تمهيد
الحمد للَّه ربِّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فقد نظر قسم اللغة العربية في كلية الدراسات الإسلامية والعربية مطلع عام 2001م في وسائل تنمية المهارات الكتابية لدى طلبة الكلية عامة، وطلبة القسم خاصة، إذ لا غنى للدارس عن إجادة الكتابة وصحة الإملاء.
وعلى الرغم من الجهود الذي بذلها أعضاء القسم في محاضراتهم الاختصاصية، وفي دروس التقوية التي تبرّعوا بها مشكورين فقد بقيت الحاجة ماسة إلى تلافي النقص الملحوظ في المهارات الكتابية. وقد قرّ الأمر على تضافر الجهود للوفاء بالحاجة إلى رفع مستوى الخريجين والخريجات في هذا المجال.
وكان من نتيجة ذلك التوصية بإيلاء مهارات الكتابة أهمية بارزة في دروس النصوص والتطبيق، ومراجعة قواعد الإملاء في السنة الأولى، والاستمرار في دروس التقوية الإضافية وإعداد برامج دائمة لها، وتشديد المحاسبة على الغلط فيها، في كل الامتحانات التي يعقدها القسم أو التي يشرف عليها، وتجديد التأليف في قواعد الإملاء. وقد عهد أستاذي الدكتور مازن المبارك إليّ إعداد مذكرة جديدة في هذا الشأن، على أن تكون موافقة للقواعد المعمول بها في مدارس الدولة، وأن تكون وافية بالغرض للدارس والمدرّس على حدّ سواء، مع ما يطلب من إيجاز وتبسيط في الشرح، واطّراد واستيعاب في القواعد.
وحين استقبل القسم العام الدراسي الجديد 2001-2002م كانت المذكرة المطلوبة ناجزة بحمد الله، فعرضتها على أستاذي المبارك لينظر فيها ويرى تحقيقها للأهداف المرجوّة منها. وقد بذل في سبيل ذلك جهداً كبيراً، إذ قرأ المذكرة قراءة متأنية، واقترح مراجعة بعض المواضع، كما نبّه على ضرورة ترتيب القواعد لتسهيل القراءة والحفظ. فجزاه الله عني أفضل جزاء وأوفاه، ومتّعه بالصحة والكرامة ما أبقاه.
وتجدر الإشارة إلى أنني سلكت في إعداد هذه المذكرة سبيل ((المباحث)) لا الدروس. فقد كنت أبدأ بالتعريف ثم أعرض القواعد جزءاً جزءاً مع الأمثلة والشرح وإن بدا بديهياً أحياناً، إذ كنت وضعت في الحسبان اعتماد الدارس على المذكرة منفرداً دون أستاذ يشرح أو تطبيق يُجرى. كما تخلّصت من متطلبات الدروس الأخرى كالأسئلة والتمرينات، وما يشبه ذلك.
وكان اعتمادي أساساً على كتاب (جامع الدروس العربية) للشيخ مصطفى الغلاييني، إضافة إلى كتب أخرى، أهمّها كتاب (قواعد الإملاء) للأستاذ عبد السلام هارون. وقد وجدت اختلافات ليست باليسيرة بين مؤلف وآخر. لكنّ اهتمامي كان منصباً على المشترك من القواعد والمطرد في الاستعمال دون أن أخترع شيئاً بحجة التوحيد ممّا لا يخلّف إلا ضرراً مؤكداً، أو أن أخطّئ أحداً لاختلافه عمّا أختار.
وقصدت أن تجيء المباحث شاملة لما يدرس في هذا الفنّ مع ما تمسّ الحاجة إليه من مسائل تتعلق برسم بعض الحروف ونقطها. وهكذا ضمّت المذكرة أحكام الهمزة في كل مواقعها من الكلمة وأحوال (أل) وهمزة ابن وابنة، ودخول همزة الاستفهام على ما أوله همزة، وقواعد المدّ واجتماع همزتين، وكتابة الألف اللينة، ورسم التاء المربوطة والتاء المبسوطة، ومسائل الفصل والوصل، ومواضع زيادة الحروف ونقصها، وعلامات الترقيم.
