تخطي إلى المحتوى

المرأة والجندر

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $6.50
السعر الأصلي $6.50 - السعر الأصلي $6.50
السعر الأصلي $6.50
السعر الحالي $5.20
$5.20 - $5.20
السعر الحالي $5.20

يتحدث عن بدايات الوعي النسائي، وقضايا المرأة على الساحة الإسلاميّة، والوعي النسوي الإسلامي اليوم، والنساء والتنمية، وطبيعة المجتمع المدني، ومفهوم الجندر.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
غلاف نوع التجليد
أبيض نوع الورق
256 الصفحات
17x24 القياس
2002 سنة الطبع
9781592390014 ISBN
0.27 kg الوزن
أمازون رابط النسخة الإلكترونية على أمازون
نيل وفرات رابط النسخة الإلكترونية على نيل وفرات

كلمة الناشر

تصدر هذه الحوارية ضمن فعاليات عام المرأة والأسبوع الثقافي الذي نظمته دار الفكر في دمشق بين 20 و 25 من نيسان (أبريل) 2002م بعنوان (المرأة وتحولات عصر جديد) وتحت شعار (النساء شقائق الرجال).

أقيم الأسبوع وفق المنهج الحواري ذاته الذي تنتهجه الدار في سلسلتها (حوارات لقرن جديد)، بهدف كسر الحواجز بين التيارات الفكرية المتعددة، وإصغاء كلٍّ للآخر.. فكان ناجحاً بكل المعايير، وكان بمثابة منبر حر، أعطى الفرصة الكافية لكلٍّ أن يتكلم، مبدياً وجهة نظره بحرية كاملة، تلقاها الآخر بإنصاتٍ وحسن استماع..

أما لماذا المرأة؛ وكل هذه الدراسات والندوات حولها؟! فلأن سؤال المرأة ما يزال مطروحاً بحرارة، على الساحة الثقافية، تنعقد له المؤتمرات العالمية من القاهرة إلى بكين، وسيبقى ذلك اللغزَ المحيرَ؛ لا تدري أكانت المرأة الضحيةَ؛ تستباح حقوقها، تسجن في بيتها، تهمَّش، تُهمَل، تُخضع لوصاية الرجال، تُمنع من الكلام عن نفسها، يُقضى في شؤونها وهي غائبة؟! أم هي المحرك الحقيقي للمجتمع، المختبئ وراء الجدران، ممسكاً بزمام الرجل يوجهه إلى حيث يشاء؟! لم لا تبرز من مخبئها، فتحدثنا بنفسها عن نفسها؟! فهي الأدرى بشؤونها، اعترفت لها الشرائع والقوانين كلها بالأهلية الكاملة للتصرف مثلها مثل الرجل سواءً بسواءٍ، حتى إن القرآن العظيم جعل بينهما الولاية المتبادلة في بادرة غير مسبوقة في مجال التشريع {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ} [التوبة: 9/71].

وعندما نطرح مسألة (الجندر) ذلك المصطلح الغربي الذي لم يتفق له بعد على ترجمة عربية معتمدة، فإنما يهدف إلى تجاوُزِ الإشكالات التقليدية التي سئم الناس من تكرارها على مدى قرنٍ، والتي لا بد أنها ستذوب بحكم سنَّة التطور، لتحلَّ محلَّها إشكالات جديدة، نجد من واجبنا أن نؤصِّل لها من ثقافتنا وقيمنا وتراثنا، حتى لا نذوب نحن في خضم العَوْلمة وثورتي المعلومات والاتصالات، ولا ننبهر بحلول الآخرين، التي لم تلبث أن ولَّدت عندهم من الإشكالات ما هو أشد خطراً من المشكلات التي حُلَّت، فنكون كالوارث السفيه، يتسوَّل القوت، وعنده من موروثه المختـزن ما يستطيع أن يرفد به العالَمَ؛ مفاخراً أنه الأرسخ قدماً في تاريخ التحضر، والأعمق نظراً في المشكلات، والأجدر بالاحترام.

