تتميز هذه الدراسة عن صوفية الغزالي، رحمه الله، بأنها حققت النظرة المعرفية التي يتبناها، ومناهج البحث التي تسندها، وتبعاً لهذا فإنها وفقت في ملاحقة واستنباط معالجة العديد من القضايا التي حفل بها فكره.
كما لفتت هذه الدراسة الأنظار إلى أهمية (سياسة العلم) التي أخذ بها الغزالي، إنها دراسة جديدة حقاً على مستوى الدراسات التي عالجت فكر الغزالي.
مسألة المعرفة ومنهج البحث عند الغزالي
يتناول هذا الكتاب مسألة المعرفة ومنهج البحث عند الإمام الغزالي.
في البداية يتحدث عن إشكالية خطاب الغزالي، ويتناول مسألة (سياسة العلم)، والأهمية التي أولاها الإمام الغزالي لها، موضحاً دورها في تشكيل الخطابات وأهميتها في نشرها وتعميمها. ثم يتناول سيرة الغزالي وارتباطها ببحثه عن اليقين. وبيّن معالم سيرته ومحطاتها الرئيسية، ثم الكيفية التي بحث بها الإمام الغزالي عن اليقين، والخطوات التي اتبعها في ذلك. ثم تحدث عن عدم كفاية العقلانية المعتمدة، ولاسيما الظاهرية، وتصورها عن الفاعلية في مجال الغيب. ثم تحدث عن مفهوم النور عند الغزالي ومدى علاقته بالعقلانية وبالخيال والتفكير. ثم طبيعة الأطوار التي مرّ بها فكر الإمام الغزالي (الجدلي، الصوفي، السلفي). ثم تناول مفهوم الظاهر وطبيعة الفهم الذي قدمه الغزالي، وبيان مصادره، ثم تعرض لمشكلة المصطلح عند الغزالي ونقده للقضايا المعرفية، وأبرزها قضايا الاستقراء والعليّة والقياس. ثم طبيعة المنهج الأصولي عند الغزالي وفهمه لأصول الشريعة، ولأصول الفقه.
بعد ذلك يتناول الكتاب المنهج العلمي عند الغزالي، وكيفية فهمه للعمل، ثم طبيعة الأحوال والمقامات عنده. ثم علاقة التصوف بالظاهر، وعلاقته بالكشف، ومن ثم الأخلاق الصوفية، وطبيعة التصوف الذي يأخذ به الغزالي. ثم ينتقل إلى المنهج الذوقي، وكيفية انتقال الغزالي من الظاهر إلى الباطن، ثم مشكلة المعرفة الباطنية والتأويل الذي يأخذ به، والقانون الذي اعتمد عليه؛ وهو الالتزام بالعقل والشريعة.
ثم يتحدث عن علوم المكاشفة عند الغزالي، وفهمه لها، وطبيعة العلاقات القائمة بين الموجودات المختلفة. ومراحل ترقي النفس، وكيفية وصولها إلى سعادتها، ثم عرض مسائل الثواب والعقاب، والولاية...
ثم ألقت خاتمة الكتاب الضوء على طبيعة التحليل الذي أخذ به الإمام الغزالي، ثم مناقشة سياسة العلم، وتقويم النظرية المعرفية التي اعتمدها الإمام الغزالي.