إنه التفسير الثالث الذي يقدمه الدكتور الزحيلي، فقد سبق له وأن أصدر التفسيري (الوجيز والمنير)، وأما في التفسير
الوسيط فقد يزاد فيه تفسير بعض الآيات عما هو مذكور في (التفسير المنير)، ويشتمل على إيضاح معاني أهم الكلمات الغامضة، مع التعرض لأسباب النزول مع كل آية، وحينئذ قد تتطابق عبارات التفاسير الثلاثة، وقد تختلف بحسب الحاجة، وبما يقتضيه المقام في تسليط الأضواء على بعض الألفاظ والجمل، وقد يذكر الوجه الإعرابي الضروري للبيان. وتميز هذا التفسير ببساطته وعمقه في آن واحد، وبإيراد مقدمة عن مجموعة من الآيات، تكوِّن موضوعاً واحداً.
يبين مدلول الآيات بدقة وشمول وأسلوب مبسط ميسر، ويعرف بأسباب النزول الصحيحة الثابتة مستشهداً ببعض الآيات والاحاديث الصحيحة الثابتة في موضوعها ومغزاها مع الآية المفسر مبتعداً عن القصص والروايات الإسرائيلية التي لا يخلو منها تفسير قديم، ملتزماً أصول التفسير بالمأثور والمعقول معاً معتمداً على أمهات كتب التفسير الكبرى بمختلف مناهجها.