في المنتدى العالمي لحوار الحضارات حيث لا يسمح بالمشاركة إلا لمن كان لديه من الأفكار ما هو أكثر نفعاً وأعم فائدة لبني الإنسان.

أما إلغاء التمييز بين الجنسين فقد حسمته آيات الأخرس ودارين أبو عيشة ووفاء إدريس مثل ما حسمته جداتهن نسيبة بنت كعب ونسيبة بنت الحارث وأم سليم بنت أم ملحان من الجيل الأول، وتوجه الجنسان إلى الله {فاستَجابَ لَهٌم رَبُّهم أنِّي لا أُضيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنكُم مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى بَعضُكم مِن بَعضٍ} [آل عمران: 3/195].

النسوية، قضايا الجندر والرؤية الإسلامية



الدكتورة أميمة أبو بكر

مقدمة

أحمد الله كثيراً أنني مسلمة . الإسلام دين حق وعدالة ومساواة ورحمة ، ولا يقر ظلماً أو افتراءً سواء في المجالات العامة أو في المجال الاجتماعي أو حتى داخل الأسرة وعلى مستوى الأفراد والتعاملات الشخصية. وأحمده أن مَنَّ عليّ بنعمة القدرة على قراءة كلامه ( سبحانه وتعالى ) والتفكر والتأمل في معانيه الجليلة ، أحمده أن منحني عقلاً يفهم ويتدبر ويزن الأفكار وقلباً يمتلئ حباً له - عز وجل - ويتوق إلى نيل رضاه .

على حائط غرفتي وأنا فتاة صغيرة وضعت نصب عيني حديثاً قدسياً له مكانة في نفسي حتى الآن ويرف قلبي تأثراً كلماً تأملت في معناه : (أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني … ) إلى آخر الحديث . وفى طيات كتاب ضخم أقرأ حديثاً قدسياً آخر في الحث على صلة الأرحام : (أنا الرحمن خلقت الرحم، وشققت لها من اسمي، فمن يصلها أصله ومن يقطعها أقطعه). ألم يكتب عز وجل على نفسه الرحمة، فلا يخيب رجاء عبده إذن أبداً ؟ وهكذا استقر في يقيني دائماً أن الله لن يرد رجائي إذا وثقت برحمته وعدله ، ولن يحملني ما لا طاقة لي به.

الله الرحمن العدل، أستعين برحمته وبعدله على ظلم البشر وجفوتهم، أستعين بحقه على باطلهم، أستمد من عونه القدرة على المضي في هذه الحياة، فباسمه أبدأ. اللهم افتح عليّ وأعنّي على هذا الأمر.

1- بدايات الوعي النسائي/النسوي في التاريخ الإسلامي:

ما مدى ملاءمة منظور (الجندر) ( دراسات النوع ) - أي التشكيل الثقافي والاجتماعي للجنسين - لدراسة النصوص التاريخية والثقافية الإسلامية من قبل المسلمين رجالاً ونساءً؟ أو فلنسأل السؤال معكوساً: هل يمكن أن ندرس قضايا النوع (بمعنى الخلفية الثقافية والاجتماعية لأدوار الجنسين) من منظور المرأة المسلمة؟ هذا هو المحور الرئيسي لكثير من الجدل والمناقشات والدراسات التي تدور حالياً حول مكانة المرأة في الإسلام وحول مشروعية التساؤل بشكل خاص ومحدد عن قضايا تؤرق المرأة المسلمة، مثل قضية تقسيم الأدوار بين الجنسين ومنطقيتها وتاريخها، أو تنميط وتثبيت شخصية المرأة في قالب جامد وتسيير حياتها على نهج موحد؛ أو عدالة التعامل مع النساء في المجتمع والحياة العامة وتطبيق حقوقهن الشرعية.. إلى آخره. وينقسم المهتمون بالموضوع إلى فريقين، كلاهما يرفض أحد عنصري المعادلة في السؤال المطروح في البداية: فريق يرفض منظور (الجندر) برمته بناءً على سوء فهم أو خطأ في تعريف المصطلح أو عدم معرفة إلا بجانب واحد من جوانبه المتعددة؛ وفريق آخر يكتفي بهذا المنظور وحقل دراساته الواسع رافضاً لأي اعتبارات ذات مرجعية دينية مؤكداً أن الالتزام بالمرجعية الدينية يناقض مبادئ دراسات المرأة أو الدراسات النسوية التي تهدف إلى كشف آليات القهر والتهميش والدعوة إلى التحرر منها، بينما لا يفتأ الفريق الأول ينفي مشروعية المنظور النسوي، أو وجهة نظر المرأة ويؤكد أن دراسات وأبحاث (الجندر) جميعها لا مكان لها ولا فائدة منها في المجتمعات الإسلامية، بل هي تنافي الأساس القيمي للإسلام.

