في هذا الكتاب، يسعى الدكتور حسين علي الشرع إلى تقديم قراءة فكرية معمقة لما سمّاه "القيامة السورية"، متجاوزًا السرديات السطحية أو التوصيفات الإعلامية. يتتبّع الكاتب مسار الأحداث، منذ شرارتها الأولى، وصولًا إلى تعقيداتها الإقليمية والدولية، مُبرزًا الخلفيات الفكرية والاجتماعية والسياسية التي مهّدت للثورة، وأثّرت في مساراتها.
الكتاب ليس مجرد توثيق زمني، بل تحليل نقدي يطرح تساؤلات حقيقية حول طبيعة النظام السوري، وأداء المعارضة، ودور المجتمع الدولي، وتحوّلات المجتمع السوري ذاته. وهو بذلك يقدّم مساهمة فكرية صادقة لكل من يحاول فهم الحدث السوري في سياقه العميق، بعيدًا عن الانفعالات والمواقف المسبقة.
يقدّم هذا الكتاب قراءة فكرية سياسية في "القيامة السورية"، انطلاقًا من مقاربة تحليلية تجمع بين الشهادة والرؤية النقدية. يطرح المؤلف، الدكتور حسين علي الشرع، تساؤلات جوهرية حول الأسباب العميقة للثورة السورية، وظروف اندلاعها، والعوامل التي ساهمت في انحرافها عن مسارها السلمي، وتحولها إلى أزمة مركبة على المستويين الداخلي والدولي.
يتناول الكتاب بالنقد والتحليل بنية النظام السوري وآليات حكمه الاستبدادية، كما يناقش ضعف الأداء السياسي للمعارضة، وصعود الحركات الإسلامية، وتأثير الأطراف الإقليمية والدولية في مجريات الثورة. ويعرض المؤلف رؤيته الخاصة لكيفية قراءة الحدث السوري باعتباره "قيامة" لا تزال مستمرة، ومفتوحة على أفق فكري وسياسي، لا على خاتمة مأساوية كما قد يُظن.
هذا الكتاب دعوة للتأمل، وليس فقط للتوثيق، وهو محاولة لتأريخ عقلاني لحدث لا يزال فاعلًا في الوجدان والواقع السوري والعربي.