يتحدث هذا الكتاب عن المجتمع العربي الذي يعيش مرحلة ما قبل الدولة الوطنية، أي ما قبل المجتمع المدني الذي تجذرت مكوناته بالمجتمع الأصلي، الذي أدى أحياناً إلى نشوء هويات متعارضة.
وبالإضافة إلى ذلك فقد تشكل فهمٌ خاص بالمجتمع المدني يرى أنه معارض للدولة، ويريد الانقضاض على السلطة واستلابها؛ لذا نظرت السلطة السياسية لدعاة المجتمع المدني بالشك والريبة، ظناً منها أنهم يسعون للهيمنة على السلطة وإضعافها.
يبين المؤلف أن المجتمع المدني والدولة ليسا ضدين متنافرين، والمجتمع المدني يكون قوياً في الدولة القوية، وليس من مصلحة أي دولة أن يكون ذلك المجتمع ضعيفاً.
هذا وتتعرض الدولة في ظل العولمة لهجوم غير مسبوق يستهدف إضعاف سيادتها، ولذلك يسعى العديد من الدول لتدارك هذا الأمر بوسائل عدة..
ويستعرض المؤلف تطور الفكر السياسي من خلال معالجته لمصطلحي الدولة والمجتمع المدني وعلاقتهما بالديمقراطية من خلال آراء العديد من الفلاسفة والمفكرين. وقد حاول توضيح ما يدل عليه مفهوم المجتمع المدني، وما علق به من تشويش وضبابية في الفهم عند دخوله المجتمع العربي.
ولما كانت الديمقراطية هي المجال السياسي الذي تجري فيه الفعاليات الثقافية والاجتماعية فقد خصص المؤلف في كتابه بحثاً خاصاً بالديمقراطية والمؤسسات، وبيَّن كيف تجري فيها الممارسات الديمقراطية والقوانين والتشريعات الملحقة بها مما لا يمكن للدولة أن تقوم بدونها.
وأخيراً درس المؤلف مفهومي الديمقراطية والشورى، وحاول أن يحرر كل مصطلح من الأفكار والأوهام التي علقت به عبر التاريخ.