وحتى نفض الاشتباك بين هذين التيارين قد يفيد هنا إلقاء نظرة فاحصة على بعض من التاريخ الإسلامي المبكر وتحليله بتأنٍ والتفكر في معناه ومغزاه. ففي محاولة للإجابة على التساؤلات المطروحة في البداية، أشير إلى ثلاث وقائع مترابطة مدونة في الأثر وصحيحة تاريخياً:

أ) الواقعة الأولى وردت في صحيح مسلم في (كتاب الفضائل) أن أم سلمة زوجة الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد سمعته يوماً ينادي من على المنبر: (أيها الناس)، فأرادت الذهاب فقالت لها الجارية: (إنما دعا الرجال ولم يدع النساء)، فردت سريعاً : (إني من الناس).

ب) الواقعة الثانية عندما تساءلت أم سلمة أيضاً عن فضل الهجرة هل هناك تخصيص الرجال بها دون النساء: (يا رسول الله، لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء) . فأنزل الله تعالى: { فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ} [آل عمران: 3/195].

جـ) عندما رجعت أسماء بنت عميس من الحبشة ومعها زوجها جعفر بن أبي طالب دخلت على نساء النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالت: (هل نزل فينـا شــيء؟) قلـن: (لا)، فأتـت النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالت: (يا رسول الله، إن النساء لفي خيبة وخسار)، قال: (ومم ذلك؟ ) قالت: (لأنهن لا يُذكرن في الخير كما يذكر الرجال). فأنزل الله تعالى : {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصّادِقِينَ وَالصّادِقاتِ وَالصّابِرِينَ وَالصّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصّائِمِينَ وَالصّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [الأحزاب: 33/35] .

ما هي دلالة أو مغزى هذه الوقائع الثلاث؟

أولاً: إنها تدل على حرص النساء في عصر الرسالة على أن يكون لهن مكان في الشؤون العامة للجماعة المؤمنة ، وأن يُذكرن في النص القرآني (أي يخاطبهن الله نفسه عز وجل) فيصبحن بذلك جزءاً مرئياً وظاهراً من حياة المجتمع الإسلامي في جوانبه الدينية والاجتماعية العامة.

ثانياً: إنها تعكس حرص النساء على أن يحظين بالمكانة والتقدير المعلَن لجهدهن وألا يتم إقصاؤهن أو تجاهلهن.

ثالثاً: مثل هذه الروايات تعكس مراعاة التنزيل لإحداث توازن بين شقي المجتمع، أي أن الإسلام قدّم رؤية تراعي الجنسين ومطالبهما وتتعامل بحساسية محمودة مع المرأة بتأكيد دورها لتحقيق المساواة الإيمانية لها. هي إذن رؤية أقرّت خصوصية مشكلات المرأة ولكنها في الوقت نفسه تسعى إلى دمج النساء وانخراطهن في صفوف المجتمع بعدالة وبدون تفريق. تؤكد ظروف تنزيل هذه الآيات على احترام وجهة نظر المرأة ومبادراتها الفعّالة في شكل تساؤلات وجدل حول موضوع يؤرقها.

