حين تشتد حرارة الرأس، يولد الفكر.
في هذه السيرة الذاتية المتفرّدة، يقدّم لنا الدكتور حسين علي الشرع تأملاته العميقة في مسيرة امتدت بين الحقول، والجامعات، وساحات الجدل الفكري. ليست "الرؤوس الحامية" مجرّد استعادة لأحداث مضت، بل هي قراءة ذاتية جريئة لحياة مفكر عربي تشكّلت رؤاه في زمن الانكسارات والانبعاثات.
يفتح المؤلف قلبه وعقله ليكاشف القارئ بأفراحه وخيباته، بمواقفه وخلافاته، بأسئلته التي لم تتوقف يومًا عن ملاحقة الحقيقة. إنها سيرة روح لم تهدأ، وعقل لم يركن إلى اليقين، وضمير ظلّ يقظًا في مواجهة الضجيج.
كتاب يجمع بين صدق التجربة وجمالية السرد، ويدعو القارئ لاكتشاف وجه آخر للالتزام والمعنى.
في كتابه "الرؤوس الحامية"، يقدم الدكتور حسين علي الشرع سيرة ذاتية فكرية وسياسية تتجاوز البوح الشخصي إلى قراءة نقدية لتجربة جيل بكامله. يتنقل المؤلف بين محطات حياته التي بدأت في بيئة ريفية محافظة، لتقوده إلى أروقة الجامعات، ثم إلى ساحات الصراع الفكري والسياسي، مشكّلًا رؤيته الخاصة في ظل تحديات فكرية ومجتمعية ودينية متشابكة.
الكتاب لا يقتصر على استعراض سيرة المؤلف من حيث الأحداث والتواريخ، بل ينفتح على تأملات فلسفية ونقد ذاتي ومراجعات جريئة للمواقف والمعتقدات التي مر بها، ما يمنحه طابعًا أدبيًا وفكريًا في آن. فـ"الرؤوس الحامية" ليست فقط تلك التي تتشبث بالرأي أو تتورط في الصدام، بل هي أيضًا تلك العقول القلقة الباحثة عن الحقيقة، القادرة على الاعتراف بالخطأ، والساعية دومًا لفهم الذات والعالم.