التجديد في الفكر الصوفي

يعالج الكتاب إشكاليات تتعلق بموضوع التصوف وتجديده، وترد على الإساءات المطروحة على الساحة الصوفية من أباطيل ودعاوى، باسم التجديد في التصوف. وقد اعتمد المؤلف في وصف تشخيص انحرافات المتصوفة، ومدّعي التجديد؛ على تجاربه الشخصية، معاينته الواقعية، بعيدا عن التنظير والافتراض. وانطلاقا من استشعاره لحاجة الأمة الماسّة للتعرف على أئمة الصوفية المجددين، وأعلامهم المصلحين، خصوصا في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها أمتنا الإسلامية. فقد اختار في كتابه نماذج المدارس الصوفية التجديدية باستعراض سير أربعة من الأعلام المجددين في التصوف، من أهل أشهر المشارب الصوفية عبر التاريخ: الشاذلية والنقشبندية.

يتناول هذا الكتاب مجموعة من المباحث الهامة التي يتوقف عندها؛ للإشارة إلى مكان التطور في تاريخ التصوف؛ من خلال أعلامه الذين قدموا التصوف بلبوس جديد، في خطوط واضحة؛ تربطه بمفاهيم أصيلة في خدمة الدين الذي يكتمل جوهره بها.
والكتاب يريد أن يؤصل لذلك التاريخ؛ بالوقوف عند أعلام كبار خدموه؛ بدءاً بحجة الإسلام أبي حامد الغزالي، رائد الحركة الصوفية ومؤصلها على قواعد واضحة، ثم بعبد القادر الجيلاني.
واختار من بين الصوفية عدداً من العلماء الذين جمعوا إلى التصوف علوم الشريعة، فارتفعوا بذلك؛ وهم أبو الحسن الشاذلي، والشيخ خالد النقشبندي، والشيخ أحمد بن مصطفى العلوي، وأخيراً الشيخ أحمد كفتارو.
الكتاب يقدم لوحة تجمع بين أفكار هؤلاء الأعلام، وبين مفهوم التجديد كما يراه المؤلف!!

ينقسم هذا الكتاب إلى ثلاثة فصول اجتهد فيها المؤلف بتقديم صورة عن الفكر المتجدد في التصوف من خلال تاريخه وأعلامه.
تناول المؤلف في الفصل الأول " التصوّف والتجديد" تعريف التصوف ونشأته، وتعريف معنى التجديد، ومفهومه في الفكر الإسلامي.
وتوقف في الفصل الثاني" التجديد والمجددون في الفكر الصوفي" عند عدد من المباحث؛ الأول تحدث فيه عن الحاجة إلى التجديد في التصوف، والثاني عند مظاهر الفهم الخاطئ للتجديد، وتوفر في الثالث على الحديث عن الغزالي رائد التجديد؛ لينتقل في البحث الذي يليه إلى دراسة التجديد عند الشيخ عبد القادر الجيلاني.
وخصص المؤلف الفصل الثالث لدراسة من سماهم " نخب من أعلام التجديد في التصوف وآثارهم التجديدية"؛ ممن رأى أن لهم دوراً تجديدياً في الحقل الصوفي؛ في أدوار عدّها مراحل تصحيحية، وتخرج فيها على أعمالهم؛ فتناول بالبحث الشيخ أبا الحسن الشاذلي، والشيخ خالد النقشبندي، والشيخ أحمد بن مصطفى العلوي، والشيخ أحمد كفتارو. فذكر ما يتعلق بسيرة كل منهم ومواقفه ومؤلفاته.
وختم الفصل ببحث عن الملامح التجديدية المشتركة بين هؤلاء الصوفية وسمات التجديد عندهم.