رابعاً: نقطة أخيرة هامة هي أن الله تعالى سمع قول التي تجادل، وصوت اللاتي يتساءلن وأنزل محكم الآيات استجابة لتساؤلات وهموم وهواجس النساء، ولذلك دلالة بارزة على أهمية الإنصات لصوت النساء في أي سياق تاريخي تالٍ وعلى تأسيس لهذا الحق، والتعامل معه باحترام كما حدث في العصر الإسلامي الأول من الله جل جلاله ومن رسوله (صلى الله عليه وسلم).

......

ماذا يعني الجندر؟ وهل هذا المفهوم غريب عن لغتنا وتاريخنا؟

وما الحقوق التي تسعى إليها المرأة المعاصرة لتنال حقها بالمساواة والعدالة وعدم التمييز مع الرجل؟

إن الحركات النسائية في العالم تكاثرت بشدة في العقود الأخيرة، بسبب الدراسات التي بينت أن هناك ظلماً شديداً وتخلفاً وعنفاً يمارس بحق المرأة على المستوى العالمي، لذلك سعت هذه المنظمات كي تنشر الوعي بين النساء والرجال بأهمية تصحيح الوضع للمرأة التي يمارس بحقها الظلم والقهر والمعاملة السيئة والتمييز.

كما بينت أن الفوارق البيولوجية التي تميز الرجل والمرأة لا تعني أن يمارس ضد النساء تمييز اجتماعي وثقافي.

فتاريخنا حافل بمواقف نسائية مشرقة وقفت فيها المرأة والرجل سوياً ضد الظلم الاجتماعي أو العسكري أو الثقافي وكان للمرأة أثر واضح في تنمية الوعي آنذاك.

إن كتاب المرأة والجندر كتب بأيدي خبيرة عرفت الأفكار التي تطرحها الحركات النسائية وما يدور حول مفهوم الجندر وسكبته في هذا الكتاب المتميز.

مستخلص يتناول هذا الكتاب حوارية بين باحثتين خبيرتين، حول المرأة والجندر، وإلغاء التمييز الثقافي والاجتماعي بين الجنسين، وتكتب كل منهما بحثها وتعقيبها على بحث الأخرى مستقلة. يعرض أولاً القضايا النسوية وقضايا الجندر والرؤية الإسلامية، فيبين بدايات الوعي النسوي في التاريخ الإسلامي، بأمثلة تاريخية تدل على حرص النساء في عصر الرسالة على تبوء مكان في الشؤون العامة للمسلمين، وعلى مراعاة التنزيل إحداث توازن بين الجنسين شقي المجتمع. ويبرز مجالات قضايا المرأة (الجندر) على الساحة الإسلامية، والوعي النسوي الإسلامي اليوم، ويعرض ملامح الخطاب النسوي الإسلامي وعناصر بحثه في حقل المعرفة النسوية، ويحذر من الوقوع في فخ الرؤية الاستشراقية للمرأة. ويعرض ثانياً دراسة للمرأة العربية والجندر، ويرصد واقعها والتنمية في مختلف الأقطار مدعماً بالدراسات والإحصاءات التي توثق لهذا الواقع بمشكلاته المتعددة. ويبين طبيعة المجتمع المدني وعلاقاته الذاتية، ويبحث في مفهوم الجندر وإطاره النظري وتمكين المرأة. ويوضح الفجوة النوعية في مختلف المجالات، ويسجل بالتفصيل ما تم إنجازه في الحقبة الأخيرة، وبخاصة في مستوى التشريعات والقوانين والممارسات الفعلية، وكذلك ما لم يتحقق بعد، بسبب بعض المعوقات والعراقيل التي لاتزال قائمة في مجتمعاتنا العربية. ويورد بعد تعقيب كل باحثة على الأخرى، تعاريف بمصطلحات الكتاب.