تخطي إلى المحتوى

دعوة الأطباء - صفحات من الأدب الطبي العربي

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $4.00
السعر الأصلي $4.00 - السعر الأصلي $4.00
السعر الأصلي $4.00
السعر الحالي $3.20
$3.20 - $3.20
السعر الحالي $3.20
يحتوي على السيرة الذاتية للطبيب ابن بطلان ودراسة كتابه دعوة الأطباء الذي هو على شكل قصة أو مقامة طويلة كمقامات الهمذاني يعرض فكر المؤلف الطبي ومعارفه ليؤكد سمو الطبابة من خلال نقده لفئة الأطباء الذين يتمنون مرض الناس ليعيشوا ، معرضاً بالأطباء الدجالين مشيراً إلى أن المهنة بعيدة عن الخرافة والشعوذة.

المؤلف
عزت عمر تحقيق
التصنيف الموضوعي
غلاف نوع التجليد
أبيض نوع الورق
208 الصفحات
24×17 القياس
2003 سنة الطبع
9781575474458 ISBN
0.33 kg الوزن

كلمة الناشر

هذا الكتاب وضعه ابن بطلان على شكل قصة أو مقامة طويلة، تذكر بمقامات الهمذاني. بطلها فتى شاب يدعي أنه طبيب ناشئ، يفد على طبيب معروف في مدينة ميافارقين مشهور بالطب والأدب والشمائل الحلوة، لعله شيخ الأطباء في بلده، يشكو إليه معدته؛ فيدعوه الشيخ إلى بيته ويقدم له مختلف الأطعمة بعدما يستوثق أنه قليل الشهوة.. ويحذره الشيخ أضرار الطعام فلا يصيب من طعامه شيئاً، ويرفعه كما هو.

ثم يدعو من أجله عدداً من الأطباء يسمرون ويشربون ويستمعون إلى الغناء ويتحدثون في الأدب، ويطرحون خلال ذلك موضوعات طبية نافعة تمثل معارف الطب بشكل مجمل في عصر المؤلف.

ومن هنا فلعل هذا الكتاب يمثل أنموذجاً فريداً من الكتب في بابتها، نقل إلينا مؤلفه ما كان عليه مجتمع الحضارة العربية الإسلامية في منتصف القرن الخامس الهجري، منتصف القرن الحادي عشر الميلادي، وعرض، كما يقول المحقق، فكره الطبي ومعارفه ليؤكد على سمو الطبابة من خلال نقده لفئة الأطباء الذين يتمنون مرض الآخرين ليعيشوا، معرّضاً بالأطباء الدجالين المدعين، مشيراً إلى أن المهنة بعيدة عن الخرافة والشعوذة.

جمع الكتاب العلم إلى الأدب، والشعر إلى النثر، والمتعة إلى الجد في أسلوب مقبول دلّ على الثقافة الواسعة لأطباء هذه الحضارة الراقية.

الفصل الثاني عشر

في خاتمة الكتاب

وذكر سبب

انقطاع الزيارة والاجتناب

وبقيَ أبو جابر تلميذُهُ، فالتفتَ إلى غلامِه وقال:

غنِّني بقول الشاعر:

مِيتَةَ جالينوس في طبِّهِ يموتُ راعي الضَّأنِ في جهلِه
وزادَ في الأمنِ على سربِهِ وربَّما زادَ على عمرهِ
ثم مال على جنبه نائماً، فنهضتُ على رجليّ قائماً، فلَمّا هممْتُ بالانصراف، قال لي الغلام:

أتمضي يا سيدي، وتتركني وهذا المسكين الذي كدَّ يومَه، وغنّى حتى بُحَّ حلقه جائعين؟!

فقلت: وما سبب جوعكما وفي الدار طعام؟!

فقال: متى انصرفتَ، لم أتجاسر على سقيه، ولم أقدر على التعرُّض به، وإن أقمتَ احتججتُ بك، ودخلت أنا وهذا الفتى في غمارك.

فَصَبَتْ نفسي إلى طعامهما وسقيهما غيظاً من شمِّه، ومكافأة على بخله، فجلست، فأعاد الحمَلَ وقدَّم الطبق، فلم نُبقِ ولم نذر، وعدلنا إلى الفالوذج، فانثنينا على بقيته، وملنا نحو الشراب، فشربنا فضلته، وغنّى ذلك الفتى:

واستبَّ بعدَك يا كليبُ المجلسُ نُبِّئتُ أنَّ النَّارَ بعدك أُضرمَتْ
لو كنت شاهدهم بها لم ينبسوا وتحدثوا في أمر كلّ عظيمة
وطاب الوقت، واتصل الشراب بيننا، فبينما نحن على هذه الحال، إذ رفع الشيخ رأسه مستيقظاً، فلَمّا رأى وقد [فرغ] الجام من الحلواء، وابيضَّت عظام الشواء قال:

ما هذا التبسُّط في منزلي، والتحكم في مطعمي ومشربي؟!

قلت: تذكرت قولك.

قال: وما هو؟

قلت: إنشادك:

فيُخْصِبُ عندي والمحلُّ جديبُ أُضاحكُ ضيفي قبل إنزالِ رحله
قال: الأشرار يتبعون مساوئ الناس الأخيار، كما يتبع الذباب المواضع الفاسدة من البدن.

