هذا الكتاب يقدم رؤية عميقة لمفهوم الآخر في اليهودية والمسيحية.
وهو يضم أربعة أبحاث رئيسية؛ الأول ((مفهوم الآخر لدى الجماعات اليهودية الحديثة)) وفيه رصدت الدكتورة رقية العلواني التطور الفكري عبر المسار التاريخي والاجتماعي لمفهوم الآخر عند الجماعات اليهودية، من خلال سرد النصوص المقدسة وتحليلها، واستخدمت في دراستها المنهج التحليلي التفسيري بغية الموضوعية مبتعدة عن الانتقائية الفكرية. لذا عالجت كيفية تشكل هذا المفهوم لدى تلك الجماعات من خلال النصوص المشار إليها.. وانتهت إلى معالجة مفهوم الآخر في الفكر المعاصر لليهود.
وبيّن الأب الدكتور كريستيان فان نيسبن في بحثه ((العلاقة بالآخر في الرؤية المسيحية)) أن للكنائس المسيحية جميعاً رؤية مشتركة للآخر، تنبع من الكتاب المقدس، ومن أساسيات المسيحية، وأن العلاقة مع الآخر حقيقة أساسية للإيمان بحسب المذهب الكاثوليكي.
وتحدث الأستاذ سمير مرقس في بحثه ((مفهوم الآخر في المسيحية المصرية الأرثوذكسية)) عن مساهمة الحالة المسيحية المصرية في تعميق المشاركة في الركب الاجتماعي الحضاري المتعدد والمتنوع، وكيفية تبلور الرؤية المسيحية المصرية للآخر لتشكل أنموذجاً واقعياً.
وقدم القسُّ إكرام لمعي في بحثه ((المسيحية الإنجيلية البروتستانتية والموقف من الآخر)) تعريفاً بالمصطلحات الأساسية التي استخدمها في بحثه, مع تقديمٍ شرح فيه أهم المدارس في التغيير الفكري المسيحي.. ثم عرّف المدرسة البروتستانتية، وبيّن مبادئ فهمها الخاص لنصوص في الكتاب المقدس، وشرح الدوافع وراء البحث في موضوع الآخر، وتطور الفكر المسيحي الإنجيلي نحو الآخر منذ ظهور حركة الإصلاح في القرن السادس عشر حتى الآن، عارضاً آراء الإصلاحيين وموقفهم من الآخر.