واللهَ أسأل أن يجعل هذا العمل نافعاً لجمهرة الدارسين والمدرّسين، وأن يجزل المثوبة به لكلّ من أعان على إنجازه، وأن يتقبله مني خدمة لِلسان قرآنه، ولغة نبيّه، وآلة دينه.
والحمد لله ربّ العالمين...
أحمد محمد قدُّور
تقــــــــديم
بقلم الأستاذ الدكتور مازن المبارك
الحمد لله الذي خلق الإنسان علّمه البيان، وصلى الله على سيدنا محمد أفصح من نطق بالضاد وبعد.
فقد عمّت الشكوى من ضعف المثقفين عامة والطلبة خاصة باللغة العربية حتى أصبحت مما يعرف بعموم البلوى.
وقد لفت نظري أن كثيرين من الزملاء المدرّسين يذهبون في معالجة ظاهرة الضعف إلى العناية بالمناهج وتطويرها تعديلاً أو زيادة أو حذفاً. وإلى الاهتمام بالمتون وحفظها أو حفظ القواعد والحدود والتعريفات ولم أر لذلك أثراً واضحاً أو مردوداً ذا جدوى في رقيّ المستوى اللغوي في الألسنة والأقلام!
ورأيت أن الأَوْلى والأجدى أن نتجه إلى تنمية المهارات اللغوية مباشرة فوضعت لذلك خطة ذات ثلاثة محاور وعرضتها على الإخوة الزملاء في قسم اللغة العربية بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي فاستحسنوها ووافقوا على الأخذ بها وتنفيذها.
وخلاصة هذه الخطة اعتماد ثلاثة محاور هي:
1-محور المهارة الكتابية.
2-محور المهارة النحوية التطبيقية.
3-محور المهارة الأدبية.
أما المهارة الكتابية فتشمل الإملاء والكتابة. أما الإملاء فتعطى قواعده للطلبة في مذكرة سهلة ميسّرة كثيرة الأمثلة، ونسائلهم عنها في كل مناسبة تعرض خلال الدروس، ونحاسبهم على الخطأ فيها في كل ما يكتبون. وأما الكتابة فيكون التدريب عليها من خلال وظائف خفيفة ككتابة شرح لبيت أو بيتين، للفت أنظار الطلاب إلى الخطأ في تركيب الجملة الخاصة والأسلوب عامة، وتعويدهم ممارسة الكتابة والتعبير.
وأما المهارة النحوية التطبيقية فقد جعلنا لها ساعة أسبوعية زائدة على ساعات مقرر النحو والصرف، لا يعطى فيها درس نظري بل يكتفى بتطبيقات إعرابية عامة يقوم بها الطلاب أنفسهم تحت إشراف الأستاذ الذي يصحّح ما يحتاج إلى تصحيح ويذكّر بما يحتاج إلى تذكير من قواعد سبق للطلاب أن درسوها في سنوات سابقة.
وأما المهارة الأدبية فتكون في ساعة أو ساعتين في الأسبوع خصّصتا للنصوص التي يتدربون على قراءتها وشرحها شفهياً ليمارسوا اللغة عملياً وتنطلق ألسنتهم بها.
وقد باشر قسم اللغة العربية في الكلية تنفيذ هذه الخطة وأضاف إليها عقد دورات تدريسية إضافية تؤخذ لها ساعة أو اثنتان في الأسبوع، تطوَع الزملاء للقيام بها في دروس العربية المختلفة.
وقد ندب القسم الزميل الأستاذ الدكتور أحمد قدُّور لوضع مذكرة في الإملاء تكون مستوعبة شاملة، سهلة ميسَّرة، وموافقة لمناهج وزارة التربية في دولة الإمارات. وقد قام الدكتور قدُّور بوضع تلك المذكرة التي جاءت ملبية للحاجة وبذل فيها جهداً مشكوراً.
أسأل الله أن يجزيه عنَّا خير الجزاء وأن يسدّد خطانا جميعاً لما فيه خير التعليم والمتعلمين، والحمد لله رب العالمين.
دبي في العاشر من شعبان 1422هـ
مازن المبارك