المقدمة
الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً يوافي نعمه، ويكافئ مزيده، ويدفع نقمه، الحمد لله كما ينبغي لجلاله وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد (ص)، إمام المرسلين، وخاتم النبيين، وقائد الغُر المحجلين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الكرام العلماء الميامين، وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد؛ فإنَّ الأخ الأستاذ محمد عدنان سالم حفظه الله تعالى، وبارك فيه، وزاده من فضله - رئيس اتحاد الناشرين السوريين، المدير العام لدار الفكر بدمشق - وهو الذي تبنى مشروع سلسلة (حوارات لقرن جديد) التي تهدف إلى وضع المسائل الشائكة على بساط البحث، قد رغب إليَّ في أن أشارك في بيان مكان السنة وحجيتها وحفظها، وتفنيد بعض ما يدور من إشكاليات عن الحديث النبوي الشريف على ألسنة المتخصصين وغير المتخصصين، حول حجيته، وترتيبه بين مصادر التشريع، ومنزلته من القرآن الكريم، وهل يمكن أن ينسخ النص القرآني بحديث نبوي فيما إذا وقع التعارض بينهما، ومدى دوران حجية الحديث مع الصفة التي يتحدث فيها الرسول (ص) أو يتصرف رسولاً مبلغاً عن الله تعالى، أو إماماً (رئيس دولة) أو قائدَ جيش، أو قاضياً بين الخصوم بحسب ما يظهر له من بينات... أو مرشداً وداعياً يوجه المسلمين إلى الفضائل... وغير ذلك مما له صلة بالطب والأدوية، وغير ذلك من المسائل الكثيرة التي تتعلق بتدوين الحديث.. ومدى إمكان التقدم التكنولوجي في مجال المعلوماتية أن يقدم خدمات إضافية في ميدان الحديث، وما الموقف من ظهور تعارض بين بعض الأحاديث والمستجدات العلمية التي ثبتت بالتجربة والمشاهدة!؟
ورأيت أن أتناول هذا الموضوع بعنوان:
السنة النبوية - مكانتها - حفظها وتدوينها - تفنيد بعض الشبهات حولها
وتيسيراً لعرض الموضوع فقد بنيته على مقدمة وثلاثة فصول:
الفصل الأول - مكانة السنة وحفظها وتدوينها
أولاً- التمهيد: وفيه:
1- التعريف بالسنة: أ- السنة لغةً. ب- السنة في الشرع.
2- معنى الحديث والخبر والأثر.
ثانياً- مكانة السنة من التشريع وأدلة ذلك.
ثالثاً- منزلة السنة من القرآن الكريم:
1- وجوه بيان السنة للقرآن الكريم.
2- تأكيدها لما في القرآن الكريم.
3- تفريعها على أصل فيه.
4- استقلالها بالتشريع ونماذج لذلك.
5- هل يقع النسخ بين القرآن والسنة؟ والأقوال في هذا مع الشواهد.
رابعاً- ما الذي يعمل به مما ثبت عن الرسول (ص)؟ وأقسامه.
خامساً- حفظ السنة وتدوينها:
أ- بين يدي الموضوع: - أهمية الإسناد واختصاص الأمة الإسلامية به، وعلما الرواية والدراية.
ب- حفظ السنة: - 1 و2- لغةً واصطلاحاً. - 3- كيف تلقى الصحابة الحديث عن رسول الله (ص)؟.
ج- تدوين السنة: - 1 و2- التدوين لغةً واصطلاحاً. - 3- الكتابة عند العرب قبيل الإسلام وفي العهد النبوي، وخلاصة القول فيما ورد عن الرسول(ص) من أمر بكتابة الحديث والنهي عنه. وتضافر الحفظ في الصدور وفي الصحف (المدونات الحديثية) وظهور التصنيف على الأبواب في أواخر القرن الهجري الأول.
الفصل الثاني - (أضواء على إشكاليات بعض قضايا السنة)
أولاً- حول حجية الحديث النبوي ومنزلته من التشريع.
ثانياً- حول ادعاء: أن ما دوّن قد يكون متأخراً، ومثله ما قيل في نقد الرواة ونقد المتن. وتفنيد ذلك مع الأدلة والشواهد.
هل يعدُ ما سبق كافياً لتنقية الحديث من المكذوب والمفترى؟ وبيان ذلك.