فقلت: يا سيدي، ما تناولنا منه إلاّ القليل، وكنّا قادرين على الكثير.

قال: صدق أفلاطون في قوله: ((لا تصحبوا الأشرار فإنهم يمنّون عليكم بالسلامة منهم)). أما تعلم أنَّ كحل أصفهان يأتي على الجمال، ويفنى بالأميال؟

قلت: يا سيدي، أنت دعوتني إلى دارك، وعرضت عليَّ طعامك وشرابك، فما زرت مثقلاً، ولا حضرتُ عندك متطفلاً!

قال: قد فعلت ما هو أقبح من التطفل، وأصعب من التثقيل، لأنك غررتني من نفسك وزعمت أنك لا تقدر على شرب الراح، وأراك تكرع منها بالأرطال والأقداح، والذنب لي في الاغترار بك، والانخداع لك.

ثم استوفى على نفسه اليمين؛ أنه لا يضيف غريباً بقية عمره، ولا يأذن لأحدٍ في دخول منزله، فنهضت من عنده، وغبتُ عنه عدَّة أيام، وعاودت داره، فإذا به مراعياً للطريق من شباك، فلَمّا نظرني صاح:

يا غلام احفظ الباب والممرّ منه، فقد ورد الغرار المملق، وأخاف أن يلجَ البابَ ويتسلق.

فلَمّا رأيته، بدأته بالسلام، وغمرته بالإعظام والإكرام، فأعرض، ولم يرد السلام فأنشدت:

أنيسٌ ولم يسمُرْ بمكَّةَ سامِرُ كأن لم يكنْ بين الحجونِ إلى الصفا
فقال الشيخ:

صروفُ الليالي والطبيبُ المسافرُ بلى نحنُ كنّا أهلَها فأبادنا
ثم قاطعني، وأغلق باب الشباك، وفصلتُ عنه، فكان آخر عهدي به.

يمثل هذا الكتاب نموذجاً من الأدب الطبي عند العرب في نصف القرن الخامس الهجري، يصور مجلساً اجتمع فيه عدد من الأطباء بمختلف التخصصات الطبية جاؤوا للسمر واللهو وانتهاب اللذات، وطرحت من خلال المجلس أسئلة بكل تخصص من تخصصاتهم؛ حول الجراحة والفصادة والكحالة (طب العيون) وغير ذلك مما يتعلق بالعقاقير واستعمالاتها بأسلوب يأخذ بين الجد والهزل، وبين المهانة والفكاهة، يتخلله كثير من الشعر القديم الجميل والأدب الرفيع والتعليقات الأدبية الراقية؛ الذي يدل على ثقافة المؤلف الواسعة، وثقافة أطباء عصره.


دعوة الأطباء

هذا الكتاب دراسة عن المختار بن الحسن ابن بطلان، وكتابه دعوة الأطباء؛ فيتناول فيه سيرة الطبيب ابن بطلان وحواراته العميقة في المسائل الطبية مع الطبيب المصري ابن رضوان. ثم يتحدث عن مؤلفات ابن بطلان، وآرائه الخاصة في دحض بعض النظريات القديمة، وكذلك في الردِّ على خصمه اللدود ابن رضوان.

وتحدث عن بعض المؤلفات التي ذكرت فضل ابن بطلان في العلوم الطبية. ثم تناول الحديث عن مخطوط كتابه دعوة الأبطاء والنسخ الخطية في المكتبات العالمية ليبدأ في دراسة مضمون المخطوط والمنهج الذي اتبعه في التحقيق.

بعد ذلك ينتقل إلى قسم التحقيق، ويبدأ بعرض فصول الكتاب بادئاً بفاتحة الكتاب ثم في ذكر مجالس الطعام. ثم ينتقل إلى الحديث عن الشراب واللَّذة. ثم يفرد فصلاً بعنوان ((في اعتبار الطبائعي بمسائل توضح فضله وتُظهر جماله)). وينتقل إلى فصل آخر بعنوان ((في سؤال الكحال عمّا لا يسعه جهله من العلاج)). ثم ((في اعتبار الجرائحي لمعرفة التشريح والمنافع)). وفصلاً آخر بعنوان ((في امتحان الفاصد فيما يحتاج إلى معرفته من المتاع)). ثم يتناول الحديث عن الصيادلة ومعرفة العقاقير والأدوية وما يتصل بذلك.

ويؤصل فصول الكتاب بفصل بعنوان ((في غيبة الأطباء وتغايرهم على المرضى)) ويتبعه بفصل عن اعتذار الطبيب المصروف، وذمِّ الصارف له. ثم يتحدث عن استهانة العامَّة بالصناعة الطبية.

ويصل إلى خاتمة الكتاب، فيذكر سبب انقطاع الزيارة والاجتناب. ثم يذكر في ملحق تفسير مسائل (دعوة الأطباء) للشيخ علي بن هبة الله جواباً عن كتاب الشيخ أبي العلاء محفوظ، يسأله عن أجوبة المسائل التي ضمَّنها ابن بطلان رسالته (دعوة الأطباء).