء الإسلام، بلوحة تبعث الرُّوح في هذه الحياة، في الإدارة السِّياسيَّة والجيش والتَّعامل الاقتصادي والاجتماع، تزدان بكثير من الزَّخارف التي تأتي على ذكر صانعي هذه اللَّوحة الحقيقين، دون التَّفصيل في سير حياتهم وأعمالهم، فتضفي عليها مسحة الجمال ودفق الحياة.
يتناول النظم الإسلامية التي اتبعها لامسلمون في مختلف أشكال حكوماتهم ومجتمعاتهم سواء ورد بها نص أم اقتبس أو اجتهد برأي أو تجربة، ويستعرض جانباً من حضارة المسلمين ويصور حياتهم منذ جاء الإسلام بلوحة تبعث الروح في الحياة والسياسة والجيش والاقتصاد والاجتماع، مزدانة بكثير من الزخارف في مسحة الجمال ودفق الحياة.