هل يمكن للتقدم التكنولوجي الراهن في مجال المعلوماتية أن يقدم خدمات إضافية لمزيد من التنقية؟ - بيان هذا: 1- فيما يتعلق ببرامج الحديث للحاسوب. - 2- فيما يتعلق بالمواقع على شبكة الاتصالات (الإنترنت).
ما القول في ظهور تعارض بين بعض الأحاديث والمستجدات العلمية التي تثبت بالتجربة والمشاهدة؟ وبيان ذلك. - أولاً- حديث الذباب: وأضواء على ما ورد من أحاديث في الدواء والطب. - ثانياً- ثبوت الشهر القمري بين الرؤية وعلم الفلك.
الفصل الثالث - ملحق بالموضوع
وهو أجوبة عن أسئلة بعض المشاركين في موقع منتدى التوحيد عن أمور كثيرة تتعلق بالسنة وعلومها، وتفنيد بعض الشبهات المثارة حولها... في نحو مئة صفحة تلقي الأضواء على كثير مما يثار حول الحديث وعلومه في أيامنا هذه.
سائلاً الله - عز وجل - السداد والرشاد، ودوام التوفيق لأمتنا وعلمائها، وطلاب العلم، ولسائر العباد. إنه خير مسؤول وبالإجابة جدير. والحمد لله رب العالمين.
وكتبه خادم السنة والعلم الشريف - أ. د. محمد عجاج الخطيب الحسني
كثيرة هي الكتب التي درست السنة النبوية، المصدر الثاني في التشريع الإسلامي..
وكثيرون أولئك الذين تناولوها من مختلف جوانب البحث والتحليل والاستنباط.. وما تزال الدراسات قائمة مع تقدم وسائل البحث العلمي.
وهذا الكتاب يقدم جديداً، خطّه قلم عالم متخصص في الحديث الشريف والسنة النبوية، جمع فيه إلى القديم جديداً، فعرض القديم على نحو إبداعي، ولخصه، وانتقى منه، وقدمه للقارئ؛ فتحدث عن مكانة السنة وحفظها وتدوينها، وأشار إلى معاني مصطلحاتها عند العلماء، وتناول أهم موضوعاتها التي ينبغي على المثقف أن يعرفه..
أما الجديد الهام في الكتاب فكان في تسليطه أضواء على إشكاليات قضايا السنة، وقدم فيه القول الفصل، ثم أجاب عن الأسئلة التي تثار هذه الأيام من ناس مغرضين أو متشككين، وفند أقوالهم بالحجة القاطعة.
إنه كتاب جامع في بابته.
كتاب في الحديث وعلومه، يتناول السنة النبوية، في حفظها ومنزلتها من التشريع ومن القرآن الكريم والمشكلات المتعلقة بها.
قسم المؤلف كتابه بعد المقدمة إلى ثلاثة فصول؛ الأول ((مكانة السنة وحفظها وتدوينها)) عرّف فيه السنة وبيّن فيه معنى مصطلحات (الحديث والخبر والأثر) ثم ذكر أن السنة أصل من أصول التشريع تردف القرآن الكريم، فتبيّنه، وتؤكد ما فيه، وتتفرع عنه، وتستقل بالتشريع في مواضع. وتحدَّث عن موضوع النَّسْخ بينها وبين القرآن، مؤكداً أنها لا تنسخه. وبيّن ما يُعمل به مما ثبت عن الرسول ? وأفرد بحثاً لموضوع حفظ السنة وتدوينها.
خصص الفصل الثاني ((أضواء على إشكاليات بعض قضايا السنة النبوية)) لمناقشة آراء حول حجية الحديث النبوي ومنزلته من التشريع، وحول ادعاء ما يراه جماعةٌ أن ما دوّن من السنة قد يكون متأخراً، وحول ما قيل في نقد الرواة ونقد المتن. وفصَّل القول في إمكانية خدمة الحديث بطريق التقدم التكنولوجي الراهن بأفضل مما هو عليه الآن. وعالج موضوع ظهور تعارض بين بعض الأحاديث والمستجدات العلمية الحديثة. وختم الفصل بالحديث عن الإعجاز العلمي في الذباب.
أما الفصل الثالث ويستغرق حيّزاً مهماً في الكتاب فقد أجاب فيه عن أسئلة حول الحديث النبوي الشريف وعلومه مما يثار هذه الأيام، وفنّد فيها بعض الشبهات بحجج المعقول والمنقول.
