إن المعجزات النبوية التي أيَّد الله بها نبيه، لتكون دليلاً حسّياً، يراه الناس بعيونهم، والتي كانت برداً وسلاماً على قلوب المؤمنين، زادتهم إيماناً وتسليماً، وكانت وليجة يلج بها كبراء قريش إلى مآربهم من اتهام محمد بالجنون تارة، وبالسحر تارة أخرى، وما زادتهم إلا عناداً ونفوراً.
هذه المعجزات اتخذ منها أعداء الإسلام - من أبنائه والغرباء على السواء - سهاماً مسمومة لعلّهم يصيبون بها وبغيرها من الإسلام مقتلاً.
هذا الكتاب يقدم فيه المؤلف تعريفاً للمعجزات، ويفرق بينها وبين السحر، من خلال فصول تناول في الأول منها حقيقة الإنسان وما كرَّمه الله به عن العالَمين من جوارح، ينتقل بعد ذلك في الفصل الثاني إلى التأكيد على أن القرآن هو المعجزة الأهم في حياة النبي محمد? وحياة المسلمين من بعده، ولا سيما أن القرآن معجزة عقلية.
بعد ذلك فنَّد المؤلف مزاعم القرشيين فيما حاولوا إلصاقه بالنبي من صفات السحر والشعر وغير ذلك مؤكداً أنّ ما كانوا يطلبونه هو تعجيز وليس معجزة، ولو كانوا يطلبون معجزة فحسب، لكان فيما بين أيديهم وما تحت أبصارهم منها كفاية.
فالكتاب إذن واحد من الكتب التي تحاور أولئك الذين ينكرون المعجزات النبوية، مشككين بها معرضين بصاحبها.